السعادة هي انفعال وجداني إيجابي يحاول الإنسان الوصول إليه باعتباره من الغايات الأساسية الإيجابية. وقد وضع علماء النفس مصادر للسعادة والتي قاموا بتصنيفها إلى مصادر شخصية ومصادر سعادة اجتماعية والتي يكون تحقيقها وفق إدراك كل شخص لها. في مقالي الأخير عن سر السعادة ذكرت أنك تتحكم في سعادتك وان سبب عدم شعورك بالسعادة وجود طاقة فكرية تتدفق إلى وعيك، وأنت لا تعرف ماذا تفعل؟ وان التركيز على مساعدة الآخرين قد يجلب لك السعادة. وفي رسالة لابنى أحمد عن المقال- وهو بالمناسبة في السنة النهائية كلية حاسبات ومعلومات جامعة القاهرة- نقد فكرة جلب المساعدة عن طريق مساعدة الآخرين وأن من الأفضل مساعدة النفس. سوف أعرض الرسالة كاملة وبعدها نستكمل المناقشة. قال: عامل نفسك كأنه شخص محتاج للمساعدة؟، جوردن ب بيترسون دكتور علم النفس وإخصائي اجتماعي كبير تحدث ف هذا الأمر حيث أحد مرضاه كانت فتاة ف شدة الخجل حيث كان يشكل لها ذلك عائقا ف التعامل والتحدث مع الآخرين وكانت لها ماضيا مريعا ولكنها بدل من تحاول علاج مشاكل شخصيتها الكثيرة إلا أنها فضلت مساعدة الآخرين الآن قد يعطيها ذلك سعادة وشعور بالهدف ولكنها فضلت مساعدة الآخرين عن مساعدة نفسها الآن لماذا تضع مجهودا لمساعدة الناس لما تضعه لأجل نفسك؟ هذا ليس أثار ولكن شعورا بعدم الاستحقاق أو فقدان الأمل ف القدرة على التغيير ف الذات ف بدلا من المحاول مجددا يهرب الشخص من نفسه ويرضي ضميره بتقديم الخير للناس هذا بالنسبة لمفهوم مساعدة الآخرين أما بالنسبة للسعادة ف هي ف وجود الهدف والإيمان والرضا وجود هدف تسعى إلى تحقيقه وتتخذ الخطوات الصغيرة من أجله كل يوم وتمنع عن نفسك ما يحرمك من هدفك وجود الإيمان بأن السعي أهم من الوصول وإن كنت ولدت فوق جبل لا يعني أن تكون ف سعادة من تسلكه الرضا بأن عليك الاجتهاد وليس النتيجة ف ما تستطيع التحكم به هو نفسك وأداؤك وليس النجاح. إذا تثير السعادة جدلا حول معانيها مفاهيمها فإنها تتحول إلى مشكلة ثقافية كما تنجلي في تصريح جوردن بيترسون قال فيه "البحث عن السعادة هدف لا معنى له" وان "الحياة مأساوية" معروف عن جوردن بيترسون اللغة المتشائمة والمفردات الصادمة إلا أن العالم الكندي كما قال تيم لوت في جريدة الأوبزرفر "يسبر الأغوار العميقة للنفس الإنسانية ورصد علاها واضطراباتها" وفي كتابه 12 قاعدة للحياة وضع بعض القواعد أهمها لا تقارن نفسك بالآخرين بل قارن بنفسك بالأمس، تجنب أن تكون مثيرا للشفقة، صادق الذين يريدون الأفضل لك، وعامل نفسك كما لو كنت شخصا محتاج المساعدة. وأكثر ما لفت نظري في رسالة أحمد أن مساعدة عن مساعدة النفس هو شعور بعدم الاستحقاق وفقدان الأمل والقدرة على التغيير. عندما نسعى أكثر من مرة للتغيير أو تحقيق نجاح ولا نستطيع عندما نفكر في حلول لمشاكلنا ولا نجد حلا، ونفقد طريق الوصول للهدف، في هذه اللحظة نحتاج للمساعدة، وعندما تساعد الآخرين، يأتي من يساعدك، وهذه هي السعادة الحقيقية.