اختلف قليلا شارع الفجالة ذلك المكان الأشعر والبطل الأول طوال العام الدراسي والذي اشتهر تاريخه ببيع أدوات الدراسة خاصة الكتب الخارجية التي أصبحت الحديث الأول في الشارع المصري الآن. فزيارة واحدة له الآن ستجد بائعي الكتب الخارجية مترقبين الزبون ولا يجيبون عليه بسهولة معلنين عدم نزول الكتاب الخارجي وتأخره وبعد لحظات يكملون حديثهم مؤكدين بصوت خافض «في كتب نزلت عايز ايه؟» ليفاجئ الزبون وكأنه بيشتري «مخدرات مثلا». وبسؤال بعض أصحاب المحلات المتخصصة في بيع الكتب الخارجية أكدوا ارتفاع أسعار الكتب بنسبة تصل إلي 200% فمتوسط سعر البكتاب كان يصل إلي 15 جنيها أصبح الآن 40 جنيها و50 جنيها وهو ما أدي إلي ازدحام تلك المجلات بأولياء الأمور للحاق قبل نفاد النسخ الموجودة خاصة في ظل اعتماد كثيرين عليها بديلاً عن الكتاب المدرسي. ويؤكد د.شبل بدران الرئيس السابق لجامعة الإسكندرية أن الأزمة الحقيقية هي المتمثلة في التلقين والحفظ وفكرة نموذج الامتحانات الذي يحتاج لشخص يحفظ أكثر مما يفهم ويضطره للاعتماد علي الكتاب الخارجي ويتساءل د.بدران هل مهمة وزير التربية والتعليم أن يفرض «جباية» علي الملكية الفكرية أم تحسين الكتاب المدرسي وتطوير العملية التعليمية؟ مؤكدا في الوقت نفسه أن قبول الكتاب الخارجي في حد ذاته يعني قبول المنافسة التي تحسم لصالح الكتاب الخارجي دائماً نتيجة تردي وسوء حالة الكتاب المدرسي، لهذا يدعو د. بدران إلي تحسين الكتاب المدرسي ليتضمن أدلة الامتحان وشمولية المنهج بشكل يسير يجعل الطالب يحبه ويقبل عليه ويعتقد أن ما يحدث في مشكلة الكتاب الخارجي هي محاربة للفقراء والبسطاء لأنه تسبب في زيادة سعره بما يكلف الأسر المصرية تكاليف زيادة، ويؤكد بدران عدم وجود الكتاب الخارجي إطلاقاً في التعليم الخارجي في دول العالم وأننا فقط في مصر نتميز به كما نتميز بوجود جامعات دولية ويري الحل الأول في تقليل كثافة الفصول وتقديم كتاب مدرسي ذي معايير خارجية وتحسين أداء المعلم، وذكر أن أحد دلائل المشكلة الآن أن كتب الصف الثالث الابتدائي والإعدادي المدرسية لم تتم طباعتها رغم بدء العام الدراسي وهذا يؤكد سبب توجه الناس للكتاب الخارجي ويحتاج إلي تأمل أكبر. أما د. محمد سكران أستاذ التربية بجامعة الفيوم فيري أن الكتاب الخارجي يعد من أهم عوامل تدمير عقول أبنائنا معلناً أن سرقة محتواه من الكتاب المدرسي في حد ذاته خطأ جسيم وطريقة عرضه لهذا المحتوي بما يلائم فكرة الحفظ والتلقين لا ينتج عقلاً علمياً مطلقاً. أما عن التأثير المادي للكتاب الخارجي فتكلفة الأسر لا تتحمله كثيراً مما يجعله عبئاً مضافاً علي المصاريف الدراسية من دروس خصوصية وخلافه وهو أبعد ما يكون عن مجانية التعليم التي نتغني بها،. ويري د. محمد أن هناك علاقة جدلية بين الدروس الخصوصية والكتب الخارجية لأن المدرس الخصوصي يشجع علي شراء الكتب الخارجية لعمل نماذج والتدريب عليها للنجاح بجانب مبدأ المصلحة المتبادلة بين بعض دور النشر والكتب الخارجية وبعضهم من داخل العملية التعليمية نفسها.