الناشط الشيعي سالم الصباغ: المد الشيعى قضية سياسية ألبسوها ثوبا دينيا كتبت: نسمة تليمة الكثير من الرفض والخوف واجهنا خلال محاولات "الأهالى" الحديث مع اسر شيعية خاصة من السيدات، وكان الرد اكثر تعبيرا عن حالتهم والذى كان يأتي على لسانهم : "الامن مش هايسيبنا "،"مش عايزين وجع دماغ ". الكثيرون رفضوا الحديث معنا او التصوير او حتى توضيح بعض الامور،ايضا صادفنا الكثير من الحكايات التى تروى عن رفض بعض الاُسر السُنية تزويج بناتهن من شيعى فقال احدهم ان اسرة خطيبته عندما رات بعض كتاباته عن الشيعة ذهبت لمقر الجمعية الشرعية بالمنطقة وابلغت عنه فما كان من الجمعية الا وابلغت امن الدولة الذى استدعاه وحقق معه وصادر كتاباته الشخصية .،بعض الشباب فى الجامعة ايضا يفضلون عدم ذكر مذهبهم خوفا من النبذ او الخوف من الامن .ذهبنا الى بعض المدن التى علمنا بوجود اعداد لا بأس بها من الشيعة هناك الا اننا فشلنا فى اقناع احد منهم للحديث معنا واهتدينا فى النهاية للباحث احمد صبرى الذى استطعنا من خلاله التحدث مع بعضهم بل واقنعناهم أيضا بالتصوير، لكننا لاحظنا ان من تأتيه الشجاعة للحديث عن تشيعه من اعتنق المذهب منذ سنوات اى لم تكن اسرته شيعيه ولكن هذا لا ينفى وجود اسر شيعية كاملة لكنها منغلقة على نفسها تماما,,, بداية حديثنا كانت مع "عماد حمدى "الذى يسكن بالمنصورة، والذى انتمى للجماعة الاسلامية مع الشيخ عمر عبد الرحمن لفترة وتم اعتقاله معهم سنة 1989 وبعد الافراج عنه اتجه للتشيع بعد ان قرأ احد الكتب التى توضح المذهب . "اللى غيرنى عدم منطقية كلام الجماعة الاسلامية فى حاجات كتير ومنها الكلام عن الشيعة-والكلام هنا علي لسان عماد – لاحظت كرهم الشديد لهم وبعد 7 شهور تشيعت لاننى وجدته جيدا من وجهة نظرى الخاصة بالظبط كأنك ترى لوحة فنية وتقرأها قراءة خاصة بك و بها . " عماد كان متزوجا وقتها ولم تعترض زوجته كما يقول على تشيعه او تطلب منه الانفصال وهو الانفصال الذى حدث فيما بعد لاسباب اخرى يؤكد انها ليس من ضمنها تشيعه . بعض اصدقائه من الجماعة الاسلامية مازال على علاقة به يسأل عنه ولكن فى الخفاء ،اعتقل مرة اخرى ولكن بسبب مذهبه الشيعى هذه المرة فى حملة الاعتقالات التى شنها الامن على الشيعة عام 1996 وكانت زوجته حاملا واطلق بعدها على ابنته اسم " الزهراء " وهى الان فى الصف الاول الثانوى ولا يشغل باله كما يروى اذا كانت ستصبح شيعية ام سنية وكثيرا ما تناقشه فى الامر لمحاولة استيعاب "هو ليه مختلف عن الناس التانية " يصف لنا عماد صلاته قائلا :"بصلى عادى جدا ولكنى اضع يدى بجانبى ولا اضمهما وهى للعلم طريقة موجودة فى مذهب الامام مالك السنى ،ويكمل "عماد":اصلى على ما ينبت فى الارض مثلا "حصيرة " ولا يشترط الصلاة على "الشقفة"وهى جزء ترابى من الارض العراقية تسمى " التربة الحسينية " يؤكد لنا عماد انها مجرد عُرف يمكن عمله وقد لا يلزم ويحصل على الشقفة كهدايا من العراق ،ولا ضرر من الصلاة مع السنة وان يكون الامام سنيا ايضا ،شارك عماد فى ثورة يناير فى مظاهرات المنصورة ،ورغم حماسه للتشيع لكنه لم يزر مسجد الحسين بالقاهرة منذ ان كان عمره خمس سنوات وحتى بعد اعتناقه للمذهب الشيعى. قاطعنا حديثه بالسؤال : "هل تشعر باضطهاد خلال ممارساتك لمعتقداتك ؟" فاجابنا :امر طبيعى فى ظل رفض طقوس الشيعة ورفض المذهب نفسه وفى ظل حالة التشويه الموجودة لهم منذ سنوات عديدة وهو مايحدث بشكل اكبر من قبل الاخوان والسلفيين الذين بمجرد ان يتعرفوا على مذهبى يقومون بابلاغ الامن فورا "هذا بالاضافة الى الناس اللى بتخاف تتناقش معايا لو عرفوا انى شيعى " ثوب دينى اما سالم الصباغ -ناشط شيعى معروف – من مدينة "المحلة "فيرى ان حكاية المد الشيعى هى قضية سياسية بالدرجة الأولى ألبسوها ثوبا" دينيا" لتمرير مشروع الفتنة المذهبية والتى هى السلاح الأخير فى يد الاستعمار الأمريكى كما اطلق عليه والصهيونية العالمية ،ويرى "الصباغ "انه أمام مصر فرصة ذهبية أن تقابل يد الأخوة الممدودة من الشعب الإيرانى وحكومته لشعبها وحكومته ، فيما يشبه العشق لكل ماهو مصرى ، وهذا التحالف الإيرانى المصرى سيستفيد منه الشعبين العريقين ، وسوف ينتهى هذا الإذلال الذى تتعرض له مصر من أمريكا ودول الخليج مستغلين الحالة المصرية الاستثنائية التى نعيشها .ويختتم "الصباغ " حديثه متسائلا: هل يكف دعاة الفتنة عن استدعاء أسوأ مافى الماضى لإفساد أحسن مافى الحاضر وهو ثورتنا المصرية ..وهل نتقى الله فى هذا الشعب وفى هذه الأمة ؟ !!!