البرلمان الجزائري يصادق بالاجماع على قانون يجرّم الاستعمار الفرنسي    مصر ضد جنوب أفريقيا| حسام حسن عن الأمطار في أكادير: خير لينا «شاهد»    الداخلية تكشف حقيقة فيديو متداول وتؤكد: الواقعة قديمة وتم اتخاذ إجراءات تأديبية    الذهب يقفز لمستويات غير مسبوقة وعيار 21 يتجاوز ال 6 آلاف جنيه لأول مرة    إتاحة الاستعلام عن القبول المبدئي للمتقدمين لشغل 964 وظيفة معلم مساعد بالأزهر    بدء المحادثات بشأن النزاع الحدودي بين تايلاند وكمبوديا    أسرع أهداف أمم أفريقيا 2025.. رياض محرز يكتب التاريخ مع الجزائر    رئيس جامعة الإسكندرية يعلن صدور قرار بإنشاء فروع للجامعة في الإمارات وماليزيا    الإدراية العليا تحيل 14 طعنا للنقض على نتيحة انتخابات النواب للدوائر الملغاة    القبض على المتهم بإنهاء حياة والدته في المنيا    محمد سامي يفاجئ مي عمر أثناء تصوير "الست موناليزا"    رئيس الوزراء: مصر كانت بتتعاير بأزمة الإسكان قبل 2014.. وكابوس كل أسرة هتجيب شقة لابنها منين    محافظ الغربية يفتتح عددًا من الأقسام والوحدات المطوّرة بمستشفى المحلة العام| صور    القبض على المتهم بإنهاء حياة والدته بسبب مشغولات ذهبية بالمنيا    بالأسماء.. مصرع شخص وإصابة 18 آخرين إثر انقلاب ميكروباص في أسوان    مدرب بنين: قدمنا أفضل مباراة لنا رغم الخسارة أمام الكونغو    البورصة المصرية تربح 4 مليارات جنيه بختام تعاملات الأربعاء    التعاون الاقتصادي والتجاري والمباحثات العسكرية على طاولة مباحثات لافروف والشيباني    الكنيست الإسرائيلي يصدق بقراءة تمهيدية على تشكيل لجنة تحقيق سياسية في أحداث 7 أكتوبر    اليمن يدعو مجلس الأمن للضغط على الحوثيين للإفراج عن موظفين أمميين    السكة الحديد: تسيير الرحلة ال41 لنقل الأشقاء السودانيين ضمن مشروع العودة الطوعية    بعد الاعتداءات.. ماذا فعل وزير التعليم لحماية الطلاب داخل المدارس؟    محافظ قنا يعقد اجتماعًا موسعًا للاستعداد لانطلاق الموجة ال28 لإزالة التعديات    هذا هو موعد ومكان عزاء الفنان الراحل طارق الأمير    المتحف المصري بالقاهرة يحدّث قواعد الزيارة حفاظًا على كنوزه الخالدة    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن :شكرا توتو وتوتى ..!؟    تقارير: نيكولاس أوتاميندي على رادار برشلونة في الشتاء    الصحة تواصل العمل على تقليل ساعات الانتظار في الرعايات والحضانات والطوارئ وخدمات 137    جامعة قناة السويس تعلن أسماء الفائزين بجائزة الأبحاث العلمية الموجهة لخدمة المجتمع    ڤاليو تعتمد الذكاء الاصطناعي لتعزيز تجربة العملاء    غدا.. استكمال محاكمة والد المتهم بقتل زميله وتقطيع جثته فى الإسماعيلية    أمم أفريقيا 2025| شوط أول سلبي بين بوركينا فاسو وغينيا الاستوائية    النائب محمد رزق: "حياة كريمة" نموذج للتنمية الشاملة والتحول الرقمي في مصر    كوت ديفوار تواجه موزمبيق في الجولة الأولى من كأس أمم إفريقيا 2025.. التوقيت والتشكيل والقنوات الناقلة    هل يجوز استخدام