حالة ترقب وترصد يتابعها المواطن المصري لحظة بلحظة.. احتقان ونزيف من الدماء لا يجف صمت رئاسي فاضح وغياب للرؤية مشهد مرتبك يصعب تفسيره المستشارة تهاني الجبالي تصف الوضع الراهن في مصر بإنه موجة جديدة من الثورة تسعي ايد خفية واطراف مستفيدة لتشويه حركة الثوار السلمية من خلال اعمال العنف التي تجري الآن.. ويحدث هذا بالتزامن مع خطاب سياسي رسمي من النظام الحاكم يفتقد إلي الرشد والمصداقية لدي الشعب وقف اصم مغلقا اذنيه عن مطالب الشعب.. وتري الجبالي ان هناك عدة أخطاء فاضحة ارتكبها النظام أدت إلي تفاقم الوضع في البلاد والدفع به إلي حالة العنف، منها الخروج علي الشرعية بمخالفة القسم الذي اقسم عليه الرئيس بحترام القانون والدستور واغتصاب سلطة القضاء والتعدي علي المؤسسات القضائية وعدم احترام احكام القضاء ومحاصرة المحكمة الدستورية واختطاف الدستور الذي لم يحظ بأغلبية الشعب.. هذه الأخطاء من وجهة نظر المستشارة تهاني خلقت حالة العنف نتيجة هيمنة الإخوان علي الحكم وغلق منافذ السياسة الأخري في سبيل الاحتفاظ بالكرسي والسيطرة علي مجريات الاحداث.. حالة الصمت علي مطالب الشارع هي نفس سياسة النظام السابق في رأي الجبالي وتنم عن افلاس سياسي واصرار علي سلك مسارات خاطئة وتؤكد أن المؤسسة العسكرية هي أحدي مؤسسات الدولة الوطنية المكلفة بالتدخل وحماية أمن الدولة داخليا وخارجيا اذا استدعي الموقف ذلك وليست في حاجة إلي دعوة من الرئيس.. وعن الدعوة إلي الحوار الوطني التي تتبناها مؤسسة الرئاسة قالت الجبالي إنها دعوة تفقد المصداقية لإنها صادرة من نظام انعدمت الثقة فيه لمخالفته كل الوعود التي تعهد بها امام الشعب.. حتي إن اجندة الحوار خرجت منها الاطراف التي تحالفت مع الرئاسة ضد جبهة الإنقاذ والقوي المدنية.. والجبالي طرحت عدة محاور عاجلة في حديثها لجريدة الاهالي للخروج من الازمة الحالية منها تشكيل حكومة انقاذ وطني، اجراء انتخابات رئاسية مبكرة إلغاء الحالة الدستورية الراهنة واستدعاء دستور 1971 وتعديلاته لحين عمل دستور جديد.. متوقعة سوء وتفاقم الأمور اكثر من ذلك مادام يحكم البلاد رئيس لا يسمع شعبه ويتبع مرشده.