حاولوا منعه، فانس يكشف رد فعل القادة الأوروبيين على اتصال ترامب ببوتين في اجتماع واشنطن    عاجل.. مايكروسوفت تراجع استخدام الجيش الإسرائيلي لتقنياتها بسبب حرب غزة    فصل رأس عن جسده.. تنفيذ حكم الإعدام بحق "سفاح الإسماعيلية" في قضية قتل صديقه    لا جوع ولا عطش في حضرة أم النور، دير درنكة يوفر سندويتشات ومياها للزوار وكله ب"جنيه" (فيديو)    محافظ المنيا يشهد احتفالية ختام الأنشطة الصيفية ويفتتح ملعبين    حقيقة ظهور سيدة تعقر الأطفال في كفر الشيخ    دعاء الفجر| اللهم اجعل هذا الفجر فرجًا لكل صابر وشفاءً لكل مريض    رجل الدولة ورجل السياسة    رئيس شعبة السيارات: خفض الأسعار 20% ليس قرار الحكومة.. والأوفر برايس مستمر    مروة يسري: جهة أمنية احتجزتني في 2023 أما قلت إني بنت مبارك.. وأفرجوا عني بعد التأكد من سلامة موقفي    كشف المجتمع    وداعا لمكالمات المبيعات والتسويق.. القومي للاتصالات: الإيقاف للخطوط والهواتف غير الملتزمة بالتسجيل    فلكيًا.. موعد المولد النبوي الشريف 2025 رسميًا في مصر وعدد أيام الإجازة    أذكار الصباح اليوم الخميس.. حصن يومك بالذكر والدعاء    للرجال فقط.. اكتشف شخصيتك من شكل أصابعك    عيار 21 الآن وأسعار الذهب اليوم بالسودان ببداية تعاملات الخميس 21 اغسطس 2025    سعر السمك البلطي والكابوريا والجمبري بالاسواق اليوم الخميس 21 أغسطس 2025    سعر الدولار الآن أمام الجنيه والعملات الأخرى قبل بداية تعاملات الخميس 21 أغسطس 2025    درجة الحرارة تصل 43.. بيان مهم من الأرصاد يكشف حالة الطقس اليوم    إصابة مواطن ب«خرطوش» في «السلام»    تعاون علمي بين جامعة العريش والجامعة المصرية اليابانية للعلوم والتكنولوجيا    توقعات الأبراج حظك اليوم الخميس 21-8-2025.. «الثور» أمام أرباح تتجاوز التوقعات    سامح الصريطي عن انضمامه للجبهة الوطنية: المرحلة الجديدة تفتح ذراعيها لكل الأفكار والآراء    الآن.. شروط القبول في أقسام كلية الآداب جامعة القاهرة 2025-2026 (انتظام)    «ظهر من أول لمسة.. وعنده ثقة في نفسه».. علاء ميهوب يشيد بنجم الزمالك    «عنده 28 سنة ومش قادر يجري».. أحمد بلال يفتح النار على رمضان صبحي    «لجنة الأمومة الآمنة بالمنوفية» تناقش أسباب وفيات الأمهات| صور    لماذا لا يستطيع برج العقرب النوم ليلاً؟    استشاري تغذية يُحذر: «الأغذية الخارقة» خدعة تجارية.. والسكر الدايت «كارثة»    "تجارة أعضاء وتشريح جثة وأدلة طبية".. القصة الكاملة وآخر مستجدات قضية اللاعب إبراهيم شيكا    الجبهة الوطنية يعين عددًا من الأمناء المساعدين بسوهاج    حماس: عملية «عربات جدعون 2» إمعان في حرب الإبادة.. واحتلال غزة لن يكون نزهة    الصحة في غزة: ارتفاع حصيلة ضحايا المجاعة وسوء التغذية إلى 269 بينهم 112 