صوت المرأة “ثورة ثورة “، ولهذا حاولوا تكميم افواه النساء في مصر رغم تاريخهم المشهود بالدفاع عن حقوق الوطن مثلهم مثل الرجال الا انهم حاولوا محاولات جاهدة منذ ان ظهرت علي الساحة السياسية تكميم الافواه من البداية من الاحتفال بيوم المراة في 9 مارس 2011 ومحاولات التحرش الجنسي بالنساء المشاركات في الاحتفالية من يومها.محاولات كثيرة اشهرها ما حدث من كشوف العذرية لتخويف الفتيات وبعدها في مجلس الوزراء وتعرية وسحل “ست البنات ” مرورا بالضرب والاعتداءات حتي وصلنا الي الفاشية الدينية وهي الاكثر افادة من تراجع دور المراة في المجتمع حتي ان دستورهم ” الذي سلقوه ياتي مكان المرأة في البيت . وهذه المرة محاولة اخري جديدة اوضح بكثير من غيرها ،واعمق بكثير من غيرها لانها تحمل اسقاطا خاصة لتكميم الافواه ،وهي محاولة تكميم فم المناضلة الجميلة والشجاعة “شاهندة مقلد ” عندما هتفت “لا اله الا الله والاخوان اعداء الله ” لم تجد سوي هذا الشاب الملتحي وهو يضع يديه علي فمها فما كان منها الا ازاحتها للاستمرار في الهتاف ،اكاد اجزم ان هذا الشاب لا يعرف من هي شاهندة مقلد هو فقط يكتفي بسيد قطب وحسن البنا ،رغم ان اصوله قد تكون ريفية او صعيدية وكلاهما تأثرا بنضال “مقلد ” في الدفاع عن حقوق الفلاحين من سنوات طويلة ،لا يعي ان اهالي كمشيش بمحافظة المنوفية حاولوا تسمية البلدة باسمها لكنها رفضت وقالت «انا بلدي ستظل كمشيش». قرية كمشيش لها تاريخ فرعوني قديم، فالاسم الأصلي هو « كوم شيش».. كان الصراع في القرية قبل ثورة يوليو بين عائلة الفقي الإقطاعية وبقية أهل القرية ومنهم عائلة ” مقلد” ، وكانت عائلة الفقي يتعاملون مع فلاحي القرية علي أنهم عبيد للأرض يمارسون ضدهم كل صور الاستبداد والتنكيل، بفرض السخرة والاستيلاء علي الملكيات الصغيرة والسجن والتعذيب، وكانت تلك العائلة تعمل بالبلطجة وتفرض سطوتها بالحديد والنار. أوائل من ثار علي هذا الوضع الشاب صلاح حسين الذي تجرأ وجمع الشباب لحمل السلاح لمقاومة الإقطاع، وزاد من هيبة صلاح سفره لفلسطين وانضمامه للمقاومة ضد الصهاينة سنة 1948 ، وبعد عودته انضم لقوات المقاومة الشعبية ضد الاستعمار البريطاني عند قناة السويس عام 1951 .. تروي المناضلة العظيمة روت ماحدث في كمشيش في كتاب “من اوراق شاهندة مقلد ” والذي قدمته شيرين ابو النجا. عندما قامت ثورة يوليو وحددت الملكية تمكنت العائلة الإقطاعية من تهريب الأراضي – 1300 فدان بالبيع الوهمي – فقام صلاح وزملاؤه بهد السد الذي أقامه الاقطاع في أراضي الفلاحين ، وقد انتصرت إرادتهم لأول مرة ، وهناك معركة كبيرة جرت بين الفلاحين والاقطاعيين تسمي ” معركة الملال” . كان الإقطاع قد استعان ببعض المجرمين العربان ، وانقسمت القرية ، وبعد المعركة قبض علي الفقي 24 ساعة ثم خرج بواسطة الكبار بعدها قبض علي 9 فلاحين وبدأت الأجهزة المحلية في التضييق علي الفلاحين لأن الاقطاع كان متمكنا من بعض الأجهزة الحكومية رغم قيام الثورة . زار أنور السادات القرية وجلس في دوار العمدة الفقي وقد انحاز لهم ، عندها جرت مشاكل عديدة وأرسل الأهالي برقيات لجمال عبدالناصر تخبره فيها بحقيقة ما حدث ..استمر انحياز السادات الذي أرسله مجلس قيادة الثورة لبحث مشاكل كمشيش وقد قبض علي 19 ابنا من قرية كمشيش وجرت مفاوضات شاقة لم تنجح إلا بعد أن تمكن شباب القرية من القبض علي وحدة من البوليس منها ضابط وأصبحوا رهن أيدي مجموعة الشباب . لم يكن هناك بد من الافراج عن الفلاحين ومنهم صلاح حسين الذي تم إبعاده إلي الأسكندرية ، وهناك تزوج من ابنة عمه شاهندة مقلد. عقد اجتماعا كبيرا بشبين الكوم 1958 بمناسبة الوحدة مع سوريا . وقفت شاهندة ” 20 عاما وقتها” وتكلمت وقالت أن الاقطاع ما زال قائما في مصر…هذه هي شاهندة مقلد ياحضرة الفاشي الذي يعلم جيدا فقط ان صوت المرأة ثورة فما باله ان علم انها شاهندة مقلد .