القاهرة الإخبارية.. والرهان علي المشاهد ماجدة موريس انطلقت أمس الأول، مساء الاثنين، قناة «القاهرة الاخبارية»،أحدث قناة تليفزيونية تنضم إلي قائمة القنوات المصرية، وتتخصص فيما ينقصنا بالفعل، وهو نقل الأحداث من كل مكان في العالم ووضعنا في «الصورة» كمشاهدين مصريين، ومن خلال مراسلين في كل القارات والبلاد التي تصنع الاخبار بدلا من الاعتماد علي نقل القنوات الاجنبية، ومراسليها، وتحليلاتها. وفي تاريخنا التليفزيوني الذي بدأ عام 1960 بتأسيس التليفزيون المصري كان هناك اهتمام واضح بالأخبار وتقديمها، ازداد بعد انطلاق البث الفضائي في مطلع الالفية الجديدة وتأسيس القنوات المتخصصة التي ضمت قناة «النيل للاخبار» كأول قناة اخبارية متخصصة وقتها، وتمضي الايام سريعا بمتغيراتها، ويصبح الاحتياج إلي قناة اخبارية جديدة أمرًا ملحا في عالم تزداد متغيراته أيضا، ومن هنا جاءت أهمية اطلاق الشركة المتحدة للخدمات الاعلامية للقناة الجديدة، واختيار الاعلامي احمد الطاهري رئيسا لها، واستعادة أهمية تقديم الاحداث في العالم من خلال عيون القناة، اي مراسليها، «الذين بلغ عددهم ثلاثين مراسلا ومراسلة» ولهذا كان موعدنا كمواطنين، ومشاهدين، مهما أمس الاول مع انطلاقة القناة الجديدة بعد سنوات غير قليلة من البحث عن الأخبار علي شاشات إخبارية أخري. جميلة بوحيرد والحوار الأول أول ما يلفت النظر في «القاهرة» الاخبارية هو الاهتمام بالمكان والصورة، ستديو فسيح بألوان هادئة وغرفة أخبار أو «نيوز روم» مبهرة بكل ما تتضمنه من ملامح رأينا مثلها في قنوات اجنبية شهيرة، ثم فريق عمل مصري عربي، يجمع بين كفاءات لها خبرات سابقة، وطموحات شباب جديد واعد، ولم تضع القناة الجديدة وقتها وانما قدمت لنا سريعا صورة للحدث الأهم في اللحظة، وهو مؤتمر القمة العربية بالجزائر من خلال مراسلها في مؤتمر القمة« احمد ابو زيد»، وحوار مهم، ربما كان من أهم حوارات أمين عام الجامعة العربية«احمد ابو الغيط» مع الاعلامي القدير «جمال عنايت» الذي استطاع ان يدفع ضيفه لتفاصيل مهمة مثل رواية ما حدث في اللقاءات السابقة للقمة العربية حتي اللقاء الاخير في 2019 كما تحدث ابو الغيط عن الموقف السياسي الان في كل دولة من دول الجامعة العربية، وكنا قبل الحوار قد، رأينا وقرأنا علي شاشة القناة قصة وتاريخ لقاءات القمة العربية منذ البداية حتي نعرف اكثر، وبعد هذا مفاجأة رائعة من خلال فيلم وثائقي قصير عن «جميلة بوحيرد» المناضلة الجزائرية الكبيرة التي اصبحت أيقونة النضال في العالم بوقوفها ضد احتلال بلدها ايام الاستعمار الفرنسي للجزائر، «حكم عليها بالاعدام عام 1958 ومع حملة عالمية عدل الحكم للسجن مدي الحياة وخرجت بعد التحرير 1962 ليستقبلها الناس في الشارع كما جاء في الفيلم» . والنشرة الأولي جاءت اول نشرات الاخبار في «القاهرة» معبرة عن احترافية القناة الجديدة في ترتيب الاخبار، وفي الاستعانة بالمراسلين ومع قارئين جيدين، وتقديم قارئ مخضرم في التليفزيون المصري هو الاعلامي خيري حسن، وهي نشرة مفصلة شاركت في تغطية بعض أحداثها اثنتان من طاقم القناة، من الاستديو، وبعدها جاء «هذا المساء» البرنامج المسائي اليومي في اولي حلقاته بتقديم الاعلامي «محمد عبدالرحمن» الذي اعلن في البداية الآتي «لن نلجأ للزعيق، او ما يسمي بالشعبوية»، ليقدم حلقة فيها بعضا من الذاتية وهو يتحدث عن أحداث العالم الأهم، وعن القمة والجزائر. الجدير بالذكر ان فريق «القاهرة» قدم لنا بين الفقرات، اضافات مهمة مكتوبة عن مصر وما يتعلق بها من كل الزوايا التاريخية والسكانية والحضارية الخ،، وهو ما يعني إضافة ثقافية ومعرفية مهمة في بداية رحلة قناة اخبارية جديدة تضيف إلي صوت مصر الاعلامي، وصوت العرب ايضا، الكثير. فأهلا بالقناة الجديدة التي ينتظرها ملايين المصريين والعرب بشوق إلي المعرفة، وبثقة كاملة في مسئولية الكلمة، وصدقها.