طفلًا    لبنان: ارتفاع عدد ضحايا الغارة الإسرائيلية على بلدة "الحوش" إلى 7 جرحى    الجنائية الدولية: العقوبات الأمريكية هجوم صارخ على استقلالنا    ضربها ب ملة السرير.. مصرع ربة منزل على يد زوجها بسبب خلافات أسرية بسوهاج    شراكة جديدة بين "المتحدة" و"تيك توك" لتعزيز الحضور الإعلامي وتوسيع نطاق الانتشار    غزة: ارتفاع عدد ضحايا الغارات الإسرائيلية إلى 94 خلال يوم واحد    السفير الفلسطيني بالقاهرة: مصر وقفت سدًا منيعًا أمام مخطط التهجير    رئيس اتحاد الجاليات المصرية بألمانيا يزور مجمع عمال مصر    بعد التحقيق معها.. "المهن التمثيلية" تحيل بدرية طلبة لمجلس تأديب    بعد معاناة مع السرطان.. وفاة القاضي الأمريكي "الرحيم" فرانك كابريو    ليلة فنية رائعة فى مهرجان القلعة للموسيقى والغناء.. النجم إيهاب توفيق يستحضر ذكريات قصص الحب وحكايات الشباب.. فرقة رسائل كنعان الفلسطينية تحمل عطور أشجار الزيتون.. وعلم فلسطين يرفرف فى سماء المهرجان.. صور    ناصر أطلقها والسيسي يقود ثورتها الرقمية| إذاعة القرآن الكريم.. صوت مصر الروحي    بالصور.. أحدث جلسة تصوير جريئة ل دينا الشربيني بفستان قصير    استخدم أسد في ترويع عامل مصري.. النيابة العامة الليبية تٌقرر حبس ليبي على ذمة التحقيقات    عودة شيكو بانزا| قائمة الزمالك لمواجهة مودرن سبورت    "أخطأ في رسم خط التسلل".. الإسماعيلي يقدم احتجاجا رسميا ضد حكم لقاء الاتحاد    محافظ كفر الشيخ يقدم واجب العزاء في وفاة والد الكابتن محمد الشناوي    اتحاد الكرة يفاوض اتحادات أوروبية لاختيار طاقم تحكيم أجنبي لمباراة الأهلي وبيراميدز    90 دقيقة تحسم 7 بطاقات أخيرة.. من يتأهل إلى دوري أبطال أوروبا؟    جمال شعبان: سرعة تناول الأدوية التي توضع تحت اللسان لخفض الضغط خطر    كلب ضال جديد يعقر 12 شخصا جديدا في بيانكي وارتفاع العدد إلى 21 حالة خلال 24 ساعة    عودة المياه تدريجيا إلى كفر طهرمس بالجيزة بعد إصلاح خط الطرد الرئيسي    افتتاح قمة الإبداع الإعلامي للشباب العربي بحضور هنو ومبارك وعمار وعبدالغفار وسعده    ما الفرق بين التبديل والتزوير في القرآن الكريم؟.. خالد الجندي يوضح    أمين الفتوى يوضح الفرق بين الاكتئاب والفتور في العبادة (فيديو)    طلقها وبعد 4 أشهر تريد العودة لزوجها فكيف تكون الرجعة؟.. أمين الفتوى يوضح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حيدر أبو بكر العطاس رئيس أول حكومة يمنية بعد الوحدة ل«الشعب اليمني لن يتنازل عن رحيل «صالح»
نشر في الأهالي يوم 01 - 06 - 2011

نسعي لإقامة دولة اتحادية مدنية.. ووحدة علي أسس قوية
