في وحدة دراسات الشباب وإعداد القادة بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية تنظم وحدة دراسات الشباب وإعداد القاعدة بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، والذي تديره د. نورهان الشيخ «أستاذ العلوم السياسية بالكلية» برنامجا بعنوان «الأحزاب السياسية وقضايا التعليم في مصر» بهدف توعية الطلاب بالأحزاب السياسية المصرية وبرامجها وآليات عملها، وتحفيز الأحزاب السياسية علي الاهتمام بقضايا الشباب وفي مقدمتها قضية التعليم، ويشارك في هذا البرنامج مائة طالب وطالبة من طلاب جامعات القاهرة وعين شمس وحلوان، وفي الندوة الأولي للبرنامج استضافت وحدة دراسات الشباب وإعداد القادة د. رفعت السعيد «رئيس حزب التجمع» في حوار مفتوح مع طلاب الجامعات، وقدمت د. نورهان الشيخ د. رفعت السعيد بأنه رمز من الرموز التي نعتز بها وله مواقف بالغة الشجاعة وكلنا نحييه علي مواقفه. مطالب التجمع وفي حديثه أوضح د. رفعت السعيد بشأن حزب التجمع أننا في البداية نختلف مع الحكم الحالي ونري أن طريقته وأساليبه في العمل غير واضحة، ونحن نطالب بالمزيد من الحريات وبالديمقراطية، ووصف السعيد الديمقراطية بأنها مثل «جنية البحر» كلما حققنا قدرا منها كنا بحاجة للمزيد، وأن الديمقراطية كما هي حق من الحقوق ففيها قدر من الواجبات، وعلي الجانب الاقتصادي مثلا أحدهم قال إن مصانع الأسمنت بحاجة إلي تطوير وليس عندنا ما يكفي من الأموال وقام ببيع كل مصانع الأسمنت المصرية ومن ثم نشأ الاحتكار، والحق أن صناعة الأسمنت هي من الصناعات الأكثر ربحا، إذ تصل إلي نسبة 80% من إجمالي رأس المال سنويا، واليوم بعد احتكار الأسمنت بدأوا يرددون ضرورة كسر الدولة الاحتكار بفتح مصنع أسمنت جديد، والمثل عندنا الأكثر تفاهة هو «المجمعات الاستهلاكية»، وقال إن هناك مفتيا مثقفا «عالم اقتصاد يفتي» بأن الدولة لا تتدخل في التسعير لأننا نظام حر وهذا غير صحيح، إذ أن الدولة تتدخل في التسعير إذا تجاوز البائع حدود التسعير. خلل في توزيع الدخل العام وأضاف السعيد أن الأزمة الاقتصادية الحالية جاءت منقذة لحكومة نظيف، وقررت الدولة أن تقدم دعما لكبار كبار المستثمرين، هذا حدث في أمريكا حيث قدم أوباما الدعم للبنوك ودخل شريكا فيها، أما في مصر فقد قدمنا الدعم كصدقة جارية للغلابة «وهم كبار المستثمرين»، فقدمت الدولة 15 مليار جنيه لتشجيعهم والمشكلة هنا أن لدينا انحيازا لكبار الأغنياء، فكلما انحزنا إليهم زاد الاستثمار، وتكون النتيجة أن إجمالي الدخل القومي العام يصل إلي 20 أو 30 شخصا، وأكد أنه توجد رأسمالية خفية في مصر مثل التنظيمات السرية، وهناك خلل في توزيع الدخل العام، وأن النظام الرأسمالي الرشيد «العاقل» يقوم علي أساس نظرية التساقط، وتتحقق هذه النظرية بفضل الضرائب التصاعدية «من يحصل علي 40 ألف جنيه سنويا يدفع عنها 20% من دخله»، وإذا لم تتحقق نظرية التساقط يحدث خلل أيديولوجي وفكري واقتصادي في المنظومة الاجتماعية ناتج من سوء فهم لعملية الاقتصاد الرأسمالي، وهناك رأسمالية رثة وأخري رشيدة، ومثلما هناك خلل في توزيع الدخل العام هناك خلل في توزيع الرواتب، فهناك أشخاص يحصلون علي رواتب تصل إلي 250 ألف جنيه وأكثر شهريا، وهذا الخلل أدي إلي أن الموازنة العامة (2009/2010) كان فيها نقص في ميزانية التعليم بل والشيء الأخطر نقص ميزانية البحث العلمي. مكونات النظام التعليمي المصري مختلفة وأشار السعيد إلي أن العملية التعليمية هي التي تكون مجمل العقل المصري تقريبا، فإذا كانت هذه العملية خائبة كان التعليم خائبا وبالتالي ينعكس هذا علي المجتمع، فالوزير الجديد عندما حلف اليمين قال إن التعليم الخاص أفضل من التعليم العام، ورد السعيد «أفقرتموهم فأجعتموهم وأتيتم لهم بمدرسين فقراء يتسولون من الدروس الخصوصية»، وبداخل النظام التعليمي المصري مكونات عقلية مختلفة ففيها تعليم ديني صرف أزهري وتعليم الكيركي لاهوتي، تعليم ديني مختلط، تعليم عسكري، وتعليم حكومي وتعليم خاص فيه جامعة فرنسية وألمانية وإنجليزية ثم يابانية وصينية، معلقا ناقص الجامعة التايوانية، بحيث إذا أجلست خريجي هذه الأنماط التعليمية معا لا يمكن القول إنهم مكون وطني خالص خاصة أن لدينا حالة عداء للتاريخ، ولا يوجد عدل ولا إمكانات متكافئة وهناك غيبة في تدريس علم التاريخ، وفي دراسة لمعهد الدراسات التربوية كان بها سؤال «هل يوجد لدي المدرس اتجاه للتمييز الديني؟ وكان 64% أجابوا بنعم، والتمييز يأتي في حقيقته لأسباب متعددة منها الحقد، التلقين، التسميع والحفظ». ولا يوجد في العلم ما نسميه إجابة نموذجية، فالعلم يقوم علي إعمال العقل أما الحفظ الصم والتلقين والتسميع هو نمط تعليمي منحط لأنه يبطل إعمال العقل، وهذه الفكرة تقود المجتمع إلي جهنم، واليوم نجد وقفات عدة أمام مجلس الشعب للمأذونين والوعاظ والإداريين في التعليم، واعتصامات عمالية بسبب وزير المالية، والكارثة تحدث عندما يتحول ما هو فئوي إلي مجتمعي. وفي تعليق د. رفعت السعيد علي ما ورد إليه من تساؤلات من الطلبة ذكر أنه بالنسبة للتعليم فلا ينبغي الاكتفاء بالكتب المدرسية، بل يجب الانفتاح علي كل مجالات المعرفة، مشيرا إلي أن التعليم المصري بدأ بنهضة المدرسة الفكرية منذ عصر إسماعيل ثم الجامعة المصرية والتي أخرجت بناة العقل المصري الحديث منهم أحمد أمين، طه حسين، سلامة موسي وغيرهم من المفكرين اللامعين. وفي النهاية قدمت د. نورهان الشيخ الشكر للدكتور رفعت السعيد وأشارت إلي أن حزب التجمع هو يسار المجتمع يعبر عن قضاياه بشفافية ويقدم لها حلولا، وتأكيدا لمقولة السعيد بينت د. نورهان أنه تطبق هذه السنة شروط الجودة في الجامعات وطلب منها نموذج للإجابة لكنها رفضت خاصة أن كلية الاقتصاد والعلوم السياسية تعتمد علي حرية الفكر.