رامي عامر: فصل الثقافة عن التعليم "جريمة بحق الشعوب" قال النائب السيد عبدالعال، رئيس الهيئة البرلمانية لحزب التجمع بمجلس الشيوخ، إن مناقشة سياسة وزارة الثقافة نحو استعادة الدور التاريخي لقصور الثقافة والمسارح في نشر التوعية الفكرية، يشتمل على تفاصيل كثيرة جدًا، ومن الجيد أن يتصدى مجلس الشيوخ ويتبنى هذه القضية، فنحن أمام إرادة شعبية تتوجه نحو الجمهورية الجديدة، وقبل ذلك نحن نحتاج إلى مجموعة من القيم الإنسانية والأخلاقية والوطنية، حيث نعلى من شأن قيم العدل والمساواة والحرية والمواطنة وإحترام الآخر وقيم العمل والابداع والمشاركة والإنتماء الوطنى والتسامح، واحترام القانون ولذا تأتى أهمية الثقافة والفنون بكامل أنواعها كأهم أداة لتلك القيم النبيلة. واستكمل رئيس برلمانية التجمع كلمته خلال الجلسة العامة لمجلس الشيوخ لمناقشة طلب المناقشة عن سياسة وزارة الثقافة نحو استعادة الدور التاريخي لقصور الثقافة والمسارح في نشر التوعية الفكرية وتعليم الفنون الثقافية كإحدى الركائز الأساسية لبناء الإنسان المصري: بأننا كان لدينا تجربة سابقة وهي مسرح الشارع، وقصور الثقافة ودور العرض، وبالتالي وسائل الإبداع متعددة مع التأكيد على أن أزمة هيئة قصور الثقافة ليست في نقص "الفلوس" فقط، لأن هذه القصور استهدفت من قبل التيار المتأسلم وهو ما يجب محاربته والعمل على القضاء على الفكر الظلامي وإنقاذها، حيث استهدف هذا التيار الفنون بالجامعة والمدرسة ودور العرض السينمائى. واختتم «عبدالعال» قائلا: أتمنى مواصلة المناقشة في قضية الثقافة والمعرفة، لأن الثقافة والسينما والدراما والمسرح ليس دورها ترفيهيا فقط أو ملء وقفت فراغ بل شحن وجدان شعب. من جانبه قال النائب رامي جلال: إن قصور الثقافة أصبحت تعبر عن "قصور الثقافة وضعفها"، وإن فصل الثقافة عن التعليم "جريمة بحق الشعوب"، على حد وصفه، مشددًا على ضرورة وجود كليات للمسرح، لاسيما مع ارتباط الثقافة بالأمن القومي وقدرة البلاد على التأثير بقوتها الناعمة، وأضاف أن هناك بالفعل أقساما للمسرح والدراما داخل بعض كليات الآداب لكن لا توجد كلية متخصصة. وشدد «جلال» على أهمية مجاراة التغيرات التي حدثت في الرسالة الثقافية والمستهلك ونمط التلقي، وبالتالي يجب أن يتغير الوسيط كذلك، حيث لا يمكن التحدث عن محاولة إحياء لقصور الثقافة دون الاهتمام بالوسائل الحديثة، قائلاً: "إننا بحاجة إلي قصر ثقافي إليكتروني يجاري العصر الحديث"، وقال إن الهيئة العامة لقصور الثقافة تحولت، في فترة من الزمن، لمرتع للتوظيف والمجاملات، حتى أن هناك قصورًا يتعدى العاملون بها المئات، وبعضها تخطى الألف، في حين أن قوتها التشغيلية لا تحتاج لأكثر من عدد محدود من الأفراد، فضلًا عن انخفاض جودة العاملين. اقترح عضو مجلس الشيوخ، الفنان يحيى الفخراني إقامة ندوات ولقاءات بين الفنانين والجماهير في قصور الثقافة عقب عرض المسلسلات الناجحة المؤثرة في الجمهور، وقال الفخراني: إنه من يوم بدء انتشار التليفزيون