وصلت الأزمة اليمنية إلي طريق شبه مسدود ، بإصرار الرئيس اليمني "علي عبد الله صالح "علي عدم الرحيل ورفض المبادرة الخليجية ، بعد تعديلها لثالث مرة ، والأخطر هو تهديده للثوار بأنهم سيكونون المسئولين عن تحويل الأزمة إلي حرب أهلية ، رغم أنه هو الذي يسعي لإثارة الفوضي والاعتداء علي الثوار ومواجهة ثورتهم السلمية بالرصاص ،وقتل المئات ، بل الآلاف منذ أن بدأ الحراك السلمي في الجنوب منذ أربع سنوات ، كما قال السيد حيدر أبو بكر العطاس، رئيس هيئة الرئاسة باليمن الجنوبي ، رئيس أول حكومة يمنية بعد الوحدة ..الذي أكد أن كل القوي الوطنية والثورية مصرة علي هدف واحد وهو رحيل علي عبد الله صالح فورا عن السلطة ، هو وأسرته وحاشيته وتحميله مسئولية جر اليمن إلي حرب أهلية ، رغم وعي الثوار بذلك ، واصرارهم علي أن تظل ثورتهم سلمية علي مدي أربعة أشهر متواصلة ، خسر فيها اليمن حوالي 5 مليارات دولار مما يجعله علي حافة الانهيار الاقتصادي، بالإضافة إلي الانهيار الأمني ، وقتل وجرح وأسر الآلاف ، مما وحد الشعب اليمني علي هدف واحد هو القضاء علي هذا النظام ، وإقامة دولة اتحادية مدنية ، يسود فيها العدل والمساواة والحرية
وسألته:
- رفض علي عبد الله صالح " الرئيس اليمني " المبادرة الخليجية بعد تعديلها الثالث ، وحمل الثوار مسئولية وقوع الحرب الأهلية إذا ما اصروا علي موقفهم منه ، كيف تري المشهد في اليمن الآن ، وما هو السيناريو القادم ؟
كان متوقعا من علي عبد الله صالح أن يرفض هذه المبادرة التي جاءت من أجل " خروجه آمنا " بعد انطلاق هذه الثورة الشعبية التي لم يخطط لها ، ولم يتوقع أن تحدث ، فقد آتت هذه الثورة بعد انطلاق الحراك الجنوبي منذ أربع سنوات ، وهز أركان النظام ، الذي أرتكب ضده حربا ظالمة عام 1994 ، وشن حروبا متعددة في " صعدة " ، وفي غيرها من المحافظات ، لأنه نظام يعيش علي الحروب ، والأزمات ، واستخدم منذ وصوله للحكم سياسة " فرق ..تسد" ، كما استخدم وسيلة الفساد والإفساد المالي والسياسي والأخلاقي ، واستخدم كذلك فزاعة الإرهاب محليا وإقليميا ودوليا ، والشمال ضد الجنوب ، كما استخدم الحوثيين لتخويف الشعب منهم ، بادعاء أنهم يسعون لعودة الإمامة، إلي جانب التهديد بأن تنظيم القاعدة سيسطر علي جنوب اليمن ، وهذه قضية استخدمها النظام وجعلها جزءا من تركيبته ، ورغم ما كان يحصل عليه من مساعدات دولية وعربية للقضاء علي الإرهاب ، كان يستخدمها لتحقيق أهدافه ضد الشعب اليمني ، ولكن الشيء الذي لم يستطع أن يدركه " صالح " هو أن الشعب أدرك هذه الألاعيب ، التي استخدمها طوال ال 33 عاما ضده ، وأود أن أذكر أنه قبل الثورة كان هناك حوار لمعالجة القضية الجنوبية ، كقضية وحدة بين دولتين ، اعتدي عليها صالح بالحرب وأفسد هذه الوحدة ، وكذلك قضية الاصلاحات السياسية والاقتصادية ، والتداول السلمي للسلطة .
- أعتقد أن صالح لم يتعامل مع هذا الحوار بجدية واحترام ، كما يتعامل الآن مع شعب اليمن كله !
