يحلو لها صياغة كتابتها العلمية بأسلوب أدبي راق كما تهوي دمج الحقائق العلمية والنظريات في كتابتها الأدبية، كما تميزت اعمالها بالحس الإنساني، إنها الكاتبة منال القاضي الحاصلة علي درجة الدكتوراه في علم النفس. صاحبة روايات “حكايات المدينة السرية” و” لا ظل ولا صدي ” و”ياقلبي لاتحزن” ورغبات خفية «حكاية سيدة مصر القديمة» ولها مجموعتان قصصيتان بعنوان ” يحدث أحيانا ” والعين السحرية. بالإضافة لبعض الإصدارات العلمية في علم النفس مثل الصحة النفسية للطفل والمرأة والمراهقة ومشاكلها والتوحد المشكلة والحل. بالإضافة لسلسلة «افكار غيرت العالم». لماذا وجهتي سلسلة ” أفكار غيرت العالم ” إلي فئة عمرية محددة وهي 12 عاماً ؟ قراءات الأطفال لها دور كبير في تشكيل وعي هذه الفئة وبالملاحظة نجد ان الكتابة عن الشخصيات العامة غالبا ما تضعهم دائما في قالب العباقرة مما يترك انطباعا أن سبب نجاحهم هوعبقريتهم الفطرية ولكن في الواقع هم يمتلكون فكرة جيدة يعملون عليها بشكل مستمر وبإصرار ومعظمهم واجه كثيرا من العقبات خلال رحلة تحقيق النجاح. هل هناك رابط لتنوع اهتماماتك بين العلوم والآداب ؟ أنا مؤمنة بوحدة العلوم والفنون. حيث يربط بينهما الخيال فيقول آينشتاين “لاتقدم للعالم بدون الخيال ” فكان يحلو له التفكير في النظريات أثناء قراءة الروايات. فكل من العالم والأديب يحتاجان للخيال ومن أجمل الكتب العلمية التي قرأتها كتاب عن الجينات اسمه “همس من الماضي ” وسر جماله هو الأسلوب الأدبي الراقي الذي صيغ به، فهناك علاقة وثيقة بين الآداب والعلوم.والمثقف بوجه عام يجب أن تكون رؤيته شاملة لا تنحصر في تخصص.لابد أن يقرأ في مختلف العلوم. فالتخصص ضد الثقافة. هل للمثقف مقومات محددة من وجهة نظرك ؟ نعم لابد أن يكون لديه فكر ورؤية وهناك مقولة ” تحدث حتي أعرفك ” تحمل هذا المعني. و للأسف نحن لدينا إشكاليات كثيرة في الوسط الثقافي مثل الازدواجية فقد يصرح شخص برأي معين ويختلف هذا الرأي تماما إذا صرح به في وسائل الإعلام. فالمثقف هو من يحمل تصورا مستقبليا لما يمكن أن تسير عليه الأمور فمن وجهة نظري أحمد زويل مثقف بقدر ما هو عالم. ويجب أن يحدث تواصل بين المثقف والمتلقي وإلا فعلي المثقف أن يجلس في بيته لأنه كلما استطاع المثقف تبسيط الموضوع فهذا يعني أنه متمكن من زوايا الموضوع وهذا لا يعني ضحالة المعلومات وفقرها. ومثال علي هذا ” محمد عبده ” أحد الشخصيات التي طرحتها في سلسلة ” أفكار غيرت العالم ” كان يعتزم ترك التعليم بسبب تعقيد طريقة التعليم وأسلوب العلماء الذين كانوا يدرسون له في الجامع الأحمدي والتقي مصادفة بشخص استطاع إقناعه بأن العلم هو البساطة ولذلك إستطاع أن يصبح منارة لمصر وللعالم العربي. كما يجب أن يكون للثقافة دور مهم والا تفقد قيمتها. كيف ربطتي بين الثورة والجمال والفن في كتاباتك الأخيرة ؟ تم تجسيد نموذج المدينة الفاضلة في الثمانية عشر يوما الأولي حيث لا وجود لخلافات ايديولوجية، ولم يكن هناك مسلم ومسيحي ولم يكن هناك يساري او اخواني ثم حدثت الانقسامات فيما بعد وظهرت أيديولوجيات متنوعة وبدأت المصالح الشخصية تطغي. ولقد سجلت هذا في رواية حكايات المدينة السرية وحاولت تجسيد الصور الأولي للبهجة والدهشة والألم المصاحبين للثورة فهذه اللقطة الصافية لا أريد لها أن تندثر مع الأحداث لأن بها ما يثير إلهام المبدعين وسيصاغ في الكثير من الكتابات أما ما حدث من إشتباكات بعد ذلك فهو شيء مؤسف وليس ملهما. ما أكثر شيء ظل عالقا في ذهنك من جماليات الثورة ؟ اختفاء جميع الفروق بين المصريين، إيثار الغير، فكثير ممن كانوا بالميدان كانوا مرتاحين إلي حد ما اجتماعيا وماديا ولكنهم نزلوا يطالبون بحقوق الآخرين فالتفكير في الآخر كان أكثر شيء لفت نظري. هل انتهي دور الفن والجمال ؟ أعتقد أننا في حاجة ملحة للفن والجمال لإنقاذ أدبيات الحوار حيث يستحيل علي إنسان يمتلك حاسة تذوق الفن والجمال أن يتدني اسلوبه في الحوار والتعبير، كما هو قائم في الفترة الحالية، ولكن سيلجأ إلي ما يملكه من رقي إنساني يمكنه من التعبير بطريقة قد تقنع خصومه قبل مؤيديه، واتمني ان لانفتقد الجانب الجمالي في خلافاتنا. ما الذي يدفع المبدع للكتابة من وجهة نظرك؟ الرغبة في تغيير العالم ” لان العالم الموجود يختلف عن العالم كما يتخيله ولذلك يحاول أن يحدث نوعا من التقارب، فهو لديه أفكار يحتاج تخليدها لعلها تحدث تغييرا في فكر ورؤية القارئ. وليس الهدف هو الكتابة لمجرد الكتابة والا لا داعي للنشر!