تنسيق 2025.. هؤلاء الطلاب مرشحون لجامعة "ساسكوني مصر"    "مايكل وملاكه المفقود" لهنري آرثر جونز.. جديد قصور الثقافة في سلسلة آفاق عالمية    مقتل محامٍ في كفر الشيخ.. ووكيل النقابة: اعتداء وحشي    قبل عيد الأضحى 2025 .. أسعار الماعز والضأن في أسواق الشرقية    كامل الوزير: تذكرة المونوريل بنصف تكلفة بنزين السيارة    مسيرات تحلق فوق سفينة أسطول الحرية ومخاوف من هجوم إسرائيلي    اليوم.. مجلس الأمن يعتزم التصويت على قرار لوقف حرب غزة    البيت الأبيض: ترامب يأمل في أن تقبل إيران مقترحه وإلا فالعواقب وخيمة    إنذارات غير واقعية.. ماذا قالت أوكرانيا على شروط السلام الروسية؟    القنوات الناقلة لمباراة ألمانيا والبرتغال في نصف نهائي دوري الأمم الأوروبية    "ظهور يوريسيتش".. 3 صور لاحتفال جدو مع زوجته بالفوز بدوري أبطال أفريقيا    رسميا.. رفع إيقاف قيد الزمالك    ظهور وزير الرياضة في عزاء والدة عمرو الجنايني عضو لجنة التخطيط بالزمالك (صور)    «إنتوا هتجننونا».. خالد الغندور ينفعل على الهواء ويطالب بمنع زيزو من المشاركة مع الأهلي في المونديال    انتداب المعمل الجنائي لمعاينة حريق سوق الخضار بالشروق    جدول امتحانات الثانوية العامة 2025 للشعبتين علمي وأدبي (جديد وقديم).. باقٍ 10 أيام    مفاجأة في حالة الطقس خلال عيد الأضحى 2025 : استعدوا ل «منخفض الهند »    مصرع وإصابة 17 شخصا في انقلاب ميكروباص بالمنيا    مشعر منى يتزين ب«الأبيض» بقدوم حجاج بيت الله في يوم التروية الآن (فيديو)    ضبط المتهم بقتل سيدة ونجلها فى حلوان    ربنا اختارها في أيام مباركة.. نادية الجندي تبكي على الهواء بعد وفاة سميحة أيوب    ليلى علوي تنعى الفنانة سميحة أيوب: "كانت الأم المشجعة دايمًا"    موعد أذان فجر الأربعاء 8 من ذي الحجة 2025.. ودعاء في جوف الليل    تحذير إسرائيلي لسكان غزة من التوجه إلى مراكز توزيع المساعدات    هزة أرضية جديدة تضرب جزيرة كريت اليونانية الآن (بؤرة الزلازل)    «احنا الأهلي».. رد صادم من ريبيرو على مواجهة ميسي    دعاء النبي في يوم التروية.. الأعمال المستحبة في الثامن من ذي الحجة وكيفية اغتنامه    «حسبي الله فيمن أذاني».. نجم الزمالك السابق يثير الجدل برسالة نارية    النيابة تستكمل التحقيق مع 5 عمال فى واقعة التنقيب عن الأثار بقصر ثقافة الأقصر    كندا تخطط لإزالة الرسوم الجمركية الصينية على منتجاتها الزراعية    رئيس حزب الجيل: إخلاء سبيل 50 محبوسًا احتياطيًا من ثمار الجمهورية الجديدة    يُعد من الأصوات القليلة الصادقة داخل المعارضة .. سر الإبقاء على علاء عبد الفتاح خلف القضبان رغم انتهاء فترة عقوبته؟    