نعم هو كان حوارا جادا من قبل أهل الجنوب ، أما صالح فقد استخدمه كوسيلة لإطالة الوقت ، والعبث بالآخرين ، وكان يوقع الاتفاقيات ثم ينقضها في اليوم الثاني ، وشهد علي ذلك الشيخ عبد الله الأحمر وأكد عليها في كتابه ، وهذا ما يقوم به صالح الآن تجاه المبادرة الخليجية الأخيرة ، وهو دائما ما يخرج من كل الأزمات منتصرا ، لأنه يجيد المراوغة ، والاستفادة من كل التوازنات الموجودة علي الساحة .. ولكن الآن كل هذه الأساليب قد استنفدت أغراضها ، وأدرك الشعب اليمني أن المعضلة الرئيسية أمام تقدمه وتحرره هو صالح ونظامه الفاسد ، ولذلك انطلقت هذه الثورة الشعبية علي خلفية الحراك السلمي ، و ثورة الشباب في تونس ، ثم في مصر العروبة.
- المبادرة اليمنية تتيح لصالح " خروجا " آمنا من السلطة ، دون ملاحقة قضائية ، إذن ماذا يريد ، وكيف الخروج من الأزمة ؟
هو لا يريد أن يخرج من السلطة ويعتبر أن هذه سلطته ، ودولته ، وبالتالي لا يريد أن يسلمها ، وقال في إحدي خطبه : أنا بنيت هذه المؤسسة العسكرية ، وتلك المؤسسات السياسية ولن أتركها لأحد ، وكأنه بناها من أمواله وليس أموال الشعب ، كما أن الشعب هو الذي بني كل شئ بتعبه وعرقه ، حتي الأجهزة الهيكلية في الدولة أختزلها في شخصه.
- وكيف تقرأ تهديده بالحرب الأهلية ، خاصة أن كثيرا من المراقبين يرون أن اليمن علي شفا حرب أهلية بالفعل !
هو يحاول جر البلاد إلي حرب أهلية ، وقالها قبل معمر القذافي ، بسنوات ضد أهل الجنوب حينما هدد بالحرب من " طاقة إلي طاقة " فقلده القذافي في حربه ضد شعبه بقوله من " زنقة إلي زنقة " بل لم يكتف بذلك فأضاف ومن " عزلة إلي عزلة " ، والعزلة هي الوحدة الإدارية الصغيرة ، أو أصغر وحدة إدارية في المحافظة ، وهذا النظام وكان معمولا به في اليمن قبل الوحدة ، أي أن " صالح " هدد بالحرب الأهلية منذ سنوات ، ومازال يستخدمها ، لتخويف الثوار والضغط عليهم كي يتراجعوا عن مطلبهم الرئيسي وهو رحيله هو ونظامه.
ملحوظة: بدأ علي عبدالله صالح الحرب الأهلية فعلا بقصف مقر صادق الأحمر شيخ قبيلة حاشد.
- إذا ما تمسك كل طرف بمطالبه ، وخاصة بعد الاعتداء علي قصر الشيخ " صادق الأحمر " ، واشتعلت الحرب بين الأحمرين .. هل تتوقع تدخلا عربيا مثلما حدث في البحرين ، أو أجنبيا مثلما حدث في ليبيا ، وإن كان التدخل الغربي في ليبيا بسبب مصالحهم في البترول الليبي وليس حماية الشعب من القذافي !
أعتقد أن علي عبد الله صالح " يهدد فقط " وأنه سيقوم باختبار مدي إمكانية تنفيذه ، وهذا ما حدث عندما اعتدوا علي منزل الشيخ " صادق الأحمر " وبعض الثوار في ساحة التغيير ، وسبق هذا، الاعتداء علي الساحات الأخري ، وسبق كل هذا أن هناك سبعمائة شهيد وأكثر من خمسة آلاف جريح بالجنوب خلال السنوات الأربع الماضية ، وهناك آلاف المعتقلين السياسيين ، وكثيرين غير معروف اماكن اعتقالهم ، و " صالح " نجح في الماضي عندما كانت الصراعات " مناطقية " أي تقوم في بعض المناطق ، كالجنوب ، وفي صعدة التي شن عليها 6 حروب ، ولكن عندما امتدت الثورة الآن إلي ما يقرب من 17 محافظة ، وإصرار الثوار علي أنها " سلمية " ، كسر آلته العسكرية وحجمها إلي حد كبير ، كما أن القوي الثورية أدركت مخططه الإجرامي ، بجر البلاد لحرب أهلية ، ولذلك يحاولون أن لا يعطوه هذه الفرصة .. بإصرارهم علي سلمية الثورة .
