فرضت الأحداث السياسية المصرية المتسارعة والمقلقة لكثير من دول العالم الشرقية والغربية ، نفسها علي الصحافة العالمية حيث أشارت صحيفة نيزافيسيمايا غازيتا الروسية إلي جدل يدور حاليا بين المراقبين، حول قدرة مصر، علي تفادي حصول مجابهة بين الإسلاميين، والمجلس الأعلي للقوات المسلحة، علي خلفية القرار الذي أصدره الرئيس محمد مرسي، يوم الأحد قبل الماضي، بإلغاء قرار حل البرلمان. وتبرز الصحيفة ما يراه بعض المراقبين من أن الجنرالات، من المستبعد أن يغفروا لمرسي هذا التحدي المفتوح لسلطتهم. لكن المستشرق الروسي أليكسي فاسيليف يرجح أن يدخل الطرفان في حوار هادئ، يفضي إلي حلول وسط، تكفي البلاد شر الوقوع في مستنقع الفوضي والعنف. ولعل ما يرجح هذا الاحتمال، هو أن نائب وزيرة الخارجية الأمريكية وليام بيرنس، التقي مرسي مؤخرا، وسلمه دعوة من الرئيس أوباما لزيارة البيت الأبيض. وهذه الخطوة الأمريكية، تعكس رغبة الولاياتالمتحدة في التفاهم مع الإسلاميين، الذين أصبح وجودهم في السلطة حقيقة لا يمكن القفز فوقها، في بلد يعتبر الحليف الأهم للولايات المتحدة، في منطقة الشرق الأوسط. الصراع .. ومستقبل الأمة اعتبرت صحيفة “لوس أنجلوس تايمز” الأمريكية أن قرار المحكمة الدستورية بوقف قرار الرئيس محمد مرسي الخاص بدعوة مجلس الشعب للانعقاد رغم قرار حله الشهر الماضي، أبرز دليل علي تصاعد الصراع الدائر حاليا في مصر بين الرئيس مرسي من جهة، والجيش والقضاء من جهة أخري، ويبعث برسائل مقلقة حول مستقبل الأمة الذي لا يزال متشابكا. وقالت الصحيفة إن الصراع علي السلطة في مصر تصاعد بين الجيش والقضاء من جهة والرئيس الإسلامي المنتخب حديثا الذي تحدي أمر المحكمة باستئناف البرلمان المنحل عمله الثلاثاء قبل الماضي، في تطور سياسي مقلق حول مستقبل أمة لا تزال متشابكة في إرث مبارك، حيث شكل انعقاد البرلمان الذي يهيمن عليه الإسلاميون لفترة قصيرة الثلاثاء نصرا رمزيا للرئيس مرسي واضافت أن البرلمان يعتبر أكبر معركة بين الإخوان والجيش، خاصة أن الجماعة تسيطر علي نحو 50% من البرلمان، ومع مرسي، الذي وصل لسدة الحكم يري الإسلاميون أنها لحظة تاريخية لدفع جدول أعمالهم ، ويسعي الجنرالات الذين تم تعيين عدد كبير منهم خلال حكم مبارك لوقف مثل هذه الطموحات. وأوضحت الصحيفة إن المخاطر باهظة بالنسبة للجانبين، فالاقتصاد متعثر وكثير من المصريين يشعرون بالإحباط بسبب الاضطرابات التي تبدو بلا نهاية وولدت مع الثورة التي أطاحت بالرئيس مبارك قبل 17 شهرا. وكان رئيس البرلمان سعد الكتاتني حرص علي عدم إثارة الجيش أو المحكمة الدستورية العليا خلال انعقاد جلسة البرلمان يوم الثلاثاء قبل الماضي، وعرض حلا وسطا بإعادة انتخاب 30% من البرلمان والتي كانت مخصصة للمرشحين المستقلين. وأضاف:”البرلمان يعرف حقوقه ولن يتداخل مع القانون.. إننا نجتمع اليوم من أجل البحث عن سبل لتنفيذ الحكم”. وأشارت الصحيفة إلي أنه من غير المؤكد ما إذا كان الجيش، الذي منح نفسه مؤخرا كل السلطات التشريعية، أن يقبل منطق الكتاتني، وقال المتحدث إن البرلمان لن يجتمع مرة أخري إلا بعد أن يحصل علي قرار بشأن حكم المحكمة، ومع ذلك، أصدرت المحكمة العليا حكما بوقف قرار الرئيس الخاص بعودة البرلمان للانعقاد. وحذر الجنرالات مرسي من تحدي قرارات المحكمة الخاصة بالبرلمان، لكن الجيش كما يبدو ليس لديه رغبة في المواجهة، وعلي عكس السابق، لم يمنع الجنود النواب من دخول مبني البرلمان كلينتون .. وثلاث مشاكل تحت عنوان “الفوضي المصرية” سعت صحيفة “لوس أنجلوس تايمز” الأمريكية لاستعراض المشاكل التي تواجه العلاقات المصرية الأمريكية التي شهدت حالة فتور كبيرة منذ الإطاحة بالرئيس السابق حسني مبارك، مشيرة إلي أن العلاقات بين البلدين ساعدت مصر كثيرا خلال الاوقات العصيبة، وهناك ثلاثة أسباب تقف حائلا أمام استئناف العلاقات الوثيقة بين الطرفين، أهمها الديمقراطية، والعلاقات مع إسرائيل، وتنامي الكراهية لواشنطن في مصر بعد الثورة. وقالت الصحيفة في