الوعي العمالي والوعي اليساري متمنعوش الصادقين عن صدقهم ... ولا تحرموش العاشقين من عشقهم وإذا كنا مش قادرين نكون زيهم ....نتأمل الأحوال ، وندرس الأفعال يمكن إذا صدقنا نمشي في صفهم عندما يصل العمال بوعيهم التلقائي إلي وجود صعوبة في التعامل مع الإدارة يلجأون لاستخدام مختلف الأدوات النضالية العمالية من إضراب وتظاهر واعتصام من أجل الدفاع عن حقوقهم.وعندما يحدث احتجاج عمالي فواجب القوي الاشتراكية أن تبحث في كل الجوانب المتعلقة بهذا التحرك وتستخدم كل أدوات التحليل الماركسي لتحدد موقفها الموضوعي من هذا التحرك. لو أخذنا إضراب عمال شركة طنطا للكتان كنموذج خاصة ان كل تنظيمات اليسار الموجودة تتعامل معه من جهة وكل منظمات المجتمع المدني المهتمة بالشأن العمالي كذلك..ويطالب العمال بصرف الأرباح المتراكمة لهم منذ بيع الشركة للمستثمر السعودي عبد الله الكحكي، فضلا عن زيادة بدل الوجبة الغذائية من 32 جنيها إلي 90 جنيها أسوة بجميع شركات الغزل والنسيج، وصرف العلاوة الدورية بنسبة 7 % من الأجر الأساسي التي لم يتم صرفها منذ عام 2003، وإعادة زملائهم المفصولين. لقد دخل إضراب عمال الكتان شهره الرابع ولا تزال الأزمة مستمرة بما يدفعنا للمزيد من التأمل والتفكير واستخلاص الدروس. الدرس العديد من مطالب عمال طنطا للكتان هي مطالب مشتركة لعمال الغزل والنسيج ولعمال مصر في العديد من القطاعات الإنتاجية وقد حان الوقت لتنظيم احتجاجات مشتركة من اجل المطالب المشتركة مثل صرف العلاوات المتراكمة أو رفع بدل الوجبة الغذائية أو صرف العلاوة الدورية أو عودة العمال المفصولين.ولتكن إضرابات علي مستوي المحافظات مثل إضراب لعمال الغربية أو الإسكندرية من اجل مطالب مشتركة أو إضراب لعمال النسيج في عدة محافظات من اجل مطالب مشتركة فهذا هو الطريق الوحيد لفرض إرادة العمال . كون عمال طنطا للكتان صندوقا للإضراب في أغسطس الماضي ومن المهم دعم هذا الصندوق وتوسيعه علي نطاق عمال الغربية ثم علي مستوي عمال مصر ليشكل داعما للحركة العمالية والإضرابات العمالية وضمانا لاستمرار دخل العمال المضربين والمفصولين.وتشكيل إدارة منتخبة له والإفصاح عن مصادر إيراداته ومصروفاته لكي لا يكون مجالا للتلاعب أو التشكيك ولكي لا يتحول لأداة في يد طرف محدد أو قوي بعينها. إن وعي العمال يتطور من احتجاج إلي آخر وكذلك وعي اليسار وعلاقته بالحركة العمالية. لذلك علينا أن ندقق مواقفنا لكي لا نؤيد احتجاجات قد تضر بالحركة العمالية. إن تنوع الخبرات وتنوع الرؤي السياسية يمكن أن يكون نعمة لو تم توظيفه بشكل ايجابي لتحقيق التكامل من اجل تحقيق الأهداف المشتركة.ويمكن أن يتحول إلي نقمة إذا نقلنا خلافات اليسار إلي صفوف الحركة العمالية . وإذا تركنا الحركة الاحتجاجية تتحول إلي سبوبة واكل عيش من بعض المنظمات التي ترفع لافتات عمالية . اليقظة والحوار وتبادل الآراء هي طريقنا نحو تطوير الحركة الاحتجاجية ومن ثم تطوير المنظمات اليسارية فالتطور هو احد القوانين الرئيسية للمستقبل الذي ننشده. لو مش هتحلم معايا مضطر احلم بنفسي.