بمناسبة احتفالهم بأعيادهم الدينية، وهذه التهنئة وإن كانت أمراً عادياً، لكنها باتت الآن ضرورة وواجباً علي كل مسلم ومسلمة علي أرض مصر، بعد أن تابعنا فتاوي متخلفي الدهر اصحاب القلوب المتحجرة والوجوه الكالحة، بقايا عصور الجمود والتخلف ، عملاء الريال والدينار، من يقولون بأنه لا يجوز للمسلم تهنئة الأقباط لأنهم كفار، هكذا مرة واحدة يفتي أصحاب فتاوي الحيض والنفاس، والبول، بهذه الأقوال نتاج الخيال المريض الذي لا يستند إلي عقل سليم، ولا لأصل ديني، ولا يستقيم مع منطق التاريخ وواقع الحياة اليومية المعاشة. ولهؤلاء الأغبياء الجهلاء نقول لهم: إن التهنئة واجبة علي كل مسلم ومسلمة لقبط مصر ولكل مسيحي العالم، وهذا ما يستمده أهل العقل والرشد من المسلمين، فرسول الإسلام محمد( صلي الله عليه وسلم) يقول: أنا أولي الناس بعيسي بن مريم في الدنيا والآخرة" ويقول عليه الصلاة والسلام: أوصيكم بقبط مصر خيراً فإن بيننا وبينهم صهراً ونسباً" ، وصدق الله العظيم حيث يقول تعالت صفاته – "ولتجدن أقربهن مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصاري ذلك بأن منهم قسيسين ورهباناً وأنهم لا يستكبرون" صدق الله العظيم، وهذا معناه أننا مأمورون بالمودة للنصاري واحترامهم، وعدم المساس بهم، لأنهم في القلب والوجدان الإسلامي، ولم لا ؟ واختص ربنا في قرآنه الكريم، البتول "مريم" بسورة كاملة باسمها، لتتفرد بهذا التكريم دون نساء العالمين، بل والمسلمين، فلم نجد سورة تختص بها أمهات المؤمنين من زوجات الرسول العظيم، ليس هذا فقط وإنما اختص القرآن "أسرة مريم" كلها بسورة منه، وهي المعروفة" سورة آل عمران فهل هناك تكريم ومحبة ومودة للنصاري أكثر من هذا؟ ويستنكر المستنيرون من علماء الإسلام ما يذهب إليه دعاة الردة والتخلف من عدم مشاركة الإخوة الأقباط احتفالاتهم الدينية وتقديم التهنئة لهم، مؤكدين أنه لا يوجد نص ديني أو حديث نبوي يحرم هذه المشاركة وهذه التهنئة بل علي العكس تحث آيات القرآن الكريم علي تكريم الإنسانية، وعلي التعارف والتواصل وصدق الله العظيم، حيث يقول: "يا أيها الذين آمنوا إنا خلقناكم من ذكر وأنثي وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا" كما يؤكد القرآن الكريم احترام الأديان والمعتقدات"، وصدق الله العظيم "لكم دينكم ولي دين" هذا علي مستوي مكانة الأقباط في الحنيفة السماء، والتي تجعلنا نقول: إنهم يحتلون مكانهم المتميز في الوجدان المصري المسلم . أما علي مستوي الوطن والمواطنة، مما بين المسلمين والأقباط أخوة في الوطن والعرق، فالكل مصريون قبل الأديان وبعدها وعلي حد قول عاشقة مصر نعمات أحمد فؤاد – إذا صح التشبيه الشائع عن الزواج الطبيعي بين أرض مصر وفيضان النيل فإنه من الصحيح أيضاً القول: إن ثمرة هذا الزواج هم المصريون جميعاً، فالنيل أبوهم ومصر أمهم والمسلمون والقبط- كما يقول العقاد- سواء في تكوين السلالة القومية، ولا فرق بين هؤلاء وأولئك في الأصالة والقدم عند الانتساب إلي هذا البلد فوحدة الجنس والأصل أقدم من كل دين. وهنا نقول: إن ما بين مسلمي وقبط مصر ليس مجرد وحدة وطنية بالمفهوم السياسي وإنما وحدة جنسية وثقافية، باختصار وحدة في كل مكونات الهوية المصرية أرضاً، وبشراً ، جنساً وثقافة، لغة وفكراً، عقلاً ووجداناً، طبعاً ومزاجاً، ومن قبل ومن بعد ولاء وانتماء. لهذا ولغيره نقدم لهم خالص التهنئة بأعيادهم الدينية، رغم أنف سجناء الكهوف والوجوه القبيحة الطافية علي وجه الحياة المصرية.