شبكات الواى فاى بدون إذن أصحابها؟.. الإفتاء تجيب    ميناء دمياط يستقبل 76 ألف طن واردات متنوعة    انتظام التصويت بالسفارة المصرية في الرياض    الاتصالات: إضافة 1000 منفذ بريد جديد ونشر أكثر من 3 آلاف ماكينة صراف آلى    وفاة أصغر أبناء موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب    حوار إسلامي مسيحي لأول مرة بقرية «حلوة» بالمنيا حول ثقافة التسامح في الجمهورية الجديدة (صور)    وزيرا التعليم العالي والرياضة يكرمان طلاب الجامعات الفائزين في البطولة العالمية ببرشلونة    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الأربعاء 24-12-2025 في محافظة الأقصر    أمم إفريقيا – براهيم دياز: سعيد بتواجدي في المغرب.. والجمهور يمنحنا الدفعة    وزير الري: الدولة المصرية لن تتهاون في صون حقوقها المائية    ضبط 4 متهمين اعتدوا على مواطن بأسلحة بيضاء بسبب خلافات فى السويس    لتشجيع الاستثمار في الذهب.. وزير البترول يشهد التوقيع بالأحرف الأولى على اتفاق مع آتون مايننج الكندية    الأوقاف: عناية الإسلام بالطفولة موضوع خطبة الجمعة    فاضل 56 يومًا.. أول أيام شهر رمضان 1447 هجريًا يوافق 19 فبراير 2026 ميلاديًا    ضياء السيد: إمام عاشور غير جاهز فنيا ومهند لاشين الأفضل أمام جنوب إفريقيا    الصغرى بالقاهرة 11 درجة.. الأرصاد تكشف درجات الحرارة المتوقعة لمدة أسبوع    وزير الصحة: قوة الأمم تقاس اليوم بعقولها المبدعة وقدراتها العلمية    وكيل صحة بني سويف يفاجئ وحدة بياض العرب الصحية ويشدد على معايير الجودة    محمد إمام يكشف كواليس مشهد عرضه للخطر في «الكينج»    طريقة عمل شوربة العدس الأحمر بجوز الهند والزنجبيل    القومي للطفولة والأمومة يناقش تعزيز حماية الأطفال من العنف والتحرش    وزير الخارجية يتسلم وثائق ومستندات وخرائط تاريخية بعد ترميمها بالهيئة العامة لدار الكتب    إيران تنتقد الترويكا الأوروبية والولايات المتحدة لعدم التزامهم بالاتفاق النووي    واشنطن في مجلس الأمن: سياسات مادورو تهدد أمن الولايات المتحدة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حيدر أبو بكر العطاس رئيس أول حكومة يمنية بعد الوحدة ل«الشعب اليمني لن يتنازل عن رحيل «صالح»
نشر في الأهالي يوم 01 - 06 - 2011

نسعي لإقامة دولة اتحادية مدنية.. ووحدة علي أسس قوية
وصلت الأزمة اليمنية إلي طريق شبه مسدود ، بإصرار الرئيس اليمني "علي عبد الله صالح "علي عدم الرحيل ورفض المبادرة الخليجية ، بعد تعديلها لثالث مرة ، والأخطر هو تهديده للثوار بأنهم سيكونون المسئولين عن تحويل الأزمة إلي حرب أهلية ، رغم أنه هو الذي يسعي لإثارة الفوضي والاعتداء علي الثوار ومواجهة ثورتهم السلمية بالرصاص ،وقتل المئات ، بل الآلاف منذ أن بدأ الحراك السلمي في الجنوب منذ أربع سنوات ، كما قال السيد حيدر أبو بكر العطاس، رئيس هيئة الرئاسة باليمن الجنوبي ، رئيس أول حكومة يمنية بعد الوحدة ..