يبدو أن شهر رمضان يرتبط في مصر بالعديد من الثورات ، عندما احتدم الموقف بين الخديو توفيق وبين أحمد عرابي في فبراير 1881 .. حيث بعث عرابي إلي جميع أنحاء البلاد ببرقيات يتهم فيها الخديوي بالانحياز إلي الإنجليز، ويحذر من اتباع أوامره، وأرسل إلي "يعقوب سامي باشا" وكيل نظارة الجهادية يطلب منه عقد جمعية وطنية ممثلة من أعيان البلاد وأمرائها وعلمائها للنظر في الموقف المتردي وما يجب عمله، فاجتمعت الجمعية في غرة رمضان 1299ه الموافق 17 يوليو 1882م ، وكان عدد المجتمعين نحو أربعمائة، وأجمعوا علي استمرار الاستعدادات الحربية ما دامت بوارج الإنجليز في السواحل، وجنودها يحتلون الإسكندرية. وفي 6 رمضان 1299 ه الموافق 22 يوليو 1882م عُقِد اجتماع في وزارة الداخلية، حضره نحو خمسمائة من الأعضاء، يتقدمهم شيخ الأزهر وقاضي قضاة مصر ومُفتيها، ونقيب الأشراف، وبطريرك الأقباط، وحاخام اليهود والنواب والقضاة والمفتشون، ومديرو المديريات، وكبار الأعيان وكثير من العمد، فضلا عن ثلاثة من أمراء الأسرة الحاكمة. في الاجتماع أفتي ثلاثة من كبار شيوخ الأزهر، وهم "محمد عليش" و"حسن العدوي"، و"الخلفاوي" بمروق الخديوي عن الدين؛ لانحيازه إلي الجيش المحارب لبلاده، وبعد مداولة الرأي أصدرت الجمعية قرارها بعدم عزل عرابي عن منصبه، ووقف أوامر الخديوي وعدم تنفيذها ولم يكتفوا بهذا بل جمعواالرجال والأسلحة والخيول من قري وعزب وكفور البلاد .وقد قام العمدة محمد إمام الحوت عمدة الصالحية شرقية والعمدة عبد الله بهادر عمدة جهينة جرجاوية ببث الحماسة في الناس وجمع ما يستطيعون من الرجال والسلاح لدعم الدفاع عن البلاد فقد قدم العمدة عبد الله بهادر نحو 600 مقاتل من رجال جهينة المعروفين بالبأس والشجاعة و140 فرساً و74 بندقية والعديد من الأسلحة الأخري وكميات كبيرة من الغلال وقدم العمدة محمد امام الحوت نحو 40 مقاتلاً وقدم سليمان زكي حكيم من أعيان مركز طوخ 41 فرس وأحمد حسني مأمور مركز ميت غمر قدم 33 بندقية.