بعد مرور ثلاث سنوات علي تطبيق نظام الانتخاب في اختيار القيادات الجامعية من رؤساء جامعات وعمداء الكليات، اعلن الدكتور وائل الدجوي وزير التعليم العالي والدولة للبحث العلمي عن ان المجلس الاعلي للجامعات درس هذه التجربة وناقش نظاما جديدا لتعيين القيادات الجامعية في اجتماعه الاخير الذي عقد في الاسماعيلية منذ ايام، ويرى وزير التعليم العالي ضرورة طرح هذا النظام الجديد علي المجتمع الجامعي واعضاء هيئات التدريس، واعلن انه سيتم ارساله للجامعات خلال الايام القليلة المقبلة. ويطرح هذا النظام الجديد فكرة الجمع بين الانتخاب والاختيار للقيادات الجامعية، وذلك عن طريق انتخاب ثلاثة مرشحين يختار منهم صاحب القرار واحدا لتعيينه، وهو ما يعطي – في راي الوزير – لمتخذ القرار القدرة علي الاختيار بشكل افضل، وسيتم الانتهاء من صياغة هذا النظام الجديد نهائيا خلال الشهر المقبل للبدء في التطبيق والعمل به فورا. القضاء على الشللية : وقد كان لجريدة الاهالي فضل السبق في طرح هذا الجدل حول طريقة اختيار القيادات الجامعية في عدد الاربعاء 19 فبراير 2014 ، اي منذ ثلاثة شهور ، خاصة بعد ان اتي نظام الانتخاب بعدد كبير من انصار جماعة الاخوان في المناصب القيادية في الجامعات ، وكان هناك موقفان من هذه القضية المثارة : حيث كان بعض الاساتذة يرون ضرورة استمرار نظام الانتخاب للقيادات مع تطويره لتفادي العيوب التي ظهرت خلال العامين الماضيين ، ووضع معايير اكثر تضمن اختفاء الشللية والرشاوي الانتخابية، تلك التي ظهرت عند التطبيق في اشكال عديدة من بينها اعطاء وعود لمن لهم حق التصويت بشغل مناصب قيادية ادارية وعلمية مقابل دعم بعض المرشحين، وكان هناك راي اخر يري ان هناك مناصب ليس ضروريا فيها الانتخاب بشرط الا يتم تعيينهم من قبل الوزير او الدولة، بل يمكن تعيينهم عن طريق الاعلان عن شغل وظيفة قيادية بمعايير محددة ، على اعتبار ان هذه الطريقة هي المتبعة في اغلب جامعات بلاد العالم المتقدم ، حيث يتم عمل لجنة بحث ولجنة اكاديمية لعمل مقابلات ويتم اختيار من يصلح اعتمادا على الكفاءة والتخصص ، وكان هناك راي غالب وهو العودة الي نظام الانتخاب الذي كان يتم في السابق قبل ان يلغيه الدكتور حسين كامل بهاء الدين في التسعينيات ، اي ان يكون هناك انتخابات ويتم الاختيار بين الثلاثة الحاصلين علي اعلي الاصوات علي ان تتم المفاضلة بينهم من كل الزوايا واختيار الافضل، اي بطريقة المزج بين الانتخاب والتعيين . معايير جديدة : ويري الدكتور شبل بدران العميد السابق لكلية التربية جامعة الاسكندرية الاستاذ بها ان هذا ليس معناه الرجوع الي نظام التعيين ايام النظام السابق الذي كان يتم بتقارير الامن والمحسوبية ، وشدد بدران علي ان يتم الانتخاب من اعضاء هيئات التدريس فقط وليس للمعيد او المدرس حق الانتخاب، ذلك لان المعيد والمدرس صاحب حاجة ومصلحة فهو طالب دراسات عليا ومن السهل التاثير عليه وتوجيهه من الاساتذة المشرفين علي رسائلهم العلمية ، مشيرا الي اننا في حالة حرب مع العنف والارهاب ولذلك علينا ان نمزج بين الانتخاب والتعيين حتي ناتي بافضل العناصر بعد الدراسة والمفاضلة ، مشددا علي ان يكون ذلك بعيدا عن تدخل الامن والوساطة والمحسوبية كما كان يحدث في الماضي، وحتي لا يصل الاخوان مرة اخري الي المواقع القيادية في الجامعات، وها هو وزير التعليم العالي ياخذ بما طرحناه في الاهالي في طريقة اختيار القيادات الجامعية وقد كان لنا السبق في طرح هذه الرؤي التي يتم الاخذ بها الان.