جرائم بلا عقاب أصبح العالم كله يعرف اسم الجندي الإسرائيلي «جلعاد شليط»، الأسير لدي الفلسطينيين. ويذرف الأمريكيون والأوروبيون الدموع ليشاركوا الإسرائيليين مأساة استمراره في الأسر ويطالبون بالإفراج عنه. ولكن العالم لا يعرف اسماء «محمد إبراهيم عبد القادر قادوس» (16 سنة) و«أسيد قادوس» (17 سنة) ومحمد فيصل قواريق وصلاح محمد قواريق.. وهم أربعة من الفلسطينيين قتلهم جنود الاحتلال خلال 24 ساعة فقط. ولو كان هناك ضمير عالمي أو مجتمع دولي ماتقاعس الجميع عن المطالبة بمحاكمة المجرمين من قادة جيش الاحتلال الإسرائيلي الذين ادمنوا هواية قتل الأطفال والشبان الفلسطينيين العزل من خيرة ابناء الشعب الفلسطيني. بل إن وسائل الإعلام المصرية والعربية نشرت الخبر بطريقة روتينية، كما لو كان حادثا عاديا لا يستحق أكثر من سطور قليلة. وهنا يجب أن نلاحظ أنها عمليات قتل متعمدة تتم تنفيذا لأوامر بالقتل من مجرمي حرب نازيين قررت الولاياتالمتحدة وأوروبا اعفاءهم من أي عقاب أو مسئولية أو محاسبتهم علي أي جريمة يرتكبونها. وتكفي الاشارة إلي أن الشهيدين محمد وصلاح قواريق كانا يفلحان أرضهما عندما انطلق الرصاص ليخترق قلب ورأس كل منهما. وكما جرت عادة محترفي القتل وعمليات الابادة في إسرائيل، فإن قوات الاحتلال منعت سيارات الاسعاف من الوصول إلي منطقة المواجهات بين شبان فلسطينيين وجنود الاحتال علي مقربة من مدينة نابلس لنقل الجرحي والنازفين حتي الموت ، مما اضطر سكان قرية بورين إلي نقل قادوس ورفيقه بواسطة سيارات خاصة إلي خارج القرية قبل نقلهما، مرة أخري، إلي مدينة نابلس، التي تبعد عدة كيلومترات.وقد اصيب عدد كبير من الفلسطينيين بالاختناق بعد اطلاق قوات الاحتلال قنابل الغاز السام في شتي الاتجاهات. وجري ذلك كله وسط هجمات شنها الجيش الاحتياطي للاحتلال- الذي يتكون من قطعان المستوطنين الأجانب- علي قري ومزارع فلسطينية لإعدام اشجار الزيتون بهدف قطع الأرزاق والتهجير. ومعلوم أن سلطات الاحتلال قامت بزرع المستعمرات وسط المدن والقري الفلسطينية لكي تلعب دور أجهزة القمع التي تتولي تأديب أي فلسطيني يرفض الاحتلال. في عواصم الغرب.. تقوم الدنيا ولا تقعد إذا سمعوا أن أحد التابعين لهم قد ألقي القبض عليه في دولة ما. ولكن اعتقال 11 ألف وطني فلسطيني في سجون الاحتلال الإسرائيلي لا يزعج أحداً! وتقوم الدنيا ولا تقعد إذا اصيب إسرائيلي بخدش من جراء صاروخ «فشنك» ينطلق من الأراضي المحتلة... أما جرائم القتل المتعمد لأطفال وشبان يتظاهرون ويحتجون - بلا أسلحة في أيديهم سوي قطع من الحجارة- فإن مصيرهم القتل. وبعد ذلك نسمع احاديث مكررة وتافهة عن بيانات وقرارات لما يسمي باللجنة الرباعية. ولن نستغرب، منذ الآن، إذا سمعنا مجرد ثرثرة جوفاء- طالما سمعناها من قبل- من القمة العربية القادمة (!)، خاصة الاصرار علي أن خيارهم الاستراتيجي الوحيد هو ..... «السلام» الذي ترفضه إسرائيل وأمريكا.