- هناك أسباب جوهرية للثورات العربية ، كالفقر الشديد ، والظلم وكبت الحريات وغيرها ، في رأيك ما أهم عوامل اشتعال الثورة اليمنية في تقديرك ، وإن كانت هناك عوامل مشتركة بين الثورات العربية ؟
قيام الثورة اليمنية سببها الرئيسي وجود علي عبد الله صالح الذي عمل منذ توليه الحكم علي تثبيت حكمه الفردي ، رغم وجود برلمان ومجلس شوري ، وعندما تحققت الوحدة في 22 مايو عام 1990 ، كان أمل الجميع في الشمال وفي الجنوب ، أن هذه الوحدة ستفتح آفاقا كبيرة ، وستبني دولة الوحدة التي يشارك فيها الجميع ، ويتمتع فيها الجميع بحقوق سيادية كاملة ، وبالتالي تنطلق اليمن نحو الآفاق ، وتعزز علاقاتها بأشقائها ، ومحيطها والعالم كله ، لكن " صالح " قرأ هذه الوحدة بشكل خاطئ ، فبدأ يخطط لامتلاك الجنوب أرضا وزرعا ، لم يكن يفكر في اتحاد مع الجنوب ، وإنما ضم الجنوب ، لهذا فشلت منذ الأيام الأولي .
- أعرف أن الجنوبيين يشعرون بأنهم دفعوا ثمنا فادحا لهذه الوحدة ، وأنها أتت علي مقدراتهم!
نعم ، فرغم أن الوحدة شئ عظيم ، والجنوبيون كانوا يرون فيها تكاملا في مقدرات الشعب شمالا وجنوبا ، وبالتالي يبني البلد ، ولكن " صالح " أدار كل هذا من أجله ، وأسرته و المحيطين به ، وحتي بالنسبة للثروة السمكية والبترول وغيره ، إذا ما عملنا خارطة سياسية سنجد أن هناك عددا قليلا من أسرة صالح و من أعوانه هم الذين يتحكمون في ثروات اليمن .
- هناك من يقول أن 90 % من ثروة اليمن ، بيد الخمس من الشعب اليمني ، فهل هذه التقديرات صحيحة ؟
نعم بل من يتحكمون في ثروات اليمن هم أقل من " الخمس " فعلي سبيل المثال ، قضية الأراضي ، بعد حرب عام 1994 ، قام " صالح " بإطلاق يد المحيطين به وأسرته في تملك الأراضي ، وقبل عامين شكل لجنة ، من حكومته والمقربين منه ، للاستقصاء حول هذه القضية ، وعندما قدمت اللجنة تقريرها ، وكان تقريرا دقيقا ، غضب صالح منها ، رغم أنه هو الذي شكلها ، لأنها قالت الحقيقة ، وقالوا للرئيس عليك أن تختار بين شعب اليمن ، وبين 15 شخصية يمنية متنفذة أطلقت يدها ،ففعلت ما شاءت ، فاختار هو ال15 شخصية ، لأنه يريد شخصيات تثبت له نظامه وفقط ، فقد استخدم المال للإفساد ، واستخدم القوة للضغط والإرهاب .
