مفتي الجمهورية يشهد افتتاح مسجدي الهادي البديع والواحد الأحد بمدينة بشاير الخير بمحافظة الإسكندرية    أسعار سبائك الذهب فى الصاغة مساء اليوم الجمعة    مجموعة عمل وزارية لتعزيز الاستثمار السياحى |خبراء: جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة ضرورة ملحة.. وخريطة متكاملة لرفع الطاقة الفندقية    محكمة روسية تصدر أحكام سجن غيابية على قضاة في الجنائية الدولية    ترامب يؤكد موافقة تايلاند وكمبوديا على وقف الأعمال الحربية    الجيش الأمريكي ينفذ طلعات جوية بمقاتلات وقاذفات ومسيرات فوق ساحل فنزويلا    تعرف على مواجهات نصف نهائي كأس العرب 2025    مدينة تسجل 1 درجة مئوية.. بيان هام من الأرصاد حول تفاصيل طقس السبت    بشرى تكشف سبب انسحابها من مهرجان الجونة السينمائي    المطربة أنغام البحيري تشعل استوديو "خط أحمر" ب أما براوة.. فيديو    شتاء 2025: لماذا لا ينجو أحد من نزلات البرد هذا العام؟    غلق مزلقان مغاغة في المنيا غدا لهذا السبب    الأرصاد تعلن انحسار تأثير المنخفض الجوي وارتفاع طفيف في الحرارة وأمطار على هذه المناطق    حجز تاجر بتهمة النصب على المواطنين بزعم حصولهم على شهادات علمية    السودان بين العواصف الدبلوماسية وتضييق الخناق الدولي على المليشيات وتصاعد الأزمة الإنسانية    التحقيق في 12 بلاغا ضد فرد أمن مدرسة دولية بالتجمع بتهمة التحرش    الحلقة التاسعة من برنامج «دولة التلاوة».. الاحتفاء بالشيخ محمود على البنا    غدًا.. وزير الرياضة يشهد ختام بطولة الأندية لكرة القدم الإلكترونية    لجنة المحافظات بالقومي للمرأة تناقش مبادرات دعم تحقيق التمكين الاقتصادي والاجتماعي    ليفربول ضد برايتون.. تفاصيل إنهاء الخلاف بين محمد صلاح وسلوت    تعرف على نتائج مباريات اليوم بالدوري الممتاز لكرة السلة    تسليم "كنز صوتي" نادر لأحفاد الشيخ محمد رفعت بعد عقود من الغياب    نجوم الفن يتألقون في ختام مهرجان البحر الأحمر السينمائي 2025 | صور    "الست".. عن إعطاء الحرية وإطلاق الأيدي    «تموين القليوبية» يحرر 40 مخالفة بالمخابز اليوم الجمعة 12 ديسمبر    محافظ الإسكندرية: الدولة المصرية ماضية في مشروع التأمين الصحي الشامل    إصابة 3 أشخاص فى حادث تصادم وانتشار فرق الطب العلاجي بمستشفيات سوهاج    مواقيت الصلاه اليوم الجمعه 12ديسمبر 2025 فى المنيا    المخ يموت خلال 7 دقائق.. حسام موافي يكشف مفاجأة في وفاة السباح يوسف محمد    بروتوكول تعاون بين قصور الثقافة وهيئة الكتاب لتوسيع منافذ بيع الإصدارات في المحافظات    يارا البدوي تحصد ذهبية تنس الطاولة في دورة الألعاب الأفريقية    محافظ أسوان يأمر بإحالة مدير فرع الشركة المصرية للنيابة العامة للتحقيق لعدم توافر السلع بالمجمع    انطلاقة قوية للمرحلة الثانية لبرنامج اختراق سوق العمل بجامعة سوهاج |صور    علي ناصر محمد يكشف جهود بناء علاقات جنوب اليمن مع دول الخليج    محافظ الغربية يتابع كسح مياه الأمطار ويؤكد استمرار العمل على مدار الساعة    اسعار الفاكهه اليوم الجمعه 12ديسمبر 2025 فى المنيا    الدورة 9 من المسرح الصحراوى تنطلق بمسرحية "البراق وليلى