«الحل الوحيد لإنهاء مشكلات التمريض في مصر هو تحسين الأجور وزيادة الحوافز والبدلات» هكذا بدأ «فتحي رمضان» نقيب الممرضين حديثه حول أزمة مهنة التمريض في مصر مؤكدا علي ضرورة تحسين صورة الممرضين في وسائل الإعلام والعمل علي الارتقاء بالمهنة والتأكيد علي دور الممرضة ورسالتها في المجتمع، ومع أول نقيب رجل للممرضين «فتحي رمضان» كان لنا هذا الحوار وكان قد انتخب في شهر مارس الماضي. هل أنت راض عن وضع مهنة التمريض في مصر؟ - بالتأكيد هناك مشكلات عديدة تواجه الممرضين في مصر وعلي رأسها مشكلة نقص الإمكانيات حيث إن أجورهم متدنية للغاية وغير كافية ولا تساوي الجهد المبذول وساعات العمل علي الرغم من أن الممرضين المصريين من أفضل وأكفأ العاملين بالتمريض علي مستوي العالم إلا أنهم لا يحصلون علي ما يستحقون من أجور وبدلات وحوافز. وما السبب وراء العجز الشديد في أعداد الممرضين؟ - أعتقد أن هذا العجز نشأ بعد تطوير التعليم وتعديل دبلوم التمريض من 3 سنوات إلي 5 سنوات هذا بالإضافة إلي اتجاه الممرضين للعمل بالخارج والعمل بالمستشفيات الخاصة نظرا لضعف الأجور وقلة الإمكانيات ومن هنا كان العجز ولكن هذه المشكلة مع بداية عام 2011 ستكون في طريقها للحل حيث يتم تخريج دفعات المعاهد الفنية الصحية 5 سنوات الأمر الذي من شأنه سد هذا العجز أو تقليله. هل أنت مع فكرة فتح مجال التمريض للرجال؟ - المجال مفتوح للرجال منذ فترة طويلة والإقبال علي الكليات والمعاهد الفنية الصحية بين الرجال أكثر من النساء وترتفع في بعض المعاهد كما أن من المتوقع أن ترتفع أيضا في السنوات القادمة وهناك ممرضون رجال يعملون في الوقت الحالي في بعض المستشفيات. هل تري أن موارد النقابة كافية وما هي خطتك المستقبلية لزيادة الموارد؟ - بالتأكيد موارد النقابة لا تكفي لأي شيء حيث إن الوزارة تعطينا دعما سنويا قدره 20 ألف جنيه أي نصيب كل ممرضة يساوي قروشا صغيرة حيث تضم النقابة 170 ألف ممرض وممرضة هذا بالإضافة للاشتراك السنوي للأعضاء والبالغ 10 جنيهات وعن خطتي لزيادة الموارد تتمثل في مطالبة الوزارة برفع نسبة الدعم بما يساوي أعداد المشتركين والأعضاء وأيضا نعمل علي زيادة اشتراكات الأعضاء من 10 جنيهات إلي 20 جنيها حتي نتمكن من تحسين أوضاع الممرضين والارتقاء بمهنة التمريض ، وكذلك العمل علي تدريب الممرضين بشكل مستمر من خلال مراكز التدريب لرفع كفاءتهم وتطوير مهاراتهم. ما أهم المطالب التي من شأنها الارتقاء بمهنة التمريض وتحسين أوضاع الممرضين؟ - الحل الوحيد لكل مشكلات التمريض هو زيادة الأجوروزيادة الحوافز والبدلات من بدل سهر وبدل نوبتجيات وهذا يأتي من خلال تطبيق الكادر علي العاملين بمهنة التمريض ورفع الحد الأدني للسهر من جنيهين إلي 10 جنيهات وكذلك رفع بدل النوبتجية من 5 جنيهات إلي 20 جنيها، وصرف بدل الوجبة. هذا بالإضافة إلي تحسين صورة الممرضة في وسائل الإعلام والتأكيد علي أهمية دورها في المجتمع وأهمية رسالتها، أيضا توحيد زي التمريض علي مستوي الجمهورية، وأعتقد أن الوزارة بدأت في توحيد الزي منذ عام 2009، وأخيرا ضرورة زيادة معاهد وكليات التمريض لسد العجز. هل تري استجابة من قبل الوزارة لإنهاء أزمة الممرضين؟ - بالتأكيد هناك استجابة بدأت الأسبوع الماضي من خلال إصدار قرار رقم 292 لسنة 2010 برفع وزيادة الحوافز إلي 125% ونحن في انتظار تطبيقه في الأيام القادمة، كما أن هناك الكثير من المطالب مازالت مطروحة من قبل النقابة علي وزير الصحة حيث قدمنا مذكرة بزيادة بدلات السهر والنوبتجيات. وعلي الجانب الآخر نسعي لاستصدار قانون جديد تم إعداده ومقدم من النقابة لتنظيم العمل بمهنة التمريض وسيتم عرضه علي الدورة البرلمانية القادمة حتي يتم تضمين حقوق العاملين بالتمريض في هذا القانون. وما الدور الذي تقوم به النقابة في التعدي علي حقوق العاملين في بعض المستشفيات؟ - النقابة تسعي لحل أزمات الممرضين وكذلك تقف بجانب كل صاحب حق ولكن أدعو كل الممرضين بعدم إقامة إضرابات واللجوء للنقابة والسعي وراء مطالبهم من خلال القنوات الشرعية نظرا لأن مهنة التمريض مهنة حساسة ولا يجوز عمل إضرابات بشكل يؤثر علي المرضي. وبالنسبة لمشكلة ممرضات مستشفي شبين التعليمي قامت النقابة بالاتصال بالدكتور أسامة عبدالعظيم مدير المستشفي الذي وعد بالاستجابة لمطالبهن وزيادة البدلات. هل تعتقد أن الاستعانة بالعمالة الأجنبية لها تأثير علي وضع الممرضين المصريين؟ - بالتأكيد لأن أجورهم مرتفعة جدا بالنسبة لأجور الممرضين المصريين في حين أن المصريين لا يقلون كفاءة عنهم وإنما ما ينقصهم هو قلة الموارد والإمكانيات وبالتالي يضطر الكثير منهم للسفر للخارج لتحسين أوضاعهم المالية.