- ما فعله " صالح " في اليمن ، فعله مبارك في مصر وبن علي في تونس ، إلخ ، من زواج للثروة والسلطة ومناخ فاسد سياسيا وأخلاقيا ، هل لديكم سيناريو واضح بعد رحيل " صالح " ، أو استراتيجية واضحة ؟
كما قلت أن مشكلات اليمن متعددة ، وسبب تعددها هو " صالح الذي خلق الكثير من هذه المشكلات ، وقضي علي الكثير من الأحلام ، ولعل أهم مشكلة في اليمن هي مشكلة أزمة الوحدة ، التي تمت في عام 1990 ، والطريقة التي تعامل بها " صالح " في القضاء علي الشراكة بين الجنوب والشمال ، وحاول أن يستبدلها بوحدة " الإلحاق " ، هذا أوجد معضلة عميقة في بنية الوحدة اليمنية ، واستخدمها علي عبد الله صالح لضرب كل القوي الوطنية ، وخلق مشاكل أخري كقضية " القاعدة " .
- ألا يستخدم الرئيس اليمني تنظيم القاعدة كفزاعة للغرب وأمريكا ، وكذلك للشعب اليمني !
أولا القاعدة موجودة في جنوب اليمن كما يتنقلون في الشمال ،كما يريدون ، ولكن إمكانياتها محدودة ، ولكن الخطير في الأمر أن النظام منذ سنوات طويلة ، استخدم القاعدة .
- كيف ؟
كان يرسل مواطنين يمنيين إلي أفغانستان ، وقبل الوحدة حاول أن يستقطب بعض العناصر العائدة من أفغانستان ، وينظمهم للعمل ضد الجنوب ، لدرجة أن " أسامة بن لادن " زاره في اليمن قبل الوحدة عام 1990 ، وبعد الوحدة استخدم هذه العناصر ضد القيادات الجنوبية ، في إثارة المشاكل ، والاغتيالات السياسية ، لكبار قيادات الحزب الاشتراكي في الجنوب ، فقد تم اغتيال حوالي 150 من الكوادر الاشتراكية الكبيرة ، واكتشف أهل الجنوب أن النظام كان وراء هذه العمليات الإجرامية.
- ولكن ماذا عن حجم تنظيم القاعدة الآن في اليمن ومدي خطورته الحقيقية ؟
هذا التنظيم يمكن القضاء عليه ، إذا ما توافرت الإرادة السياسية لنظام صالح ، ولكن أحد أسباب قيام الثورة هو استخدام صالح لتنظيم القاعدة كفزاعة ضد الشعب في الداخل ، وضد الإقليم والعالم .. ولذلك فالنظام الجديد يجب أن تكون أحد مهامه الأساسية تصفية منابع الإرهاب ، وأعود وأكرر أن القضية الجوهرية في الأزمة هي قضية الوحدة ، والقضية الثانية هي ماهية النظام القادم.
- وما العوامل التي تقوي هذه الوحدة وتدعمها في ظل قيام نظام جديد بعد رحيل «صالح»؟
هناك تصور بإعادة صياغة الوحدة في دولة اتحادية تضم أقاليم الشمال والجنوب ، وتعطي هذه المحافظات في إطار الإقليمية إدارة شاملة ، وسلطات ، ولكن الجيش سيكون اتحاديا ، في نظام فيدرالي ، يخدم كل مصالح الشعب اليمني ، ويعيق أي نزاعات فردية ، أو أسرية ، أو حزبية ، أو جهوية أخري ، فعندما يدير كل شعب شئون نفسه ، داخل محافظته ، ومن ثم إقليمه في ظل حكومة اتحادية ترعي السياسة الدفاعية ، والقانونية ، والاقتصادية ، سيؤدي ذلك إلي ترسيخ الوحدة علي ارض الواقع ، بشرط أن تكون هناك دولة مدنية تقود هذا العمل .
- وبالطبع سيتم تغيير الدستور الحالي !
