شيء لا يصدقه عقل.. ولا يقبله أي مواطن مصري بسيط غيور علي بلده، هذا الذي قاله محمود أحمد علي رئيس اللجنة الاوليمبية المصرية في المؤتمر الصحفي الذي عقده ودافع فيه متحديا عن النتائج المخجلة والمخيبة للآمال التي حققتها البعثة المصرية المشاركة في دورة الالعاب الاوليمبية بلندن ووصفها بالافضل مقارنة بالنتائج التي تحققت في بكين 2008، وزاد علي ذلك بتأكيده المستفز علي عدم محاسبة الاتحادات التي اخفقت ولم تحقق ما وعدت به قبل السفر.. مشيرا في ذلك إلي عدم وجود لائحة عقاب.. يعني بصريح العبارة «اللي مش عاجبه يشرب من البحر» مرددا بذلك نفس الكلام وبنفس النغمة السخيفة المتعالية التي كان يستخدمها ويبرر بها منير ثابت رئيس اللجنة الاوليمبية الاسبق وشقيق حرم الرئيس المخلوع تلك الاخفاقات المتكررة بعد كل دورة اوليمبية. التاريخ سيظل يذكركم، كانت الفرحة عارمة في لوس أنجلوس 84 حين حقق محمد رشوان الميدالية الفضية في منافسات الوزن الثقيل في الجودو، وكان الحدث وقتها انجازاً عظيماً أعاد للاذهان انجازات أبطال مصر الأوليمبية العظام في المصارعة ورفع الاثقال وميدالياتهم الذهبية والفضية في الفترة من العشرينيات حتي بداية مشارف الخمسينيات ورفاقهم الذين سجلوا اسماءهم بحروف بارزة في سجل الشرف الاوليمبي. منذ دورة لوس انجلوس 84.. وفي كل الدورات الاوليمبية التي أقيمت بعدها لم تحقق أي بعثة مصرية «للأسوياء» أي ميدالية إلي أن جاءت دورة اثينا 2004 حين حقق كرم جابر ذهبية المصارعة الرومانية بجدارة واستحقاق في المصارعة الرومانية بينما كانت باقي الميداليات التي تحققت قد شابها الحديث عن أن القرعة قد خدمت اللاعبين وجنبتهم مواجهات مبكرة وأخري مؤثرة، وبطبيعة الحال اسهب النظام السابق في الحديث والطنطنة وأشاع جواً إعلاميا ورسالة تقول إننا دخلنا مرحلة الميداليات الأوليمبية من جديد، وأن الدورات القادمة ستشهد حصداً للعمل والجهد والتطور في التخطيط وخلافه.. وهذا بالطبع لم يحصل منه شيء في الدورة التالية ولحفظ ماء الوجه عادت البعثة المصرية من بكين بميدالية برونزية واحدة حققها هشام مصباح في الجودو وسط اختفاء تام لكل الالعاب الاخري التي كانوا يتحدثون عن تطويرها؟!! وكلنا يعرف.. كما يعرف رئيس اللجنة الاوليمبية ومن يشاركونه في تحمل مسئولية هذه المهازل والفضائح التي أساءت إلي سمعة مصر والمصريين، ان فضيتي كرم جابر وأبو القاسم يعود الفضل فيهما للاعبين انفسهم بعيدا عن أي ادعاءات كاذبة وان الحقيقة المرة والمؤلمة ان هذه البعثة التي فاقت في عدد افرادها كل البعثات السابقة جاء ترتيبها في المركز ال 58 عالميا والسابع افريقيا والثالث عربيا وبعد ذلك من فشل وفضيحة الملابس المضروبة التي نقلتها وكالات الأنباء إلي كثير من الدول وتحولت الي فضيحة عالمية.. وهذا التسيب الاداري الذي أدي الي تخلف المصارعين عن موعد المنافسات.. الحادثة المنفردة الوحيدة بين جميع البعثات يؤكد تمسك لجنته الموقرة باستكمال دورتها الانتخابية حتي 2013 وانه ليس من حق أحد.. حتي وزير الرياضة في محاسبة الاتحادات علي النتائج منتهي الاستفزاز والبجاحة وللحديث بقية.