أقامت مؤسسة عالم واحد للتنمية ورعاية المجتمع المدني ورشة عمل بمناسبة مرور عام علي خطاب الرئيس الأمريكي أوباما للعالم الإسلامي. تركزت المناقشات في الجلسات حول ما جاء في الخطاب وما تحقق في الواقع عبر سياسات الرئيس الأمريكي من أقواله. كما ناقش المشاركون في الورشة ثوابت السياسة الأمريكية مشيرين إلي أنها لا تتغير وأن أساليب تنفيذها هي التي تختلف فقط باختلاف الرؤساء. وخلص الباحثون المشاركون في الفعاليات إلي أن هناك حالة من الاحباط تحيط الحديث عما حققه اوباما من وعوده التي طرحها خلال خطابه للعالم الإسلامي من جامعة القاهرة ، وأن آمال الناس مازالت معلقة في الهواء ولم تتحقق علي ارض الواقع . وقال الدكتور علي الدين هلال أن هناك تغيرا لفظيا حدث في العلاقة مع الإسلام والمسلمين يظهر في توقف المسئولين الأمريكيين عن الحديث عن إن الإسلام دين تطرف هذا فضلا عن التأكيد علي أن أمريكا ليست في حالة حرب مع الإسلام أو المسلمين ، والامتناع عن الحديث عن وجود صفات سلبية للإسلام والحديث عن الجوانب الايجابية له. وأضاف انه علي المستوي الاقتصادي والتنمية تم إجراء العديد من الزيارات للدول الإسلامية والحديث عن تنمية في هذه الدول من الناحية العلمية ، كما تم إدخال 30 دولة ضمن برنامج متابعة التغيرات المناخية الذي تديره ناسا ، وكذلك عقد مؤتمر لرجال الأعمال وتوجيه اوباما كلمة أمامه تؤكد علي ضرورة خلق شراكة مع الدول الإسلامية. وأشار هلال إلي تخلي الولاياتالمتحدةالأمريكية عن سياسة المواجهة في توجيه الانتقادات للنظم السياسية العربية والإسلامية البعيدة عن الديمقراطية والاكتفاء بالحديث عن الأسف أو الإدانة أو الأمل في التغيير لها . وعلي صعيد القضية الفلسطينية ، أشار إلي تراجع في حديث اوباما فقد تحدث عن إدانة الاستيطان في الأراضي الفلسطينية لكنه عاد وتراجع عن كل التصريحات. وانتقدت الدكتورة منار الشوربجي أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية ما أسمته "صرعة اوباما" وتحويله إلي "النبي المنقذ" والمبالغات التي أحيط بها . وأشارت الشوربجي إلي وجود ثلاثة أصوات في خطاب اوباما للعالم العربي والإسلامي من جامعة القاهرة وهي: صوت الإمبراطورية الأمريكية وكان هو الاعلي عندما تحدث عن العراق وأفغانستان حيث استمرار اتباع نظام فرق الموت الذي كان متبعا في أمريكا اللاتينية ، والبرجماتية كانت واضحة فيما يتعلق بإيران والديمقراطية في الشرق الأوسط . أما الصوت الثالث فكان بارزا في حديث اوباما عن القضية الفلسطينية واستخدامه كلمة "فلسطين" للمرة الأولي في حديث مسئول أمريكي ، وكذلك إدانته لإقامة المستوطنات علي الأراضي الفلسطينية . وقالت : بعد خطاب اوباما حدث توتر في العلاقات بين أمريكا وإسرائيل وهو ما أدي إلي التغيير في الشهرين الأخيرين ، منتقدة انتظار العرب بعد الخطاب أن يقوم اوباما بالتحرك وعدم تحركهم هم واستغلال شعبيته المرتفعة والتي زادت علي 60% . وأشار الدكتور عمرو الشوبكي الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية إلي أن اوباما في خطابه لم يقدم «برنامجا سياسيا» ولم يتحدث عن تفاصيل تحقيق وعوده ولم يحدد زمان إقامة الدولة الفلسطينية ، موضحا انه قدم رؤية فيها رد اعتبار للحضارة العربية والإسلامية . وأضاف أن الخطاب قدم معني إنسانيا ومحاولة لتقديم صورة ذهنية مختلفة عن الولاياتالمتحدةالأمريكية ، مشيرا إلي انه كان واضحا فيه نزع للموقف الأيدلوجي للتعامل مع العالم العربي والإسلامي. وانتقد الشوبكي المبالغة في الأمل والتوقعات التي صاحبت استقبال اوباما.