موعد مباراة البنك الأهلي وإنبي في كأس الرابطة المصرية والقنوات الناقلة    90.1 % صافي تعاملات المصريين بالبورصة خلال جلسة منتصف الأسبوع    للتنظيف قبل العيد، خلطة طبيعية وآمنة لتذويب دهون المطبخ    الهلال يسعى لضم كانتي على سبيل الإعارة استعدادا لمونديال الأندية    تعرف على أهم المصادر المؤثرة في الموسيقى القبطية    سعر الدولار الآن أمام الجنيه والعملات العربية والأجنبية قبل بداية تعاملات الأربعاء 4 يونيو 2025    طفاطف جديدة وخطوط سير في رأس البرّ خلال عيد الأضحى بدمياط    تأخر شحنة مهمة ينتظرها وعطل في المنزل.. برج العقرب اليوم 4 يونيو    تامر حسني: «زعلان من اللي بيتدخل بيني وبين بسمة بوسيل ونفسي اطلعهم برة»    رشوان توفيق ينعى سميحة أيوب: موهبتها خارقة.. وكانت ملكة المسرح العربي    أبرزهم شغل عيال وعالم تانى.. أفلام ينتظر أحمد حاتم عرضها    مي فاروق توجه رسالة نارية وتكشف عن معاناتها: "اتقوا الله.. مش كل ست مطلقة تبقى وحشة!"    مسلم يطرح أحدث أغانيه "سوء اختيار" على "يوتيوب"    "تنمية المشروعات" يواصل دعم الإسكندرية: تفقد مشروعات بنية أساسية وتوقيع عقد تمويل ب30 مليون جنيه    رئيس الأركان يعود إلى مصر عقب انتهاء زيارته الرسمية إلى دولة رواندا    رئيس الوزراء يشهد توقيع عقد شراكة وتطوير لإطلاق مدينة «جريان» بمحور الشيخ زايد    «الإفتاء» تنشر صيغة دعاء الخروج من مكة والتوجه إلى منى    حملات مكثفة على المنشآت الغذائية استعدادًا لعيد الأضحى المبارك بالمنوفية    بمكون منزلي واحد.. تخلصي من «الزفارة» بعد غسل لحم الأضحية    رجل يخسر 40 كيلو من وزنه في 5 أشهر فقط.. ماذا فعل؟    "چبتو فارما" تستقبل وزير خارجية بنين لتعزيز التعاون الدوائي الإفريقي    "صحة المنوفية": استعدادات مكثفة لعيد الأضحى.. ومرور مفاجئ على مستشفى زاوية الناعورة المركزي    «قبل ساعات من العيد».. الضأني والماعز يتصدران أسواق الأضاحي بالمنيا عام 2025    ماهر فرغلي: تنظيم الإخوان في مصر انهار بشكل كبير والدولة قضت على مكاتبهم    لأول مرة.. الاحتلال يكشف أماكن انتشار فرقه فى قطاع غزة..صورة    هل تكبيرات العيد واجبة أم سنة؟.. أمين الفتوى يُجيب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



محمد نوح.. عاشق الوطن والموسيقي
نشر في الأهالي يوم 07 - 08 - 2012

المبدع هو اكثر الناس حظا لأن رحيله لا يعني انقضاء دوره في الحياة، فعندما يرحل الجسد تبقي روحه متمثلة في اعماله محلقة حول الجماهير، ولا سيما اذا كان يحمل وجهة نظر جديرة بالاحترام ومشروعا فنيا عريقا ومثمرا.
غيب الموت محمد نوح (75عاما) بعد عناء مع المرض، لكنه سيظل عنوانا للتفرد ليس علي مستوي الغناء والتلحين وانما كواحد من اعمدة الفن في الوطن العربي، ناقدا ومحللا وعازفا ومواطنا قبل كل شيء يعشق وطنه ويتفاعل مع كل ما يحدث له.
لو كان في قلبك شيء قوليه
الحزن هيفيدك بايه
يا سكة مفروشة بامل
مشوارنا حطوا العزم فيه
يا بلدنا سيبك م الدموع
قوم اقلعي توب الخضوع
ده الحق لسه بيتجلد
مدد مدد
هكذا كان يغني، ورغم ان الكلمات معبرة ومحرضة، تحرك السكون والخنوع القابع في الارجاء، يأتي الغناء ليزلزل الارض ويعيد ترتيب مفردات الانتفاض والثورة بصوته الشجي المعبر الذي يذوب في المعاني وينطلق في الصدور المشتاقة .
