حين تعانق الإنسانية السياسة، يبزغ الفهم الصحيح لمعني اليساري، هكذا كان حلمي يسن أحد القادة المؤسسين لحزب التجمع الذي أعتبره ثمرة لنضاله الطويل منذ مطلع الأربعينيات من أجل وحدة اليسار المصري، وأحد المؤسسين للإصدار الثاني لجريدة «الأهالي» الناطقة باسمه، كان الطابع الإنساني الرحيم هو ما يغلف مواقفه السياسية، فالمبادئ لديه تقترن بأخلاق راقية تصون المودة وتعرف مقادير البشر، كون حلمي يسن هو وزوجته الراحلة «ثريا أدهم» ثنائيا نضاليا نادر المثال، ظل ولائهما الأول والأخير لحزب التجمع حتي اللحظات الأخيرة من عمريهما، ويعز علي أن يرحل زميل الكفاح والأوقات الصعبة، حلمي يسن، ولا أتمكن لظروف خارجة عن إرادتي من وداعه، لكن عزائي في فقده، أن المبادئ التي آمن بها، وعمل من أجلها، ووهب حياته لها كي ترفرف رايات العدل والحرية والكرامة في ربوع الوطن، تظل سراجا منيرا، يهتدي به حزب التجمع في مسيرته الممتدة.. فوداعا يا صديق العمر.