نعم ، سنسعي من اجل دولة مدنية ، يتساوي فيها الجميع أمام القانون والدستور ، الذي حتما سيتغير ، وأود أن أذكر هنا أن ما حدث بعد عام 1994 ، أن الجنوب كان به دولة مدنية حقيقية ، يتساوي فيها الجميع أمام القانون ، في جميع الحقوق ، ربما كان هناك خلاف حول السياسة ، لكنها كانت مشروع دولة مدنية علمانية ، أما الشمال فكانت الدولة لديها مشاكل كثيرة بعد ثورة 1962 ، وعندما اعتلي السلطة علي عبد الله صالح كرس " اللا دولة " حتي يستأثر بالحكم ويستمر منفردا علي رأس السلطة ، رغم إنشائه لمجلسي النواب والشوري وغيره ، إلا أنه أفرغ كل هذه المجالس من محتواها الحقيقي ، وكل القضايا كانت تعالج بالأعراف وليس بالقانون ، ولهذا استمرت المشاكل ، وهذا ما سعي إليه " صالح " عن قصد ، لأنه يريد أن يبقي الناس متفرقين ، وفقا لسياسة " فرق ، تحكم ".
- وهل هناك اتفاق يمني علي طبيعة النظام أي تريدون نظاما رئاسيا أم جمهورية برلمانية ؟
هناك شبه إجماع علي " جمهورية اتحادية برلمانية " وإن كانت هناك آراء عدة حول بعض التفاصيل ، مثل هل تتكون الدولة من إقليمين أم أربعة أقاليم ، وأود أن أضيف أن وثيقة العهد والاتفاق التي وقعت في فبراير 1994 لحل الأزمة بعد الوحدة مباشرة ، أتت بهذه الفكرة علي أساس أن تقسم الدولة من أربعة إلي سبعة أقاليم ولكن أحد أسباب حرب 94 كانت وثيقة العهد والاتفاق هذه ، لأن علي صالح لا يريد أن يكون هناك نظاما ديموقراطيا ولا تعددية سياسية ، ولا تداول سلمي للسلطة ، ولا يريد وحدة حقيقية ، ولكن يريد أن يضم الجنوب كأرض وثروة للشمال ، تحت نظام حكم فردي ، ديكتاتوري ، فاسد.
- إذن كيف الخروج من هذا النفق المظلم ، للانطلاق لحلم الدولة المدنية ، في رأيك ؟
رغم تهديد " صالح " بالحرب الأهلية والاقتتال ، إلا أنني أعتقد أنه لن يسمح له بذلك ، إقليميا أو دوليا.
- كيف ؟
علي عبد الله صالح ، يحتاج إلي رفع الغطاء عنه ، فقد قرأ مبادرة الأشقاء في مجلس التعاون الخليجي ، والاتصالات الدولية ، كمن يعطيه مهلة ، لتصفية الثورة ، وهي قراءة خاطئة ، ولذلك فهو يماطل ، وقال في إحدي خطبه ، أنها مبادرة انقلابية ، ولكنه سيتعاطي معها وسيوقع عليها ، ومن عجائب خطب صالح ، أنه قال إنه سيوقع عليها ، ولكن ربما الثوار يرفضونها ، وفي نفس الوقت أطلق بلطجيته في الشوارع ليعتدوا علي الثوار ، وحاصروا سفارة دولة الإمارات ، في صنعاء مما دفع السفراء إلي الخروج بالطائرة ، كما مارسوا البلطجة حول السفارة الأمريكية ، ثم اعتدوا علي منزل الشيخ صادق الأحمر ، وهو يقوم بهذه البلطجة وتلك التحرشات ، من قبيل الاختبار وجس النبض ، فهو يريد جر الشارع لحرب أهلية.
- وهل تتوقع أن ينجح في ذلك ؟
حسب معلوماتي ، كل القوي الثورية ترفض الدخول في حرب أهلية ، ويحاولون أن يسدوا عليه هذا الطريق ، وأنا أدعو الجميع إلي عدم الانزلاق ، إلي هذا المنزلق الخطير.
- هل تتوقع من جامعة الدول العربية دورا ما أو حلا ؟
الجامعة العربية خارج السياق الآن ، والفاعلون علي الساحة السياسية الآن هما مجلس التعاون الخليجي والاتحاد الأوروبي ، والمطلوب أن يقولوا لصالح "كفي "ويرفعوا الغطاء عنه ، ويوصلوا له الرسالة الصحيحة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.