العفيفة"    ضبط المتهمين بتقييد مسن فى الشرقية بعد فيديو أثار غضب رواد التواصل    هشام طلعت مصطفى يرصد 10 ملايين جنيه دعمًا لبرنامج دولة التلاوة    ناشيونال جيوجرافيك: الدعاية للمتحف الكبير زادت الحجوزات السياحية لعام 2026    الخارجية اللبنانية: تلقينا تحذيرات من عملية عسكرية إسرائيلية واسعة    سويلم: العنصر البشري هو محور الاهتمام في تطوير المنظومة المائية    دعاء المساء.. طمأنينة للقلب وراحة للروح    نقيب العلاج الطبيعى: إلغاء عمل 31 دخيلا بمستشفيات جامعة عين شمس قريبا    باسل رحمي: نعمل على استفادة كافة مشروعات الشباب الصناعية من خبرات جايكا    "الحلبسة" مشروب شتوى يمنح أسرتك الدفء ويقوى المناعة    بتوجيهات الرئيس.. قافلة حماية اجتماعية كبرى من صندوق تحيا مصر لدعم 20 ألف أسرة في بشاير الخير ب226 طن مواد غذائية    الزمالك يصرف جزءا من مستحقات اللاعبين الأجانب لينهى أزمة الإنذارات    تحالف جديد تقوده واشنطن لمواجهة الصين يضم إسرائيل و4 آخرين    عاجل- الحكومة توضح حقيقة بيع المطارات المصرية: الدولة تؤكد الملكية الكاملة وتوضح أهداف برنامج الطروحات    حمزة عبد الكريم: وجودي في الأهلي شرف عظيم.. وطموحاتي كبيرة في الفترة القادمة    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : أنت صوفى ?!    أبرزها الأهلي أمام بيراميدز.. انطلاق منافسات الجولة الثانية عشرة من دوري الكرة النسائية    وكيل الشباب بالفيوم يشهد انطلاق انعقاد الجمعية العمومية لنادي المحافظة الرياضي    الأعلى للجامعات يجري مقابلات للمتقدمين لرئاسة جامعة بني سويف    أمريكا تغرق.. فيضانات عارمة تتسبب في عمليات إجلاء جماعية بولاية واشنطن    كيف أصلي الجمعة إذا فاتتني الجماعة؟.. دار الإفتاء تجيب    الحصر العددى لأصوات الناخبين بالدائرة السابعة البلينا فى سوهاج.. فيديو    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د. وجدي زين الدين رئيس تحرير الوفد في ملتقى الشربيني الثقافي :انا اشتراكي .. ووفديون وناصريون لم يتفهموا مشروعي الفكري
نشر في الأهالي يوم 06 - 12 - 2021

"أنا اشتراكي ..وهذا مالا يعرفه الكثيرون ، رغم أنني وفدي وعضو الهيئة العليا للحزب و رئيس لتحرير جريدته الليبرالية المعبرة عن اتجاهات الاقتصاد الحر.. وهذا ايضاً مالم يتفهمه كثير من الوفديين ، شأنهم شأن ناصريين ويساريين آخرين. وبحسب مشروعى الفكري فإن الابداع والنقد الأدبي ازدهر في فترة حكم الرئيس جمال عبد الناصر ، واقول هذا رغم الخلافات العميقة بين الوفد وبين ثورة يوليو ..وفي تقديري أنها ليست خلافات عدائية ، فالوفد وعبد الناصر لم يتناصبا العداء ،وما سمعته من فؤاد سراج الدين باشا أن عبد الناصر كان يقدر زعيم الوفد الراحل ، وقد حكي فؤاد باشا قصة مكالمة هاتفية بينه وبين عبد الناصر عام 1958 ، ملخصها ان ناصر طلب من الباشا- وكان في الاسكندرية وقتها -ان يأتي للقائه في اليوم التالي لأنه يريد أن تستأنف الأحزاب نشاطها .. بعد أن كانت الثورة قد حلتها وبينها حزب الوفد ، فبحسب ماذكره سراج الدين فإن عبد الناصر رأي ان سياسة الحزب الواحد لن تحقق الآمال المرجوة منها" .