كانت اغنياته “مدد” و “شيلي طرح الحزن السوده” و “من صغر السن ” في الفترة من68 حتي سنة 70، وهي الفترة التي انتشرت فيها اغاني “الطشت قاللي” و “انت اللي قتلت بابايا” والغريب أن اغنياته مورس عليها المنع والتعتيم وأفسح المجال لكل الاغاني التي غيبت العقل. فلم يكن الطريق ممهدا بعد النكسة لتغيير الذوق العام الذي تدني، وان كان ذلك تغير بعد نصر اكتوبر.
أول الغيث كان في المسرح الغنائي ممثلا ومطربا في مسرحية «سيد درويش» 1966، أجاد العزف علي عدة آلات موسيقية بينها البيانو والعود والكمان والناي. ولحن كثيرا من الموشحات والاغاني للعديد من نجوم الغناء، أمثال : نجاح سلام وعلي الحجار ومحمد الحلو ومحمد ثروت وعفاف راضي، وظهر نبوغه وتفوقه في الموسيقي التصويرية لعدد كبير من الأفلام الفنية، وكانت له تجربة اخراجية وحيدة من خلال فيلم «رحلة العائلة المقدسة». كون فرقة موسيقية اطلق عليها اسم «النهار» وقدم من خلالها موجة جديدة من الأغاني الوطنية الحماسية، ثم أعقبها بتكوين فرقة من افراد عائلته، اشترك في عدد من الأفلام السينمائية «الزوجة الثانية» و«السيد البلطي» عمل محمد نوح أستاذا للصوتيات بمعهد السينما وله الكثير من الأبحاث في الموسيقي الفرعونية والتاريخ الفرعوني واللغة المصرية القديمة، قام بتلحين وتأليف واخراج مسرحية «سحلب».
ومن المصادفات التي لا أنساها وهي أن جمعتني بالراحل ورشة عمل عن تطوير التعليم الابتدائي اقيمت بالعين السخنة في اواخر التسعينيات، وربما يبدو من أن العنوان أنه غريبا بالنسبة لاهتمامات فنان، ولكن الأمر لا يبدو غريبا عندما يقترن بمحمد نوح المهموم بوطنه ومشاكله، ورغم أن الورشة ازدحمت بالمتخصصين الذين قدموا ابحاثا عدة للنهوض بالتعليم، ظل محمد نوح محل اهتمام الجميع لما كان يطرحه من افكار ورؤي كانت تلقي اهتماما كبير داخل الاجتماعات، اما بعد انتهاء المناقشات كان الجميع يلتفون حوله في محاضرة تثقيفية عن الموسيقي ومدارسها المختلفة في العالم وأشهر المؤلفين الموسيقيين الذين اسهموا في النهوض بها، ثم يفتح الحوار للاسئلة حول أي شيء يتعلق بالموسيقي، فقد كان يري أن النهضة العلمية لابد أن تصاحبها نهضة موسيقية ترقي الذوق وتهذب الأذن مما تسمعه.
تعرض محمد نوح لتجاهل من وسائل الاعلام وبعض الشخصيات التي كانت لا تعجبها آراءه وانتقاداته المستمرة ، خصوصا في الفترة التي كان يكتب فيها بصحيفة الوفد، واقتصر الاهتمام علي اسماء بعينها من المحاسيب الذين احتلوا المشهد بكامله، لكنه لم يخفض الرجل رايته ولم يداهن وظل وافيا لقناعاته ومبادئه، وعندما اشتد المرض عليه انزوي وفضل الاحتجاب، راضيا بما قدمه، رغم انه كان لديه الكثير، وفي السطور التالية – التي قالها في مذكراته – ربما يجد القارئ معاني كثيرة وحقائق أكثر حول أزمته الحقيقية « الابداع لا يشيخ ابدا لأنه مرتبط بالعقل الإنساني والعقل بطبيعته لا يكبر بالعكس فهو ينضج ويفهم أكثر كلما مر الوقت عليه لكن الجسد يشيخ ويكبر حتي يصل الي المرحلة التي يفقد فيها قدرته علي الحركة وهنا يفقد الإنسان رغبته في الحياة و هذا هو ما أشعر به بالضبط فأنا وصلت الي المرحلة التي فقدت فيها الرغبة في الحياة واصبحت انتظر الموت وكأنه موعد مبهج مع صديق افتقد رؤيته من زمن طويل ».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.