الذي أكد أن كل القوي الوطنية والثورية مصرة علي هدف واحد وهو رحيل علي عبد الله صالح فورا عن السلطة ، هو وأسرته وحاشيته وتحميله مسئولية جر اليمن إلي حرب أهلية ، رغم وعي الثوار بذلك ، واصرارهم علي أن تظل ثورتهم سلمية علي مدي أربعة أشهر متواصلة ، خسر فيها اليمن حوالي 5 مليارات دولار مما يجعله علي حافة الانهيار الاقتصادي، بالإضافة إلي الانهيار الأمني ، وقتل وجرح وأسر الآلاف ، مما وحد الشعب اليمني علي هدف واحد هو القضاء علي هذا النظام ، وإقامة دولة اتحادية مدنية ، يسود فيها العدل والمساواة والحرية
وسألته:
- رفض علي عبد الله صالح " الرئيس اليمني " المبادرة الخليجية بعد تعديلها الثالث ، وحمل الثوار مسئولية وقوع الحرب الأهلية إذا ما اصروا علي موقفهم منه ، كيف تري المشهد في اليمن الآن ، وما هو السيناريو القادم ؟
كان متوقعا من علي عبد الله صالح أن يرفض هذه المبادرة التي جاءت من أجل " خروجه آمنا " بعد انطلاق هذه الثورة الشعبية التي لم يخطط لها ، ولم يتوقع أن تحدث ، فقد آتت هذه الثورة بعد انطلاق الحراك الجنوبي منذ أربع سنوات ، وهز أركان النظام ، الذي أرتكب ضده حربا ظالمة عام 1994 ، وشن حروبا متعددة في " صعدة " ، وفي غيرها من المحافظات ، لأنه نظام يعيش علي الحروب ، والأزمات ، واستخدم منذ وصوله للحكم سياسة " فرق ..تسد" ، كما استخدم وسيلة الفساد والإفساد المالي والسياسي والأخلاقي ، واستخدم كذلك فزاعة الإرهاب محليا وإقليميا ودوليا ، والشمال ضد الجنوب ، كما استخدم الحوثيين لتخويف الشعب منهم ، بادعاء أنهم يسعون لعودة الإمامة، إلي جانب التهديد بأن تنظيم القاعدة سيسطر علي جنوب اليمن ، وهذه قضية استخدمها النظام وجعلها جزءا من تركيبته ، ورغم ما كان يحصل عليه من مساعدات دولية وعربية للقضاء علي الإرهاب ، كان يستخدمها لتحقيق أهدافه ضد الشعب اليمني ، ولكن الشيء الذي لم يستطع أن يدركه " صالح " هو أن الشعب أدرك هذه الألاعيب ، التي استخدمها طوال ال 33 عاما ضده ، وأود أن أذكر أنه قبل الثورة كان هناك حوار لمعالجة القضية الجنوبية ، كقضية وحدة بين دولتين ، اعتدي عليها صالح بالحرب وأفسد هذه الوحدة ، وكذلك قضية الاصلاحات السياسية والاقتصادية ، والتداول السلمي للسلطة .
- أعتقد أن صالح لم يتعامل مع هذا الحوار بجدية واحترام ، كما يتعامل الآن مع شعب اليمن كله !
نعم هو كان حوارا جادا من قبل أهل الجنوب ، أما صالح فقد استخدمه كوسيلة لإطالة الوقت ، والعبث بالآخرين ، وكان يوقع الاتفاقيات ثم ينقضها في اليوم الثاني ، وشهد علي ذلك الشيخ عبد الله الأحمر وأكد عليها في كتابه ، وهذا ما يقوم به صالح الآن تجاه المبادرة الخليجية الأخيرة ، وهو دائما ما يخرج من كل الأزمات منتصرا ، لأنه يجيد المراوغة ، والاستفادة من كل التوازنات الموجودة علي الساحة .. ولكن الآن كل هذه الأساليب قد استنفدت أغراضها ، وأدرك الشعب اليمني أن المعضلة الرئيسية أمام تقدمه وتحرره هو صالح ونظامه الفاسد ، ولذلك انطلقت هذه الثورة الشعبية علي خلفية الحراك السلمي ، و ثورة الشباب في تونس ، ثم في مصر العروبة.
