أثار اعتراف البرازيل والأرجنتين وبوليفيا والإكوادور بالدولة الفلسطينية في حدود 1967، ردود فعل دولية مهمة، أهمها قرار مجلس النواب الأمريكي برفض الاعتراف بدولة فلسطينية علي أراضي 1967 وداعيا دول العالم إلي عدم الاعتراف بمثل هذه الدولة بعد فشل المفاوضات الإسرائيلية - الفلسطينية المباشرة وغير المباشرة، واعتراف الإدارة الأمريكية بعدم قدرتها الضغط علي إسرائيل لإيقاف عملية الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، وهو الشرط الذي طلبته السلطة للدخول في أي مفاوضات مع إسرائيل. الإعلان البرازيلي الذي فتح الباب أمام دول في أمريكا اللاتينية للاعتراف بالدولة الفلسطينية جاء في رسالة تم توجيهها من الرئيس البرازيلي «لولا داسيلفا» للرئيس الفلسطيني محمود عباس أشار فيها إلي أن هذه الخطوة هي تعبير عن واقع دولي يجب أن يسود لرفع الظلم التاريخي عن الشعب الفلسطيني، وأن قناعة البرازيل أن العملية التفاوضية يجب أن يكون هدفها إقامة دولة فلسطينية في الشرق الأوسط لتحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني التي تمثل مصلحة الإنسانية. وتواصلت ردود الفعل علي هذه الخطوة حيث رحبت السلطة الفلسطينية ببداية الاعتراف الدولي الجديد بالدولة الفلسطينية، ودعت الولاياتالمتحدة وأوروبا إلي اتخاذ نفس الموقف، فيما هاجمت إسرائيل قرار البرازيل واعتبرته خرقا للاتفاقيات بين إسرائيل والدولة الفلسطينية مشيرة إلي عدم أهميته لأن الرئيس دي سيلفا سيترك منصبه بعد شهر ونصف الشهر، وقالت «إيلينا روس ليتنين» رئيسة لجنة الشئون الخارجية في مجلس النواب الأمريكي من الحزب الجمهوري «إن القرار مؤسف ولن يكون من نتيجته إلا ضرب السلام والأمن في الشرق الأوسط»، وأضافت «الدول التي قامت بهذه المبادرة عليها أن تطلب من الفلسطينيين العودة إلي طاولة المفاوضات مباشرة مع إسرائيل، وأن تعترف بحق وجود الدولة اليهودية». السعي للتأثير يأتي طموح البرازيل في احتلال مقعد دائم في مجلس الأمن الدولي في مقدمة أسباب إقدام البرازيل علي القيام بهذه الخطوة، تجاه نزاع إقليمي دولي تاريخي فشلت القوي الكبري وخاصة الولاياتالمتحدة في إيجاد حل سياسي له. وبالتالي قد يكون دافع البرازيل اكتساب الدعم العربي والإسلامي في إطار حملتها السياسية لكي تجلس وسط الكبار في مجلس الأمن بشكل دائم، وبالطبع فإن قياس ردة الفعل الإسرائيلي كانت محسوبة للغاية، فبيان الاعتراف تلخص في رسالة من الرئيس لولا دي سيلفا، وتجنب البيان أي إشارة إلي الظلم التاريخي الإسرائيلي للشعب الفلسطيني، ولذلك جاءت ردود الفعل الإسرائيلية غير عابئة، معتبرة أن هذا البيان لا قيمة له، وأنه سيسقط من تلقاء نفسه بعد عدة أشهر وينساه العالم. ولم تهتم الولاياتالمتحدة كثيرا بالموقف البرازيلي ولا بموقف دول أمريكا الجنوبية في ظل وجود خلافات سياسية واستراتيجية تشمل ملفات عدة بين الولاياتالمتحدة ودول أمريكا الجنوبية التي تغلب علي دولها انتصارات الحركات اليسارية. الاعتراف العربي يبقي أن العالم العربي لم يتحمس كثيرا للمضي في قافلة الاعتراف بالدولة الفلسطينية علي وقع سابقة الاعتراف بالدولة الفلسطينية عقب قرار المجلس الوطني الفلسطيني سنة 1988 في الجزائر بالاعتراف بالدولة الفلسطينية التي أعلنها ياسر عرفات في هذا المؤتمر علي كل شبر فلسطيني يتم تحريره، وجاءت اتفاقيات أوسلو لتسقط جدوي وأهمية اعتراف عديد من دول العالم بالدولة الفلسطينية، في ظل متابعة مستمرة لجهود السلام التي ترعاها الولاياتالمتحدة. صحيح أن من بين خيارات السلطة الفلسطينية هو العمل علي الحصول علي اعتراف بالدولة الفلسطينية. ويأتي الموقف الأوروبي مترددا كالعادة في اتخاذ موقف حاسم بالاعتراف بالدولة الفلسطينية علي حدود 1967، رغم إقرار الاتحاد مؤخرا بالعمل علي دعم مؤسسات هذه الدولة في حال قيامها، اتساقا مع الموقف الأمريكي وعدم الرغبة في اتخاذ أي خطوة تختلف عن الموقف الأمريكي، واستكمالا للصورة جاء قرار لجنة مبادرة السلام العربية بإيقاف المفاوضات المباشرة وغير المباشرة مع إسرائيل بمثابة ورقة ضغط قوية علي الإدارة الأمريكية التي تحركت بسرعة بخطة عمل وتفاوض جديدة، بعد أن بدا أن خيوط عملية السلام تفلت من أيديها وتفتح الأبواب أمام خيارات أخري خطيرة.