هناك من ينظرون باستخفاف وسخرية لتهديدات بعض قيادات الجماعات السلفية الجهادية التي تطالب بهدم تمثال أبو الهول والأهرامات والاثار الفرعونية مثلما فعلت حركة طالبان الارهابية في افغانستان عندما حطمت تماثيل “بوذا” التاريخية العظيمة في مشهد لم ينسه العالم حتي الآن, والحقيقة ان اكثر ما يقلقني في تصريحات المدعو “مرجان ” صاحب فتوي هدم أبو الهول هو استخدامه لصيغة جمع المتكلم عندما قال “يجب تحطيم الأصنام والتماثيل التي تمتلئ بها مصر والمسلمون مكلفون بتطبيق تعاليم الشرع الحكيم، ومنها إزالة تلك الأصنام كما فعلنا بأفغانستان وحطمنا تماثيل بوذا” , و للأسف لم يلتفت احد لعبارة “كما فعلنا في افغانستان ” التي ذكرها خلال الحوار الذي اداره الاعلامي وائل الابراشي في برنامج العاشرة مساء علي قناة دريم , كنت انتظر ان يسأله زميلنا الاستاذ وائل ماذا يقصد بتلك العبارة ؟ ومن الذين فعلوا في افغانستان هذه الفعلة الشنعاء. الشيء المذهل هو ظهور هذا الفكر وجماعاته في مصر بعد وصول جماعة الاخوان إلي سدة الحكم يتمثل في الشعارات التكفيرية الخطيرة التي يطلقها هؤلاء المتعصبون تجاه كل من يختلف معهم ، فهم علي قناعة بأنهم ليسوا فقط الفرقة الناجية، ولا حتي خير أمة أخرجت للناس، ولكنهم يعتبرون انفسهم شعب الله المختار وأنهم »وحدهم« يملكون الحق الحصري في فهم الدين، والحق الحصري في فهم مقصد الشارع والشريعة، والحق الحصري في تصنيف الناس بين مؤمن وزنديق. فهم يعترضون علي الدستور وشروطه، وعلي رأي الأزهر الشريف وشيخه المبجل، ويعتقدون أن لا أحد -إلا هم- يستطيع حماية الشرع والدين. اكثر ما اخشاه واتحسبه هو ان تتحول مصر إلي قاعدة جديدة تنطلق منها التنظيمات الارهابية الهاربة من افغانستان والعراق وليبيا وسوريا وقطاع غزة , ولعل مايحدث في سيناء من صراع بين الدولة والجماعات التكفيرية أن يكون اكبر دليل علي صدق مخاوفي التي تتزايد يوما بعد الاخر .