- المبادرة اليمنية تتيح لصالح " خروجا " آمنا من السلطة ، دون ملاحقة قضائية ، إذن ماذا يريد ، وكيف الخروج من الأزمة ؟
هو لا يريد أن يخرج من السلطة ويعتبر أن هذه سلطته ، ودولته ، وبالتالي لا يريد أن يسلمها ، وقال في إحدي خطبه : أنا بنيت هذه المؤسسة العسكرية ، وتلك المؤسسات السياسية ولن أتركها لأحد ، وكأنه بناها من أمواله وليس أموال الشعب ، كما أن الشعب هو الذي بني كل شئ بتعبه وعرقه ، حتي الأجهزة الهيكلية في الدولة أختزلها في شخصه.
- وكيف تقرأ تهديده بالحرب الأهلية ، خاصة أن كثيرا من المراقبين يرون أن اليمن علي شفا حرب أهلية بالفعل !
هو يحاول جر البلاد إلي حرب أهلية ، وقالها قبل معمر القذافي ، بسنوات ضد أهل الجنوب حينما هدد بالحرب من " طاقة إلي طاقة " فقلده القذافي في حربه ضد شعبه بقوله من " زنقة إلي زنقة " بل لم يكتف بذلك فأضاف ومن " عزلة إلي عزلة " ، والعزلة هي الوحدة الإدارية الصغيرة ، أو أصغر وحدة إدارية في المحافظة ، وهذا النظام وكان معمولا به في اليمن قبل الوحدة ، أي أن " صالح " هدد بالحرب الأهلية منذ سنوات ، ومازال يستخدمها ، لتخويف الثوار والضغط عليهم كي يتراجعوا عن مطلبهم الرئيسي وهو رحيله هو ونظامه.
ملحوظة: بدأ علي عبدالله صالح الحرب الأهلية فعلا بقصف مقر صادق الأحمر شيخ قبيلة حاشد.
- إذا ما تمسك كل طرف بمطالبه ، وخاصة بعد الاعتداء علي قصر الشيخ " صادق الأحمر " ، واشتعلت الحرب بين الأحمرين .. هل تتوقع تدخلا عربيا مثلما حدث في البحرين ، أو أجنبيا مثلما حدث في ليبيا ، وإن كان التدخل الغربي في ليبيا بسبب مصالحهم في البترول الليبي وليس حماية الشعب من القذافي !
أعتقد أن علي عبد الله صالح " يهدد فقط " وأنه سيقوم باختبار مدي إمكانية تنفيذه ، وهذا ما حدث عندما اعتدوا علي منزل الشيخ " صادق الأحمر " وبعض الثوار في ساحة التغيير ، وسبق هذا، الاعتداء علي الساحات الأخري ، وسبق كل هذا أن هناك سبعمائة شهيد وأكثر من خمسة آلاف جريح بالجنوب خلال السنوات الأربع الماضية ، وهناك آلاف المعتقلين السياسيين ، وكثيرين غير معروف اماكن اعتقالهم ، و " صالح " نجح في الماضي عندما كانت الصراعات " مناطقية " أي تقوم في بعض المناطق ، كالجنوب ، وفي صعدة التي شن عليها 6 حروب ، ولكن عندما امتدت الثورة الآن إلي ما يقرب من 17 محافظة ، وإصرار الثوار علي أنها " سلمية " ، كسر آلته العسكرية وحجمها إلي حد كبير ، كما أن القوي الثورية أدركت مخططه الإجرامي ، بجر البلاد لحرب أهلية ، ولذلك يحاولون أن لا يعطوه هذه الفرصة .. بإصرارهم علي سلمية الثورة .
