امتلأت الأجهزة الاعلامية البلغارية بتقارير شتي عن محاولات للتيار الأصولي المتطرف تارة وأخري للتيار الوهابي السلفي المتشدد باختراق للمسلمين البلغار ومن ذوي الأصول التركية الذين اعتنقوا الدين الاسلامي ابان الاحتلال العثماني لبلغاريا ولمنطقة البلقان الذي استمر طوال 5 قرون ، تخللها محاولات لأسلمة شعوب المنطقة بشتي الأساليب ، وذلك علي خلفية تفجير الأتوبيس السياحي الاسرائيلي بمدينة بورجاس شهر يوليو الماضي ، وعلي وقع محاكمة 13 مواطنا من أصول بلغارية وتركية في جلسات محاكمات منذ أوائل شهر سبتمبر الماضي ،بتهمة العمل علي قلب نظام الحكم والحض علي كراهية الدين المسيحي في اطار تمويل من منظمة الوقف الاسلامي السعودية. ولاتزال أصداء تلك المحاكمات تتردد ليل نهار في الأجهزة الاعلامية ، وتحذيرات النخبة السياسية بتوغل الاسلام السياسي المتطرف للبلاد في توظيف لحالات الفقر المدقع التي تعتري الأقلية المسلمة التي عددها 750 الف مواطن . لكن الجديد في الأمر علي خلفية ذلك توظيف الأزمة السورية لمصلحة التيار الأصولي علي الأراضي البلغاريةعبر اللاجئين السوريين من جهة ومن أخري عبر شيوخ الجمعيات الخيرية الاسلامية من قطر ومن ليبيا والعربية السعودية ، ووفقا لمصادر “الأهالي ” فقد زار صوفيا الأسبوع الماضي ثلاثة من كبار القادة العسكريين الليبيين السابقين الذين اشتركوا في الاطاحة بنظام العقيد القذافي ، وضمن قوات مايسمي بالجيش السوري الحر ،في اطار جولة بمنطقة الجنوب البلغاري التي تعج بالأقلية المسلمة ، بهدف بحث امكانيات انشاء معسكرات للاجئين (السوريين ) ، واستخدامها كمعسكرات للتدريب العسكري . وقد أكدت ذلك الخبر صحيفة 168 ساعة البلغارية واسعة الانتشار ، عبر بلاغ رسمي لمجلس الوزراء ومطالبته باتخاذ الاجراءات اللازمة ، ومن ضمن معلومات “الأهالي ” عبر بلاغ من السكان المسلمين البلغار الي ادارة الأديان التابعة لمجلس الوزراء البلغاري ، بأن مجموعة مكونة من ستة أشخاص ثلاثة من المذكورين ليبيون والأخرون قطريون عسكريون سابقون قادمون من قطر ، تحت مسمي جمعية “الرفاء” الخيرية القطرية ، باسم هدف معلن هو المساعدة علي بناء ملاجئ ايواء للفقراء والمحتاجين المسلمين البلغار وتشييد مساجد لهم . وقد أكد الخبير البلغاري المسلم “نيكولاي بانكوف ” بهيئة الأديان في معرص حديث صحفي ، أن انطباع السكان عن هؤلاء الستة ضمن جولتهم بالمنطقة أنهم كانوا يدعون لاتباع تعاليم مختلفة عن تعاليم الدين الاسلامي التقليدية والمعروفة التي يتبعها السكان المسلمون البلغار ، وقد أقام هؤلاء لفترة زمنية بغرف ملحقة بمساجد المنطقة . وتؤكد جلسات المحاكمات الجارية وتقارير أمن الدولة المقدمة للمحكمة وشهادات الموظفين بها عن وجود خطة سميت “بخطة العشر سنوات ” لأسلمة بلغاريا عبر حملات تمويل بدأت برصد من الأجهزة البلغارية وقدرت بمبلغ 400 ألف يورو للخلية البلغارية التي تحاكم الأن من منظمة الوقف الاسلامي ومقرها في اسطنبول ، كما رصدت الأجهزة تحركات مشابهة لمواطنين عرب في محافظات أخري بمساجدها في تقليد متبع في الاقامة بها ، برغم منع هيئة الأوقاف البلغارية لذلك من دون الحصول علي تصريح مسبق ، وحيث إن قانون الأسرة البلغاري يعطي الحق لدعوة الأقارب لزيارة البلاد ، كما أن قانون تسجيل الجمعيات الخيرية يحتوي علي ثغرات تتسرب من خلالها الجمعيات الخيرية الأصولية المتطرفة ، وعبر تصريح من هيئة الأوقاف فيما يتعلق ببناء مساجد جديدة اوعمليات الترميم للقديم منها ..ومن خلال الرصد والمتابعة علي سبيل المثال مولت جمعة “الارشاد “السعودية بناء 50 من المساجد الصغيرة بعدة قري بلغارية بالجنوب ، وتقوم حاليا تلك الجمعية بتمويل مبدأي بمبلغ 400 ألف يورو لبناء مسجد ضخم في محافظة ترجوفيشته .وتجري أجهزة أمن الدولة تحرياتها عن نشاط الطلاب البلغار المسلمين في بعثاتهم الدراسية بالدول العربية والاسلامية . لكن الغريب في كل ذلك التصريحات المتناقضة لنائب رئيس الوزراء وزير الداخلية “سفيتان سفيتانوف قبل أسبوعين في معرض الحديث عن الأزمة السورية وقضية اللاجئين السوريين الوافدين علي بلغاريا في قنوات تهريب عبر تركيا ، بأنه توجد ببلغاريا أماكن كثيرة لايوائهم ، الا أنه بعد عودته من حضور مؤتمر الحزب التركي الحاكم أشار بشكل مفاجئ الي تزايد أعداد الهجرة غير الشرعية للاجئين السوريين من الحدود التركية المتاخمة لمنطقة الجنوب البلغاري ، وتفسير ذلك بلغة السياسة بأن الحكومة البلغارية تتعرض لضغوط قوية تركية وأوربية لاجبارها علي استيعاب أعداد اللاجئين السوريين علي أراضيها بعد اغلاق الحدود التركية السورية في وجه الكثير منهم.