من هم نجوم مصر من خلال الإعلام؟ وكيف يقرر الاعلاميون أهمية الشخصيات التي يقدمونها علي شاشاتهم؟ وهل يوجد ميثاق شرف إعلامي علي القائمين علي قنواتنا تنفيذه من خلال ما يقدم لنا عبر مساحة زمنية كبيرة تساوي ساعات اليوم كله «24 ساعة»، وهل يوجد قانون يقرر نوعيات البرامج الضرورية لفئات المجتمع، بالطبع اتحدث عن خرائط يضعها المسئولون عن قنواتنا، ولكنها تتجاهل الكثير من الضروريات في حياتنا فلا توجد برامج عن الثقافة والفنون وعن الاسرة والصحة، وايضا لا توجد برامج خاصة تبحث عن النماذج المضيئة والملهمة بين ابناء الشعب؟. والسؤال الان ينطبق ايضا علي البرامج الرياضية وهل توجد الا باستثناء برامج رياضة واحدة هي كرة القدم؟ هل ينتظر الاعلام أخبار البطولات، والابطال من هنا وهناك، أم أن عليه البحث عن الابطال في كل مكان، من القاهرة والاسكندرية الي 27 محافظة مصرية ليقدم ما بها من نماذج بشرية تستحق المعرفة والانتباه، والتحية، هذه القضية القديمة، المتجددة، أعادتها الي كلمات خمسة من ابطال مصر في اللعبات الرياضية الفردية كالچودو والمصارعة ورفع الاثقال والكاراتيه، ابطال كبار حققوا الكثير من البطولات، يمتلكون البطولات الافريقية وبطولات البحر المتوسط، وقارات بعيدة ويتطلعون الان الي الدورة الاولمبية القادمة في فرنسا، اما سبب اجتماعهم معا، وفهمنا كمشاهدين للكثير مما يعانونه، فهو برنامج «كلمة اخيرة» علي شاشة قناة «اون» في الاسبوع الماضي، ودأب مقدمة البرنامج لميس الحديدي في دفعهم للتعبير عن أزماتهم بعد هروب لاعب المصارعة بغدودة والقلق الذي أثاره، وحيث بدت المشكلة مادية اساسا، ولكن البرنامج أضاف اليها الكثير ليضعنا في حالة فهم ووعي بما يحدث لأبطال اللعبات الفردية، الذين يرفعون الراية المصرية دائما، ويضعون بلدهم ضمن بلاد العالم المتقدمة، لكنهم يعانون كثيرا من أشياء كثيرة، ومن الاعلام تحديدا، ويكفي ان نري هذه الايام صور نور الشربيني بطلة العالم في رياضة الاسكواش في فيديوهات وتقارير اعلامية دولية، ونعرف انها وغيرها من البطلات المصريات يسيطرن علي هذه الرياضة في انجلترا وامريكا ومع ذلك، لا يذكر هذا حتي في؛ فتافيت ؛نشرات الاخبار اليومية!. القلق الأول والأهم ليس الامن المادي فقط هو ما يعانيه الابطال، ولكن النظام الاداري نفسه، وعدم وضوح الرؤية تجاه مسيرة لا يعرف البطل او البطلة متي تنتهي سواء مع حمل الاثقال او المصارعة او الجري او الجودو او الكاراتيه، انها ألعاب القوة البدنية التي تحتاج الي استعداد خاص وشاق، تدريبي، وبدني وغذائي، وتحتاج الي وقت كامل للوصول الي اللياقة المطلوبة للبطولة، ومن هنا اجمع الابطال الذين استضافهم البرنامج «سارة سمير وكريم كحلة في رفع الاثقال، هيثم فهمي في المصارعة، وعلي الصاوي في الكاراتيه ومحمد عبد الموجود في الچودو» اجمعوا علي امور عديدة لعل اغربها ضرورة وجود طبيب معهم في البطولات التي يذهبون اليها خارج مصر!، وضرورة الشعور بالامان لمن يقضي وقته كاملا لأجل التفوق والميدالية، وحيث ردد اغلبهم كلمات مهمة «اضحي بوقتي كله الذي هو اغلي ما املكه الان» و«محتاج للشعور بالامان» و«حياتي غير مستقرة»، وليكشف احدهم أن مكافآت اليوم لم تتغير منذ دورة ألعاب البحر المتوسط من عشرين عاما !!، اما الاصعب فهو المستقبل، فماذا يفعلون بعد فترة اللعب والبطولات؟، وكيف يبدأ كل منهم البحث عن وظيفة، وشقة، ودخل، ولماذا لا يقبل الرعاة علي دعم الابطال، باستثناء راع واحد، ولماذا لا تكون الرعاية اجبارية كما حكت سارة سمير عن الصين «حيث يجد اللاعب الوظيفة والشقة والسيارة وكل ما يتمناه كواجب الزامي علي الشركات الكبري بأمر الدولة»، اما الاغرب، والاكثر تأثيرا كما قال الابطال فهو موقف الاعلام منهم، «لماذا لا يرانا الاعلام، وليه مش بيقدمنا للناس مع ان كل حياتنا ووقتنا رايحة لهدف واحد هو التفوق والبطولات، واسم مصر»، هل يعرف احد الاجابة؟ لكننا علي الاقل نعرف الاسباب التي تدعو البعض للهروب الي بلاد تبحث عن ابطال يلعبون باسمها، فقط لانهم لا يشعرون بالامن في وطنهم. وربما لهذا السبب ارسل بغدودة رسالة في ڤيديو بعد كل هذه الضجة رأيناها عبر نفس البرنامج مساء الاحد الماضي يعتذر عما تسبب فيه من ضجة، ولكن لم يقل انه سيعود!.