لا شك أن بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم دخلت مراحلها النهائية والحاسمة لفرسان الرهان هذا الموسم الذين زادوا عن المعدل المعتاد في الماضي القريب المان يونايتد وأرسنال وتشيلسي وليفربول ليزاحمهم بقوة توتنهام هوتسبير ومانشستر سيتي ويصبح الصراع سداسيا علي المقدمة التي ينشدها الجميع وهو لقب البريمرليج. ولنبدأ بالمرشح الأقوي هذا الموسم من بين هؤلاء مانشستر يونايتد فهو صاحب الحظ الأوفر للفوز بالدوري لما يمتلكه من أسماء ونجوم روني، جيجيز، ثاني لديهم خبرات محلية ودولية كبيرة بالإضافة للقيادة الفنية للمخضرم السير اليكس فيرجسون المدير الفني للفريق علي مدي سنوات عديدة ومتواصلة استطاع التعامل مع جميع الأجيال والمواهب ويتمتع بقدرة فائقة في كيفية توظيف لاعبيه بالشكل السليم والأمثل الذي يفيد أهداف الفريق.. كما أن الدوافع التي تجعل في المان يونايتد الأقرب مختلفة ومنطقية ففي حالة فوزه باللقب سينفرد بالرقم القياسي في عدد مرات تحقيق الدوري 19 لقبا متفوقا علي ليفربول.. بالإضافة لنجاحه حتي الآن في الحفاظ علي الصدارة في الجدول بشكل ثابت لمدة 13 جولة متتالية.. تطلعه لتحقيق الثلاثية للمسابقتين المحليتين دوري وكأس وكذلك بطولة دوري أبطال أوروبا الذي وصل فيها إلي الدور ربع النهائي.. إلا أن تعثره المتتالي أمام تشيلسي وليفربول وتعرض بعض نجومه للإصابة أمثال بارك جي سونج وأفاثيل وآخرين هو العقبة في طريق فوز المان باللقب. الأرسنال فريق يمتلك بشكل دائم الحيوية والنشاط والفاعلية التي دائما ما يراهن عليها مدربه الكفء الفرنسي أرسين فينجر لكن سرعان ما تبخر حلمهم بعد خسارتهم المفاجئة من المصارع علي الهبوط برمنجهام سيتي وخروجه من الكأس وثم خروجه علي يد برشلونة الأسباني من بطولة دوري أبطال أوروبا في دور ال 16 وأخيرا خسارته في الدوري من منافسه العنيد مانشستر يونايتد مما أضعف فرصته هذا الموسم.. إلا أنه ربما خروجه من الكأسين المحلي والأوروبي يتيح لاعبيه فرصة أكبر في التخلص من الإرهاق والتشتت ويساعدهم علي التركيز في البطولة الوحيدة المتبقية لتبقي آماله وحظوظه قائمة في الظفر باللقب. تشيلسي صاحب ثنائية الموسم الماضي وبعد عام من التميز والتألق عاش فترة طويلة هذا الموسم في وضع سيئ للغاية حيث عاني الفريق من اهتزاز فني وتراجع واضح في جدول المسابقة.. لكن لكل جواد كبوة فسرعان ما يعود البطل سريعا ويتدارك الأمور ويستعيد توازنه المفقود وهذا ما تعرض له فريق البلوز ومديره الفني المتميز الإيطالي أتشيلوتي ثم عادوا مجددا للمنافسة علي اللقب المحلي وشق طريقهم بثبات بالإضافة للوصول للدور ربع النهائي في المسابقة القارية دوري الأبطال الأوروبي مما زاد من معنويات الفريق ونجومه لامبارد وأنيلكا ومالودا والماتادور الأسباني توريس واحتفظ بحظوظه في المحافظة علي لقبه إلا أن هذه التطلعات مرتبطة بمزاجية بعض لاعبيه وشبح الإصابات خاصة أنهم في المنعطف الأهم من عمر المسابقة وعدم التفريط في نقاط المباريات المتبقية حتي يعود الفريق لمنصة التتويج المحلية. ليفربول صاحب التاريخ العريض في الكرة الإنجليزية والأوروبية استعاد بريقه من جديد بعد البداية المهزوزة التي عصفت به إلي مؤخرة الجدول واستطاع منذ قدوم المالك الجديد «كيني» تحسن نتائجه بشكل ملحوظ وعاد لدائرة المنافسة وقدم مستوي مغايرا وأكثر جمالي بقيادة نجومه ميراليس وسواريز والمخضرم جيرارد ورغم خروجهم من الكأس واليوروليج فإن أبناء الأنفيلد لازالوا يتطلعون للبطولة المحلية التي غابت عن الفريق منذ عام 1990 وإن كان الأمل بعيدا وضعيفا لكن الفريق يسعي لمستقبل مشرقا يتمثل في مقعد أوروبي ربما يكون أهم مخططات والجليتش المدير الفني للفريق حاليا. وإذا نظرنا لتوتنهام والمان سيتي رغم صعوبة المهمة لكن فريق السيتي كأفراد قادرون علي صنع النجاح والاستفادة من تعثرات الأرسنال وتشيلسي والمان يونايتد لكن ربما افتقاد الكثير منهم للخبرة قد تكون عقبة في طريقهم للقب.. أما توتنهام لا يختلف كثيرا عن المان سيتي فالأمور تبدو صعبة في ظل تداخلات المباريات الأوروبية والمحلية رغم ما قدموه هذا الموسم كان عكس التوقعات بوصول تاريخي إلي دور ال 8 لدوري أبطال أوروبا وتقديم أكثر من نجوم علي الساحة العالمية أمثال بيل ومورديتش وهذا يحسب للمدرب الكفء ريدناب.. لكن كرة القدم دائما تميل للمفاجآت وليست لها معايير ثابتة سوي العطاء والإصرار لكن في أقل تقدير فتوتنهام قريب من مقاعد دوري الأبطال الموسم القادم. إذن مازالت أوراق قمة الدوري الإنجليزي الممتاز مبعثرة فالإثارة قائمة والصراعات مستمرة والمنافسة مشتعلة الكل متشبث بالأمل ولا وجود لراية التراجع والاستسلام من أجل لقب البريمرليج.