انتهت فعاليات الدورة الثمانين لمؤتمر مجمع اللغة العربية بالقاهرة برئاسة د.حسن الشافعى تحت عنوان «التعريب « بحضور صفوة العلماء في اللغة والأدب ومختلف العلوم والفنون في مصر وجميع انحاء العالم العربى. وقد اتخذ المؤتمر من التعريب عنوانًا له، ومجالاً لكل أبحاثه ودراساته ، بإعتبار أن التعريب هو قضية قومية، والحاجه إلى التعريب قائمة ومستمرة، مادمنا نسعى إلى أن تكون لغتنا صالحة لخطاب العصر، ووافية بكل مطالبه واحتياجاته. وفى هذا الاطار قال د. عبد الهادي التازي «عضو مجمع اللغة العربية» خلال حديثه عن التطور والوضع الحالى للتعريب، إنه لا حرج علينا في الانفتاح على العوالم الأخرى وفي انتظار أن ينجز تعريب العلوم بطريقةٍ جيدة تضمن لنا المستوى الذي نجده عند الآخرين، ولا ضرر علينا أن نفتح الباب لمن يريد أن يعرب العلوم بلغاتٍ أخرى. وقال د.حسن بشير «عضو مجمع الخرطوم والقاهرة « إن بعض الباحثين حاولوا أن يدخلوا قضية التعريب فى كل الميادين الحياتيه المتصورة ،بما فى ذلك أمن الامه العربية ، مضيفاً ان التعريب قضية امن قومى لامتنا العربية وقضية تربوية ومجتمعية تصون وحدة الامه فى مواجهه هيمنه العولمه ومحاولتها طمس هويات الشعوب وتهديد ثقافتها ، لذا فالامر يحتاج الى قرار سيادى بالتعريب الشامل وإنشاء شهادة اللغة العربية الدولية . وفى إطار حديث د.احمد مطلوب «رئيس المجمع العلمى ببغداد « عن اللغة العربية وتحديات العولمة ، اكد ان الثقافة مهمة ولكن الثقافة التي تروج لها العولمة ليست ما يضمن استقلال الشعوب الثقافي. ويرى د.احمد ان الحفاظ على سلامة اللغة العربية وتنميتها لتستوعب المستجدات واجب كل عربي ومسلم ، ولا يكفي الاعتزاز بها فحسب ، وانما لابد من عمل مثمر ومتواصل، ويتم ذلك من خلال نشر الوعي اللغوي بوسائل الاعلام المختلفة ، وطبع الكتب والكراسات التي تبرز منزلة اللغة العربية وموقعها بين لغات العالم ورأى د.محمود احمد السيد «عضو مجمع اللغه العربية» ان ضعف الإرادة، وفتور الانتماء يسيطران، مما ادى الى ان اللغة العربية تتعرض لعملية إقصاء وتجاهل على نطاق الساحة القومية،رغم انها من بين اللغات الست المعتمدة في الأممالمتحدة ومنظماتها. واكد د. عبد العزيز بن عثمان « المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة « ان اللغة العربية بهذه الحمولة الدينية والتراثية، فإن حضورها في الساحات اللغوية العالمية في عصر العولمة، سيتعزّز، ويتقوى، ويترسخ أكثر، إذا امتلك أهلها الإرادة الحرة، والرؤية الشمولية، والقدرات الذاتية والموضوعية لتطويرها وللنهوض بها، بحيث يرتقون بالعربية إلى مستوى عال يجعلها لغة التقدم والحضارة والإبداع، ولتكون لغة عولمية في مجالات الحياة كافة. وجاءت توصيات المؤتمر بضرورة العمل على وضع تخطيط لغوي لقضية التعريب في ضوء السياسة اللغوية والقرار السياسي الملزم والتنسيق بين المجامع العربية في وضع المصطلحات العلمية، والنظر إلى التعريب بوصفه وسيلة أساسية لتحقيق مجتمع المعرفة الذي هو شرط لتحقيق التنمية الإنسانية العربية، ايضاً العمل على توحيد الجهود التي تقوم بها المجامع اللغوية والاتحادات العلمية والمنظمات العربية والمترجمون والباحثون والأكاديميون والإعلاميون حتى لا تتعدد مناهج التعريب، وضرورة أن تحرص وسائل الإعلام العربية على استخدام اللغة العربية الصحيحة، والاهتمام بنقاء هذه اللغة وسلامتها، والعمل على التقريب بين المستويات الفصيحة للغة ومستويات اللهجات، وهو أمر يحقق القضاء على ظاهرة الأمية في المجتمعات العربية، والاهتمام بتطوير التعليم وجعله في مستوى احتياجات العصر ومطالبه، والدعوة إلى أن تهتم وزارات التعليم العربية بوضع منهجية وظيفية جديدة في إعداد المعلمين وتأهيلهم وتدريبهم بحيث تركز على كيفية استخدام الفصحى الميسرة،