كشف آخر تقرير للجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء أن محافظة بنى سويف ساحة مباحة للمناطق العشوائية، حيث زادت هذه المناطق ببنى سويف علي 52 منطقة عشوائيا، يسكنها أكثر من نصف مليون مواطن (بالضبط 535 ألف نسمة) موزعة على المراكز السبعة للمحافظة. علما بأن المناطق العشوائية تعانى من غياب كامل لخدمات الصرف الصحى ومياه الشرب النظيفة ومكاتب البريد والطرق المعبدة. ويوجد 18 ألفا و213 مبنى عشوائيا تم إنشاؤها على أراض زراعية بعد تجريفها، وبنائها بالطوب اللبن غالبا والطوب الأحمر نادرا.. ومعظمها محروم من الكهرباء ومن مياه الشرب النقية ويعيش سكانها فى فقر مدقع اعترفت به تقارير التنمية البشرية والتى وضعت محافظة بنى سويف فى المركز الثانى بين محافظات مصر «بعد أسيوط» من حيث الفقر، والذى يعانى منه فعلا نحو 51.2% من سكان المحافظة، منهم 20% يعانى من أدنى درجات الفقر والمسمى ب «الفقر المدقع». ووفقا لدراسة أجرتها د. علية حسين أستاذ الأنثربولوجيا بكلية الآداب فإن غالبية سكان العشوائيات من الأميين أو الحاصلين على تعليم أولى بسيط «مجرد قراءة وكتابة فقط» مع قلة الحاصلين منهم على تعليم متوسط، وندرة الحاصلين على مؤهلات جامعية. وبلغ أعلى دخل شهرى رصدته الدراسة بين شرائح سكان هذه المنطقة هو 400 جنيه شهريا فقط. وفى بحث اجتماعى أشارت دراسات إلى أن المساكن القديمة بهذه العشوائيات قد اتخذت نمط المساكن المشتركة، يشترك المقيمون بها فى حجرات منفصلة بدورة مياه واحدة.. بل إن هناك مساكن لا توجد بها فواصل عدا ستائر من القماش بدون أبواب. وهذه المناطق محرومة أيضا من الصرف الصحى وتعتمد منازلها على خزانات. أما شوارع العشوائيات فهى مملوءة بتلال القمامة ومخلفات المواشى والأغنام، فتنتشر فيها أسراب الناموس والذباب والبق والفئران والكلاب والقطط المتوحشة فاستفحلت أمراض الكبد الوبائى وحساسية الصدر والكلي، والروماتيزم والأمراض الجلدية والنزلات المعوية.. والأطفال هنا أكثر الضحايا، حيث تنتشر أمراض ناتجة عن سوء التغذية ونقص المناعة والتلوث الوبائى وشلل الأطفال والبلهارسيا. ومشاكل العشوائيات لا تنتهى بدءا بجرائم القتل والسرقة وترويج المخدرات والانحراف والإدمان والبلطجة.