هوشي منه دخل الجنة يذكر أبناء جيلي دائما «فيتنام» أيقونة الحرية والإرادة الإنسانية، ومازلنا نشعر عنفوان القوة داخلناونحن نغني مع الشيخ إمام «يا فلسطينية فيتنام عليكو البشارة.. بالنصر طالعة من تحت ميت ألف غارة والأمريكان في الخسارة عقبال ما يحصل حداكو» وكنا ونحن نخبط الأرض بأقدامنا وبقوة اليقين نغني «هوشي منه دخل الجنة مهما قالوا عليه كفر». وشاهدنا ملحمة النضال الفيتنامية التي سجلت جانب منها السينما العالمية، شاهدنا نضال الشعب الفيتنامي بقيادة الحزب الشيوعي وبقيادة «هوشي منه». وبكل المقاييس العلمية فإن التجربة الفيتنامية هي معجزة إنسانية تستحق التوقف عندها فهي البلد الذي احتلته الصين 1000 عام وبعدها فرنسا وبعدها أمريكا، وفي زمن لا يزيد علي ثلاثة عقود، قاد الحزب الشيوعي الفيتنامي بلاده، وحقق المعجزة الاقتصادية ومعها انخفضت معدلات الفقر من 70% إلي 10%، وهذا هو المقياس وشهادة النجاح: انخفاض أعداد الجوعي والبؤساء والمحرومين. والمعجزة تحققت ويمكن أن تتحقق في أي مكان في العالم بالإرادة السياسية، أما أن يتصور الوزير المسافر محمود محيي الدين أننا لا نحتاج سوي لإقناع الرأي العام بالتجربة الفيتنامية حتي نحقق في بلدنا مثلها، فهذا كلام إن لم يضحكنا «واحنا ملناش نفس نضحك» فهو حتما سيصيبنا بالغيظ، فالوزير كان وزيرا ويعلم أن الرأي العام لم يكره ويرفض سياسات قدر كراهيته لسياسات الحزب الوطني وحكوماته السياسات التي قرصت البطون بالجوع وباعت البلد للغرباء بلا مقابل كأنهم «نذروا» أن يتخلصوا من أي حجر قائم وقطعة أرض غالية و«مكنة دايرة». يعرف الوزير المسافر أيضا هو وكل من حكموا هذا البلد طوال ثلاثين عاما مضت أن الرأي العام لم يعنهم وليس له أهمية عندهم فمتي احترموا الرأي العام؟ هل احترموه وهم يزورون الانتخابات؟، هل احترموه وهم يضعون علي قمة حزبهم وفي مجلسهم النيابي القتلة والحرامية الجالسين خلف القضبان والهاربين من أحكام؟ هل وضع الوزير المسافر القوانين التي تحكم اقتصاد فيتنام أمام «اللاقوانين» التي تحكم اقتصاد مصر؟ وهل تذكر أن أساتذة دكاترة الحزب الوطني والحكومة نبهوا وحذروا وانتقدوا ما تفعله هذه السياسات في البلاد ومع ذلك لم يلتفت التلامذة لما قاله الأساتذة؟ فأي رأي عام ذلك الذي يسعي لإقناعه بالتجربة الفيتنامية الوزير المسافر، هل نعيد عليه قصة عمر أفندي، أم قصة أرض توشكي أم قصة المراجل البخارية أم قصة مدينتي؟ ويا معالي الوزير هل ذكرتك ملحمة إنقاذ عمال المنجم في شيلي بما حدث لغرقي عبارة ممدوح إسماعيل القيادي بالحزب الوطني، وهي سمعت أنين القتلي تحت صخرة الدويقة؟ إن المعجزة تكمن في سياسات الحكم وليست في الدعاية والإعلان؟ ولن تتحقق حتي معجزة الوجبات الثلاثة الآمنة للمواطن المصري في ظل سياسات الحزب الوطني الديمقراطي وحكامه وحكوماته.