- هناك أسباب جوهرية للثورات العربية ، كالفقر الشديد ، والظلم وكبت الحريات وغيرها ، في رأيك ما أهم عوامل اشتعال الثورة اليمنية في تقديرك ، وإن كانت هناك عوامل مشتركة بين الثورات العربية ؟
قيام الثورة اليمنية سببها الرئيسي وجود علي عبد الله صالح الذي عمل منذ توليه الحكم علي تثبيت حكمه الفردي ، رغم وجود برلمان ومجلس شوري ، وعندما تحققت الوحدة في 22 مايو عام 1990 ، كان أمل الجميع في الشمال وفي الجنوب ، أن هذه الوحدة ستفتح آفاقا كبيرة ، وستبني دولة الوحدة التي يشارك فيها الجميع ، ويتمتع فيها الجميع بحقوق سيادية كاملة ، وبالتالي تنطلق اليمن نحو الآفاق ، وتعزز علاقاتها بأشقائها ، ومحيطها والعالم كله ، لكن " صالح " قرأ هذه الوحدة بشكل خاطئ ، فبدأ يخطط لامتلاك الجنوب أرضا وزرعا ، لم يكن يفكر في اتحاد مع الجنوب ، وإنما ضم الجنوب ، لهذا فشلت منذ الأيام الأولي .
- أعرف أن الجنوبيين يشعرون بأنهم دفعوا ثمنا فادحا لهذه الوحدة ، وأنها أتت علي مقدراتهم!
نعم ، فرغم أن الوحدة شئ عظيم ، والجنوبيون كانوا يرون فيها تكاملا في مقدرات الشعب شمالا وجنوبا ، وبالتالي يبني البلد ، ولكن " صالح " أدار كل هذا من أجله ، وأسرته و المحيطين به ، وحتي بالنسبة للثروة السمكية والبترول وغيره ، إذا ما عملنا خارطة سياسية سنجد أن هناك عددا قليلا من أسرة صالح و من أعوانه هم الذين يتحكمون في ثروات اليمن .
- هناك من يقول أن 90 % من ثروة اليمن ، بيد الخمس من الشعب اليمني ، فهل هذه التقديرات صحيحة ؟
نعم بل من يتحكمون في ثروات اليمن هم أقل من " الخمس " فعلي سبيل المثال ، قضية الأراضي ، بعد حرب عام 1994 ، قام " صالح " بإطلاق يد المحيطين به وأسرته في تملك الأراضي ، وقبل عامين شكل لجنة ، من حكومته والمقربين منه ، للاستقصاء حول هذه القضية ، وعندما قدمت اللجنة تقريرها ، وكان تقريرا دقيقا ، غضب صالح منها ، رغم أنه هو الذي شكلها ، لأنها قالت الحقيقة ، وقالوا للرئيس عليك أن تختار بين شعب اليمن ، وبين 15 شخصية يمنية متنفذة أطلقت يدها ،ففعلت ما شاءت ، فاختار هو ال15 شخصية ، لأنه يريد شخصيات تثبت له نظامه وفقط ، فقد استخدم المال للإفساد ، واستخدم القوة للضغط والإرهاب .
- ما فعله " صالح " في اليمن ، فعله مبارك في مصر وبن علي في تونس ، إلخ ، من زواج للثروة والسلطة ومناخ فاسد سياسيا وأخلاقيا ، هل لديكم سيناريو واضح بعد رحيل " صالح " ، أو استراتيجية واضحة ؟
كما قلت أن مشكلات اليمن متعددة ، وسبب تعددها هو " صالح الذي خلق الكثير من هذه المشكلات ، وقضي علي الكثير من الأحلام ، ولعل أهم مشكلة في اليمن هي مشكلة أزمة الوحدة ، التي تمت في عام 1990 ، والطريقة التي تعامل بها " صالح " في القضاء علي الشراكة بين الجنوب والشمال ، وحاول أن يستبدلها بوحدة " الإلحاق " ، هذا أوجد معضلة عميقة في بنية الوحدة اليمنية ، واستخدمها علي عبد الله صالح لضرب كل القوي الوطنية ، وخلق مشاكل أخري كقضية " القاعدة " .
