مرت سنة وانا لا اري الشمس في عز النهار بل عندي احساس بها ..20 -11 -2011 تركت عالم النور واتجهت لعالم الظلام اذا انطفت عيناي ..فإن قلبي نور لا ينطفئ … بهذه الكلمات القليلة عميقة المعني التي خرجت من قلب رضا عبد العزيز الشاب الذي فقد عيناه في احداث محمد محمود التي قالها في حواره “للأهالي” والتي تدل باختصار علي وضع رضا وجميع مصابين الثورة واحداث محمد محمود. كانت بداية الاحداث كما يقول “رضا ” نزلنا محمد محمود بعد تعامل رجال الداخلية والامن المركزي مع اهالي الشهداء والمصابين وفض اعتصامهم بالقوة من “صينية الميدان” ،نزلنا يوم 19 نوفمبر السبت ،وتم تصفية عين احمد حرارة . وفي اليوم التالي للاحداث يوم الاحد ،عندما كان رضا في الصفوف الاولي لمواجهة بطش رجال الداخلية للمتظاهرين تم اطلاق الرصاص علي احد اصدقائه وعندما ذهب له لكي يحمله بعيدا عن الرصاص بينما هو يرفع وجهه ويقف اذ به لم ير النور ثانية فقد اصيبت عيناه برصاص الخرطوش ولكنه لم يفقد الوعي ووقع ارضا وحمله المتظاهرون علي المستشفي الميداني عندما وجدوه ممسكا بعينه نقلوه لمستشفي الدمرداش الذي تسبب في تصفية العين اليمني اما العين الاخري فعندما كان الطبيب ينزع شظايات الرصاص من عينه تسبب في فصل الشبكية عنها ،ليصبح رضا الشاب المصري الجدع الحاصل علي دبلوم سياحة وفنادق والمخلص والغيور علي بلده فقد بصره واخر ما رأه هو دماء الشباب التي كانت تسيل في شوارع محمد محمود ،وهو يسمع باذنه كلمة “جدع يا باشا ” من قناص العيون وكان عليه ان يذهب للخدمة العسكرية في اليوم التالي. وخرج التقرير الطبي ان الاصابة كانت بأحد شوارع ميدان التحرير يوم 20- 11 في السادسة والنصف مساء بطلق ناري الي العينين ادي الي انفجار كامل في العين اليمني واصابة في العين اليسري ” اما في مستشفيات فرنسا اكدوا ان الامل في اعادة النور الي عيني هو في العين اليسري فقط .. وكان سفره الي فرنسا للعلاج علي نفقة سيدة الاعمال “هبة سويدي ” الذي يعتبرها بمثابة اما له ويرفض تشويه صورتها التي يسعي التيارات الرجعية لها .. اما عن صندوق رعاية المصابين واسر الشهداء فقال رضا إنه استكمل صرف مستحقاته المالية منذ حوالي اسبوع فقط !!. اما عن دور الاخوان في محمد محمود فكانوا يحاصرون المتظاهرين خارج الشارع تاركين الداخلية والمتظاهرين في المنتصف يقتلون بعضهم البعض بحسب وصف “رضا” ، وعن الوضع بعد انتخابات الرئاسة ونجاح د.محمد مرسي بالرئاسة يري “رضا ” ان الوضع سيشتعل اكثر وقال “لسة هيبقي في دم تاني وموت تاني وفي سيوف وقطع ايد وغيره طالما بيطالبوا بتطبيق احكام الشريعة” معلقا علي ما يحدث من التيارات الدينية قائلا مصر دولة مدنية ” احنا مش السعودية ” ..متسائلا بأي حق يحاسبني انسان مثلي مثله و”انتو مش ملايكة ولا انبياء “ويعلق “هما فاكرين نفسهم في قريش ؟؟ واشار “رضا” الي انه تم الاعتداء عليه من نشطاء اخوان حينما هتف بسقوط حكم المرشد في الميدان !! ومن جانبه يرسل “رضا” رسالة الي جماعة الاخوان المسلمين وجميع التيارات الاسلامية يقول فيها لا تنسوا اخواتنا وشركاءنا في الوطن الاقباط فالدين لله والوطن للجميع ” مضيفا بعفويته ” طبق شريعتك علي نفسك”. اما عن ظاهرة مسح الجرافيتي يجدها “رضا” انها طريقة استفزازية للمصابين وأهالي الشهداء هذا الشارع الذي سقط به العديد من الشهداء وسالت دماؤهم الذكية علي هذه الارض النقية والذين فقدوا نور اعينهم ليشعروا بنسيم الحرية فضلا عن المعتقلين السياسيين ..واذا هرد عليهم فانا هقلل من شأني قائلا “ميستاهلوش الرد”. وقال في نهاية اللقاء جزء من الابيات التي كتبها واسماها “حكاية شاب مصري” جدع يا باشا .. ضربتني ..من نور عنيا حرمتني .. جدع يا باشا اضرب كمان ده في رجالة في الميدان مسيرهم ياخدوا حقي بس هقولك كلمتين .. ضربك ده معلمش فيا ..بس قضي علي نور عنيا .. بس مسيره يرجع ليا واعرفك انا ابقي مين ..وارجع اشوف بعنيا الاتنين. واختتم كلامه بعبارة “علي نور عنيا انا زعلان ..كل مصري عينه هي عنيا”.