احتفلت الهيئة العامة للكتاب بذكرى نجيب محفوظ؛ حيث عقدت ندوة بعنوان "ذكريات نجيب محفوظ"، شارك فيها الأديبان يوسف القعيد وجمال الغيطاني، وأدارها أحمد مجاهد رئيس الهيئة، الذي قال: "توجد ثلاث مناسبات متعلقة بذكرى نجيب محفوظ؛ ذكرى وفاته وذكرى حصوله على نوبل وذكرى ميلاده، والهيئة المصرية العامة للكتاب اهتمامها بنجيب محفوظ، لا يتعلق بهذه المناسبات الثلاثة، فتوجد سلسلة نجيب محفوظ التي تصدر عن الهيئة، ويرأس تحريرها يوسف القعيد، ونجيب محفوظ من الكتاب القلائل الذين يتحدثون عنهم في الكتب، ولكن ما كتبه قد دفع ثمنه وهو على قيد الحياة ومن المفارقات العجيبة أن يمنحه الأجانب نوبل، ويطعن بمطواة في مصر." وأضاف مجاهد: "لا أعتقد أن نجيب محفوظ فاز بنوبل بالقدر الذي فازت به نوبل بنجيب محفوظ؛ فقد غسلت تحيزها بحصول كاتب عربي عليها، فكتاباته باقية سواء حصل عليها أم لم يحصل عليها."
وقال يوسف القعيد: "إن نجيب محفوظ بعدما تخرج كان يريد أن يسافر إلى فرنسا؛ لدراسة الفلسفة في باريس ليصبح أستاذًا جامعيًا بعد عودته، وعندما تقدم بأوراقه للحصول على بعثة، وسأل عن اسمه تصور الموظف أنه مسيحي فرفض الورق ولم يذهب للبعثة، ولم يحوله فشل بعثة فرنسا لإنسان معقد، وقرر وقتها أن يكون روائيًا، طالما أن هذا الباب أغلق وأخذ الأمر بجدية ومثابرة، وكان يكتب في البداية روايات تاريخية، ولكن توقف بعد كتابة ثلاث روايات عندما اكتشف أن جورج زيدان يكتب الرواية التاريخية، وبدأ محفوظ يكتب روايات من الواقع المعاصر."
وتحدث جمال الغيطاني عن المقاهي، في حياة نجيب محفوظ وذكرياته معه، وقال: "فقد لعبت المقاهي دورًا كبيرًا في حياة نجيب محفوظ"، وأضاف الغيطاني: "حتى عام 59 كنت أقرأ له، ولم ألتق به شخصيًا، ولفت نظري كتب تحمل أسماء الشوارع التي أعيش فيها؛ مثل زقاق المدق وقصر الشوق، وبدأت بزقاق المدق وفوجئت أنني أمام رواية تتجاوز الروايات الأجنبية التي كنت معجبًا بها."
وأضاف الغيطاني، أنه عندما كتب نجيب محفوظ "ثرثرة فوق النيل" وبلغ المشير بها وكان سيعتقل محفوظ، أصدر جمال عبد الناصر قرارًا بوقف اعتقاله فورًا.