- ألا يستخدم الرئيس اليمني تنظيم القاعدة كفزاعة للغرب وأمريكا ، وكذلك للشعب اليمني !
أولا القاعدة موجودة في جنوب اليمن كما يتنقلون في الشمال ،كما يريدون ، ولكن إمكانياتها محدودة ، ولكن الخطير في الأمر أن النظام منذ سنوات طويلة ، استخدم القاعدة .
- كيف ؟
كان يرسل مواطنين يمنيين إلي أفغانستان ، وقبل الوحدة حاول أن يستقطب بعض العناصر العائدة من أفغانستان ، وينظمهم للعمل ضد الجنوب ، لدرجة أن " أسامة بن لادن " زاره في اليمن قبل الوحدة عام 1990 ، وبعد الوحدة استخدم هذه العناصر ضد القيادات الجنوبية ، في إثارة المشاكل ، والاغتيالات السياسية ، لكبار قيادات الحزب الاشتراكي في الجنوب ، فقد تم اغتيال حوالي 150 من الكوادر الاشتراكية الكبيرة ، واكتشف أهل الجنوب أن النظام كان وراء هذه العمليات الإجرامية.
- ولكن ماذا عن حجم تنظيم القاعدة الآن في اليمن ومدي خطورته الحقيقية ؟
هذا التنظيم يمكن القضاء عليه ، إذا ما توافرت الإرادة السياسية لنظام صالح ، ولكن أحد أسباب قيام الثورة هو استخدام صالح لتنظيم القاعدة كفزاعة ضد الشعب في الداخل ، وضد الإقليم والعالم .. ولذلك فالنظام الجديد يجب أن تكون أحد مهامه الأساسية تصفية منابع الإرهاب ، وأعود وأكرر أن القضية الجوهرية في الأزمة هي قضية الوحدة ، والقضية الثانية هي ماهية النظام القادم.
- وما العوامل التي تقوي هذه الوحدة وتدعمها في ظل قيام نظام جديد بعد رحيل «صالح»؟
هناك تصور بإعادة صياغة الوحدة في دولة اتحادية تضم أقاليم الشمال والجنوب ، وتعطي هذه المحافظات في إطار الإقليمية إدارة شاملة ، وسلطات ، ولكن الجيش سيكون اتحاديا ، في نظام فيدرالي ، يخدم كل مصالح الشعب اليمني ، ويعيق أي نزاعات فردية ، أو أسرية ، أو حزبية ، أو جهوية أخري ، فعندما يدير كل شعب شئون نفسه ، داخل محافظته ، ومن ثم إقليمه في ظل حكومة اتحادية ترعي السياسة الدفاعية ، والقانونية ، والاقتصادية ، سيؤدي ذلك إلي ترسيخ الوحدة علي ارض الواقع ، بشرط أن تكون هناك دولة مدنية تقود هذا العمل .
- وبالطبع سيتم تغيير الدستور الحالي !
