احتفلت الأوساط الثقافية المصرية بذكري وفاة عميد الرواية العربية نجيب محفوظ، فأقامت الهيئة العامة للكتاب ندوة تحت عنوان «ذكريات مع نجيب محفوظ» شارك فيها الروائيان جمال الغيطاني ويوسف القعيد وأدارها د. أحمد مجاهد. تحدث يوسف القعيد عن بعض الذكريات الخاصة بأديب نوبل مؤكدا أهم الصفات التي تميز بها طوال حياته ومنها «الالتزام» فقد كان يكتب في وقت محدد ويقرأ في وقت محدد، ولذلك وصفه صديقه الكاتب الساخر محمد عفيفي ب «الرجل الساعة» لشدة التزامه والدقة في المواعيد. وأضاف القعيد أن محفوظ كان يبدأ الكتابة في شهر أكتوبر من كل عام وينتهي في شهر أبريل أي في فترة الشتاء نظرا لأنه كان مصابا بحساسية في عينيه، تمنعه من ممارسة الكتابة في فصل الصيف. وأكد القعيد أن محفوظ كان طالبا متفوقا لذا بعد أن تخرج في الجامعة رشح لبعثة إلي فرنسا لاستكمال تعليمه إلا أنه تم استبعاده لخطأ في اسمه، فقد ظن رئيس الجامعة أنه «مسيحي» لأنه كتب اسمه الأول المركب «نجيب محفوظ» ولم يذكر اسم أبيه «عبدالعزيز» فقال رئيس الجامعة لقد أخذنا طالبا مسيحيا آخر ويكفي واحد، فقال له أنا طالب مسلم لكن كان القرار الجامعي قد نفد ولم يسافر محفوظ، والذي لم ييأس فقد بدأ في ترجمة بعض الكتب، وقد عرف في البداية كمترجم، ثم بدأ بعد ذلك في كتابة الروايات التاريخية التي بدأ بها مشواره الروائي. أما جمال الغيطاني فتحدث عن المقهي الذي شهد لقاء محفوظ بأصدقائه وتلاميذه من الأدباء والمفكرين وكان أول مقهي هو «صفية حلمي» بالأوبرا والذي أغلقت ندوته الأدبية والتي كان يقيمها محفوظ كل أسبوع في بداية الستينيات بعد الممارسات الأمنية المخيفة التي وجهت ضد تلك الندوة ثم كان الانتقال إلي «مقهي عرابي» وهناك كان اللقاء مع كثير من أبطال قصصه الحقيقيين. ثم كانت الانتقالة الكبري إلي مقهي «ريش» والتي ظل يجلس عليها حتي عام 1977 وتركها بعد اتفاقية كامب ديفيد لينتقل إلي «كازينو قصر النيل» والذي كان يجلس عليه مع شلة «الحرافيش». وقد أقام أتيليه القاهرة ندوة أيضا شارك فيها د. محمود الربيعي ود. عمار علي حسن ود. حسين حمودة وأدارها الفنان التشكيلي أحمد الجنايني وقد أشار الربيعي إلي ما أسماه ب «صورة نجيب محفوظ» مؤكدا أنه كان شخصية محبوبة تجتذب من يراها من خلال ابتسامته الودود. وأكد د. حسين حمودة علي التقنيات الفنية التي تميز بها أدب نجيب محفوظ والتي قامت علي التجريب في نمط الحكاية.