بمناسبة مرور عشرين عاما علي الوحدة الألمانية أكتوبر 1980 عقد مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام ندوة «الحوار العربي الألماني» مساء الأحد الماضي. قالت د. موريل أوسبرج باحثة بالمركز الألماني للدراسات والشئون الدولية بألمانيا إن مصالح ألمانيا تتقاطع مع مصالح العرب العربي في أربعة مجالات علي رأسها : قضية الأمن والطاقة ثانيا التعاون الاقتصادي العربي - الألماني ولكن هناك صعوبة في هذه النقطة علي حد قول أوسبرج فالمناخ في الوطن العربي لايزال غير ملائم للتعاون بسبب النزاعات الداخلية هناك وأيضا هناك السياسات الحمائية التي لاتزال مشكلة مثل مشكلة الواردات الزراعية بين الجانبين، ثالثا اهتمام وحرص ألمانيا بعمل علاقات مع الشعوب العربية والإسلامية وهذا غير موجود حاليا بسبب ما يسمي «صراع الحضارات» ونظرا لوجود المسلمين في ألمانيا والذين يمثلون 5% هناك الأمر الذي أدي لظهور «توجه» ألمانيا لتعليم الإسلام في مدارسها، رابعا الاهتمام المشترك لحل الصراع العربي - الإسرائيلي. أخطاء ماضية كما أكدت أوسبرج أن هناك خطأين كبيرين وقعت فيهما ألمانيا عندما ساهمت بتسهيل الإجراءات بين أطراف الصراع المختلفة دون وضع حل نهائي للمسألة وهذا الأمر يمكن مناقشته الآن، والخطأ الثاني هو موضوع التعاون الأورومتوسطي والذي فقد «ديناميكيته وحيويته». ألمانيا عند العرب بدأت الاتصالات الحديثة بين العالم العربي والإسلامي من جهة وألمانيا من جهة أخري خلال التحالف بين الدولة العثمانية وألمانيا القيصرية في مواجهة روسيا وبريطانيا وفرنسا وجاءت ألمانيا إلي المنطقة كصديق للعرب هذا ما أشار إليه عبدالعظيم حماد مدير تحرير جريدة الأهرام مضيفا أن هذه الصورة النمطية الإيجابية لألمانيا في إدراك العرب قد تدعمت بعد ذلك بعدة عوامل مثل الإعجاب بقوة ألمانيا العسكرية والإعجاب الشديد بالصناعة الألمانية بالإضافة إلي الانضباط الصارم للألمان في كل مناحي الحياة، وأشار حماد أنه أضيفت لهذه الصورة الذهنية لألمانيا عند العرب ملامح أخري مثل كراهية اليهود فلاتزال أغلبية الرأي العام الشعبي في العالم العربي تؤمن بأن كراهية اليهود غريزة ثابتة في كل ألماني، وألحقت صفقات الأسلحة الألمانية لإسرائيل في الستينيات ضررا بليغا بصورة ألمانيا «الصديقة القديمة الخائنة» عند العرب وتحولت صورة ألمانيا عند العرب إلي صورة الدولة التابعة تماما للولايات المتحدةالأمريكية. وكان استقبال ألمانيا لعدة آلاف من المهاجرين العرب والمسلمين عاملا مساعدا في تحسين الصورة الألمانية فأصبحت ألمانيا هي الواثقة من نفسها والحريصة علي السلام العالمي والساعية إلي مساندة دول العالم الثالث «سياسة فيلي برانت في النظام الاقصتاد الدولي» في النهاية أكد حماد أن تلخيص الصورة الذهنية لألمانيا عند العرب في كلمتين هما الإعجاب والحذر. دورها في عملية السلام يري د. حسن براري بجامعة الأردن يري أن الألمان يحرصون علي بقاء أمن إسرائيل ، لذلك طالب «براري» ألمانيا بإعادة النظر والإسهام في عملية السلام لإنهاء الصراع العربي - الإسرائيلي. أطر التعاون المتوسطية استفادت ألمانيا من ديناميكية الشراكة الأورومتوسطية لترفع من مستواها الدولي فهي تحتل المرتبة الثالثة من حجم التبادلات التجارية مع المنطقة العربية والمركز الأول في حجم الاستثمارات مع دول الشرق الأوسط علي حد قول د. أحمد إدريس بجامعة تونس مشيرا إلي أن ألمانيا ساعدت علي إنشاء الاتحاد الأورومتوسطي إلا أنها قلص من تدفق المهاجرين إليها عبر ضبط الهجرة غير الشرعية وقامت بتنمية الطاقة الكهربائية بالإضافة لاهتمامها بالجانب الاقتصادي علي مستوي العلاقات الثنائية في الشرق عندما رفعت من مستوي الحوار الأوروبي - العربي والشراكة المتوسطية.