نعم ، سنسعي من اجل دولة مدنية ، يتساوي فيها الجميع أمام القانون والدستور ، الذي حتما سيتغير ، وأود أن أذكر هنا أن ما حدث بعد عام 1994 ، أن الجنوب كان به دولة مدنية حقيقية ، يتساوي فيها الجميع أمام القانون ، في جميع الحقوق ، ربما كان هناك خلاف حول السياسة ، لكنها كانت مشروع دولة مدنية علمانية ، أما الشمال فكانت الدولة لديها مشاكل كثيرة بعد ثورة 1962 ، وعندما اعتلي السلطة علي عبد الله صالح كرس " اللا دولة " حتي يستأثر بالحكم ويستمر منفردا علي رأس السلطة ، رغم إنشائه لمجلسي النواب والشوري وغيره ، إلا أنه أفرغ كل هذه المجالس من محتواها الحقيقي ، وكل القضايا كانت تعالج بالأعراف وليس بالقانون ، ولهذا استمرت المشاكل ، وهذا ما سعي إليه " صالح " عن قصد ، لأنه يريد أن يبقي الناس متفرقين ، وفقا لسياسة " فرق ، تحكم ".
- وهل هناك اتفاق يمني علي طبيعة النظام أي تريدون نظاما رئاسيا أم جمهورية برلمانية ؟
هناك شبه إجماع علي " جمهورية اتحادية برلمانية " وإن كانت هناك آراء عدة حول بعض التفاصيل ، مثل هل تتكون الدولة من إقليمين أم أربعة أقاليم ، وأود أن أضيف أن وثيقة العهد والاتفاق التي وقعت في فبراير 1994 لحل الأزمة بعد الوحدة مباشرة ، أتت بهذه الفكرة علي أساس أن تقسم الدولة من أربعة إلي سبعة أقاليم ولكن أحد أسباب حرب 94 كانت وثيقة العهد والاتفاق هذه ، لأن علي صالح لا يريد أن يكون هناك نظاما ديموقراطيا ولا تعددية سياسية ، ولا تداول سلمي للسلطة ، ولا يريد وحدة حقيقية ، ولكن يريد أن يضم الجنوب كأرض وثروة للشمال ، تحت نظام حكم فردي ، ديكتاتوري ، فاسد.
- إذن كيف الخروج من هذا النفق المظلم ، للانطلاق لحلم الدولة المدنية ، في رأيك ؟
رغم تهديد " صالح " بالحرب الأهلية والاقتتال ، إلا أنني أعتقد أنه لن يسمح له بذلك ، إقليميا أو دوليا.
- كيف ؟
علي عبد الله صالح ، يحتاج إلي رفع الغطاء عنه ، فقد قرأ مبادرة الأشقاء في مجلس التعاون الخليجي ، والاتصالات الدولية ، كمن يعطيه مهلة ، لتصفية الثورة ، وهي قراءة خاطئة ، ولذلك فهو يماطل ، وقال في إحدي خطبه ، أنها مبادرة انقلابية ، ولكنه سيتعاطي معها وسيوقع عليها ، ومن عجائب خطب صالح ، أنه قال إنه سيوقع عليها ، ولكن ربما الثوار يرفضونها ، وفي نفس الوقت أطلق بلطجيته في الشوارع ليعتدوا علي الثوار ، وحاصروا سفارة دولة الإمارات ، في صنعاء مما دفع السفراء إلي الخروج بالطائرة ، كما مارسوا البلطجة حول السفارة الأمريكية ، ثم اعتدوا علي منزل الشيخ صادق الأحمر ، وهو يقوم بهذه البلطجة وتلك التحرشات ، من قبيل الاختبار وجس النبض ، فهو يريد جر الشارع لحرب أهلية.
- وهل تتوقع أن ينجح في ذلك ؟
حسب معلوماتي ، كل القوي الثورية ترفض الدخول في حرب أهلية ، ويحاولون أن يسدوا عليه هذا الطريق ، وأنا أدعو الجميع إلي عدم الانزلاق ، إلي هذا المنزلق الخطير.
- هل تتوقع من جامعة الدول العربية دورا ما أو حلا ؟
الجامعة العربية خارج السياق الآن ، والفاعلون علي الساحة السياسية الآن هما مجلس التعاون الخليجي والاتحاد الأوروبي ، والمطلوب أن يقولوا لصالح "كفي "ويرفعوا الغطاء عنه ، ويوصلوا له الرسالة الصحيحة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.