أثر على المسرح عمومًا، المواصلات لم تكن سهلة"، مشيرًا إلى وجود عدة عوامل أثرت على المسرح.. واقترح استغلال التأثير بشكل إيجابي، اتجاه الناس للتليفزيون بالشكل القوي، استغل علاقة المسرح بالتليفزيون، مسلسل ناجح أنظم رحلات لأبطال المسلسل يجوبوا القصور الثقافية"، وتابع "لما تتعمل دراما، المناقشة عليها هي الثقافة، نناقش العيوب والمميزات والأفكار". ولفت الفخراني إلى أن في فترة وجود وزارة الإعلام والثقافة "كانوا يكملوا بعض والحكاية كانت أسهل بكثير"، وشدد على أهمية التفاعل مع الأفكار التي تطرحها المسلسلات ومناقشتها، وعقب رئيس مجلس الشيوخ، المستشار عبدالوهاب عبدالرازق: "أضم صوتي لصوتك بتعديل بسيط ماذا لو تم التوافق على أقطاب المسرح إنهم ينزلون للناس في المحافظات ولو بزيارات، ولن يتوفر هذا إلا من خلال قصور الثقافة ويتم دعوة فنايين كبار ييجي بلد في الصعيد وغيره ويحضر ملتقى ومناقشة"، مضيفًا "أعلم يقينًا زيارة الفنانين الكبار غير متوافرة حتى الآن في صعيد مصر"، مشيرًا إلى أن "في التاريخ القديم كيف كان الريحاني ينزل أعماق الريف المصري". وعقب الفخراني موضحًا: "كان موجود أنا وعادل إمام نزلنا"، مشيرًا إلى عرض الفنان عادل إمام إحدى مسرحياته في أسيوط، واستطرد "رحت المنيا اتضرب نار عليه أيامها"، وأضاف الفخراني: "أي فنان كبير أو صغير متمسك بالعمل وعايز يتناقش، فيه فرصة، أي مسلسل يتعمل، فرصة إن الفريق يروح ويتنقل في أكثر من بلد". قال النائب أكمل نجاتي، أمين سر لجنة الخطة والموازنة بمجلس الشيوخ عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين: إن العرض الخاص بطلب المناقشة العامة حول سياسة وزارة الثقافة نحو استعادة الدور التاريخي لقصور الثقافة والمسارح في نشر التوعية الفكرية وتعليم الفنون الثقافية كإحدى الركائز الأساسية لبناء الإنسان المصري، رغم ما فيه من إنجازات هامة فى البنيان والإنشاءات لكن المحتوى تغيب عنه رسم السياسات العامة بين الهيئات والوزارة، فعلى سبيل المثال وزارة الشباب تصرف مبالغ مالية على عروض فرق الفن الشعبي داخل مراكز الشباب، فى حين أن هيئة قصور الثقافة لديها المدربون المحترفون لأنها الأصل لهذا الفن، وبالتالي هناك تشتيت، وهذا التشتيت يحمل الخزانة العامة مزيدًا من الأعباء، وبالتالي إذا قامت وزارة الثقافة بدورها سنوفر مبالغ كبيرة لخزانة الدولة. وتساءل "نجاتي" خلال كلمته بالجلسة العامة: لماذا لا تقدم وتسجل المسرحيات والأعمال الفنية التي تقدم في قصور هيئة الثقافة وتنشر في القنوات الفضائية المصرية، وعبر عضو مجلس النواب عن حزنه بأننا ليس لدينا فنانون من الشباب يستطيعون أن يتحدثوا عن وقوفهم على خشبة المسرح القومي، ورحب النائب بوجود الفنان خالد جلال بمجلس الشيوخ، قائلًا: إن خالد جلال تجربته منذ أيام عرض مسرحية أيام "قهوة سادة" والتي أبرزت أنها تستطيع أن تقدم فنًا متقدمًا جدًا، لكن أن تكون لدينا الرؤية والإرادة والإستراتيجية الوطنية للثقافة المصرية.