قبل يوم من بدء جلسات محاكمات قضية "ارجينكون " المعروفة باسم المطرقة والمتهم فيها المئات من المعتقلين العسكريين العاملين والمتقاعدين، وعدد آخر من الصحفيين والمثقفين الأتراك فيما يسمي بمؤامرة لقلب نظام حكم اردوغان وحزبه الأصولي العدالة والتنمية، فقد هاجمت قوات الأمن في حملات بعدة مدن قيادات ونشطاء "اتحاد الشباب التركي "اليساري وكذلك حزب العمال التركي ومقرات مجلة "أيدنلك " ،مع مداهمات للمنازل وعمليات تفتيش واسعة ،أدت لاعتقال 20 من قيادات التنظيمات اليسارية المذكورة وصحفيين أخريين ،وأعلنت النيابة العامة عن اتهاماتهم بالعمل علي اسقاط حكومة اردوغان والتحريض علي العنف والفوضي ،مع ممارسة ضغوط علي المحكمة التي ستقوم بنظر قضية المطرقة . في حين هاجمت قوات الشرطة في ساعات الصباح الأولي المئات من المتظاهرين الذين تجمعوا بميدان الاستقلال في أنقرة ،بعد دعوة تناقلتها شبكات التواصل الاجتماعي فيس بوك ،لتنظيم مسيرة لميدا تقسيم القريب ،وألقت الشرطة بخراطيم المياه والقنابل المسيلة للدموع ،مما أدي لاصابة العشرات من بينهم 3 صحفيين برصاص مطاطي. في ظل اتساع حجم المظاهرات الشعبية التي طالت عدة مدن تركية ضد سياسات الحزب الحاكم الشمولية ،قررت وزارة الداحلية سرعة شراء عشرات من السيارات مدرعة من طراز "توما " الحديثة لفعاليتها الأمنية في تفريق المظاهرات والاحتجاجات الشعبية ،وتعتبر تركيا الزبون الأول علي مدي 15 شهرا ماضية في حجم الاستيراد لقنابل الغاز والسيارات المدرعة من شركة "نتيالني تخنوليجي " الأمريكية وغيرها ،بعد الصين وبنما وتشيلي ،فقد بلغت حجم الصفقات والمشتريات التركية علي مدي 6 أشهر مبلغ 8,4 مليون دولار، وفي هذا الصدد أشارت صحيفة "حرييت " التركية بأنه علي مدي 20 يوما فقط استحدمت حكومة اردوغان من القنابل المسيلة للدموع احتياطي وزارة الداخلية لمدة عامين، وذلك علي خلفية طلب الوزارة تمويل اضافي من وزارة المالية لشراء 120 ألف قنبلة غاز للفترة المقبلة ،وهو ما دعا حزب الشعب الجمهوري العلماني المعارض إلي إرسال بيان عاجل لكل من سفراء البرازيل وكوريا بالكف عن امداد النظام الحاكم بقنابل الغاز التي تقتل وتصيب المتظاهرين العزل والمسالمين.