افتتاحيتها إن زيارة وزيرة الخارجية “هيلاري كلينتون” لمصر هذا الأسبوع لن تكون كافية تقريبا للبدء في إصلاح ما تعانيه العلاقة بين الولاياتالمتحدة ومصر، فبعيدا عن الابتسامات الدبلوماسية والمجاملات، هناك ثلاثة أسباب أساسية جعلت علاقات البلدين في أدني مستوياتها، ويجب أن نواجهها عاجلا وليس آجلا. أولا، مشكلة الديمقراطية: فقد عانت مصر خلال ال 18 شهرا منذ ثورة يناير 2011 لإعادة تشكيل النظام، والخبر السار في هذه الفترة أن مصر لديها منافسة سياسية، والخبر السيئ هو أن القوتين اللتين تتنافسان – الجيش وجماعة الإخوان – غير ديمقراطية بصورة متأصلة، وربما حتي مناهضين للديمقراطية، سواء في الهيكل أو الفلسفة.. وفي بعض الأحيان خلال المنافسة تقوم هذه القوات بحماية مصالحهما الخاصة علي حساب رؤية وطنية حقيقية لهذا البلد، فالخسائر في هذه اللعبة “طويلة”، ودخول الولاياتالمتحدة إلي اللعبة أشعل الأمور، فكلينتون ستقول إن كل الأمور في نصابها الصحيح، ومع ذلك، هي بين الإسلاميين الذين لديهم كثير من القيم التي لا يمكن مشاركتها -مثل رفض المساواة بين الجنسين-، أما الجنرالات الذين يعتقد أنهم يقوضون الأمل في التغيير الديمقراطي، لكنهم سيحافظون علي مصالح الولاياتالمتحدة الأمنية ومعاهدة السلام مع إسرائيل. وثانيا، مشكلة إسرائيل، لنكن واضحين حول شيء واحد، لقد بدأت العلاقة الحميمة بين الولاياتالمتحدة ومصر كنتيجة مباشرة لمعاهدة السلام المصرية الإسرائيلية، وبدون أنور السادات ومناحيم بيجن، لما كان هناك أي مساعدة عسكرية واقتصادية لمصر كل تلك السنوات منذ اتفاقات “كامب ديفيد” عام 1978 ومعاهدة الصلح عام 1979 بين مصر وإسرائيل، وإذا كانت العلاقة بين مصر وإسرائيل ليست جيدة، كيف نتوقع أن تبقي العلاقة بين الولاياتالمتحدة ومصر علي القضبان؟ والجيش يلتزم بالمعاهدة، ورغم أنه كان من الصعب الحصول علي ما يكفي من مبارك لزيارة إسرائيل أو استقبال رؤساء وزراء إسرائيليين، إلا أننا دعونا نري كيف سيفعل الرئيس المنتخب حديثا محمد مرسي ، الرهان هو أنه بما أن الخطاب المعادي لإسرائيل سيصبح أكثر سخونة، فإن ردة فعل الولاياتالمتحدة ستكون إعاقة المساعدات لمصر. ثالثا،كراهية المصريين لأمريكا وسياستها، فتحت حكم مبارك يمكننا تأكيد حقيقة أن معظم المصريين لم يكونوا يكرهون سياسة أمريكا في الشرق الأوسط، والآن لن يكون ذلك أمرا سهلا، ففي أحدث استطلاعات لمركز بيو، وجد أن 76% من المصريين ينظرون نظرة سلبية لإدارة أوباما؛ و25% فقط تؤيد إعادة انتخابه، و85% لديها وجهة نظر مناهضة للولايات المتحدة بشكل عام.. واختتمت الصحيفة تقريرها بالقول إن علاقات الولاياتالمتحدة ومصر تمر في بعض الأوقات بظروف صعبة، وإننا ننسي الحلول أو طريقة التغلب علي هذه التحديات، ويتعين علينا القيام ببعض الخطوات لإذابة جبل الجليد الذي يخيم علي العلاقات منذ الإطاحة بالرئيس مبارك. مرسي .. ومشكلة البطالة وتحت عنوان” بالنسبة للحكومة الاسلامية الجديدة في مصر، فان توفير الوظائف تمثل اولوية قصوي” كتب ستيف هيندريس يقول: بعد صعودهم المثير لسدة الحكم فإن الزعماء الجدد – الذين لم يتم اختبارهم بعد – يجدون انفسهم الآن وجها لوجه امام اولوية قصوي تتمثل في توفير الوظائف التي تحتاج اليها مصر. واضاف الكاتب أن الربيع العربي قد اسفر عن تردي الاوضاع الاقتصادية. فمع وجود المتظاهرين في ميدان التحرير ، فر المستثمرون الاجانب وابتعد السائحون عن مصر، واغلقت المشروعات التجارية ابوابها. وارتفعت معدلات البطالة لاسيما في اوساط الشباب. وانخفض معدل النمو بشدة ووفقا لبعض المقاييس فان ما يزيد علي نصف تعداد السكان يعيش تحت خط الفقر. وبالنسبة لمحمد مرسي وهو اول رئيس منتخب بطريقة حرة في تاريخ البلاد الذي يعود الي عصر الفراعنة فان التوقعات المعلقة عليه تعد عالية للغاية. وذكر الكاتب ان مصر تناضل من اجل دفع فواتيرها الدولية . واشار الي ان تحركات مرسي تخضع للمراقبة لمعرفة ما اذا كان صعود الاسلاميين يتعلق بالكفاءة ام بالايديولوجية