كانت هذه بعض خلاصة حديث الدكتور وجدي زين الدين في ملتقى الشربيني الثقافي ..والذي عقد أمسية خاصة لمناقشة كتابيه اللذين تضمنا رسالتيه لنيل درجتي الماجستير والدكتوراه ،خاصة وأن الأخيرة تحمل عنوان الاتجاه الإشتراكي في الابداع والنقد في الصحافة المصرية 1952-1967.
وقد اضفى وجود بعض الاساتذة الجامعيين والمبدعين والكتاب والصحفيين المزيد من الألق الثقافى على الأمسية ، كونهم يطلون -مع ضيف الأمسية الدكتور وجديً زين الدين – لأول مرة على الجمهور المثقف بمدينة شبين القناطر وماجاورها .. وفي مقدمتهم أستاذ الأدب واللغة العربية د.مصطفي رجب .. و امينة النقاش ..وبهيجة حسين.. وثريا عبد البديع .. وسامية فاروق .والكتاب نبيل عمر و د.مصطفي عبد الرازق ومحمود زاهر وفتوح الشاذلى .والسياسي التقدمي محمد فياض . ومن أركان ملتقى الشربيني الثقافي ونادي أدب شبين القناطر الكتاب والشعراء محمد فوزي حمزة و محمد جاد هزاع ود. محمد السيد اسماعيل ومجدي صالح وفاطمة هزاع ومجدي أبو الخير وصابر قدح وسامي خليفة والمشرف على نادي أدب شبين القناطر محمد الريس ومهندس احمد أبو باشا والصحفية الناشئه سها طه.
هذه الدراسة..لماذا ؟
وفي تقديمه له قال مؤسس الملتقى الكاتب الصحفي محمود الشربيني أن د. وجدي زين الدين رئيس تحرير الوفد عضو بالهيئة العليا لحزب الوفد ، هو احد العلامات فى تاريخ الصحيفة ، فقد كان لايغادرها تقريبا الا إلى النوم ..وكان يستطيع القيام بجميع الأعمال ويسد النقص في الأقسام ، وهوما أكسبه خبرة كبيرة على مر السنين ، فقد عمل مع رؤساء الحزب المتعاقبين ، من سراج الدين باشا وحتي المستشار أبو شقة ، ورؤساء التحرير المتتاليين من مصطفي شردي المؤسس وصولا إليه ، وكنت كلما ذهبت إلى الجريدة وجدته هناك ..في أي وقت .. كانت الصحيفة بيته، ولذلك هو يستطيع ان يعبر بها أزمات التغيير العاصفة التي هبت مع تراجع مساحات الإعلانات ، وتغير سياسات توزيع الصحف عن ذي قبل ( يشير نبيل عمر فى هذا الإطار الى أن "الصحف المصرية خسرت أكثر من 30 الف بائع جرائد في السنوات الاخيرة ، لانصرافهم إلى اعمال أخري تدر دخلا عليهم وبالتالي لم يعد الجمهور يجد الصحيفة في متناوله ". هذا بالطبع بجانب ما تأثرت به الصحف تحريرا ومنافسة من وسائل التواصل الاجتماعى )
وقال الشربيني أنه مما لفت انتباهه هو إقدام وجدي زين الدين على دراسة اتجاه النقد الاشتراكي، مشيرًا إلى أنه فى التصنيفات السياسية فإن سياسات الوفد وبرامجه وأفكاره تصنف بانها سياسات اليمين ..أي أن الوفد منذ عودته إلى الحياة الحزبية عام 84 و حتي اندلاع ثورة 25يناير 2011كان على يمين السلطة ، حتى أن فؤاد سراج باشا كان يقول أننا نختلف مع الحزب الوطني فقط في قضايا الديمقراطية والاصلاح السياسي ، ونتفق معه في التخلص من القطاع العام . اما السياسات الاشتراكية والتي مثلها حزب التجمع منذ نشأته وتصنفه منذ تاسيسه عام 76 حزبا للمعارضة الجذرية، يختلف مع حزب الوطني المنحل في السياسات الاقتصادية (من حيث الارتكاز على القطاع العام ) كما يختلف معه في قضية الديمقراطية ،خلافا جذريا يضعه على يسار السلطة .
وأضاف : نحن الآن أمام كاتب ينتمي للوفد ، الحزب الذي يقع على يمين السلطة ، والذي يكتب عن الاتجاهات الاشتراكية في الابداع والنقد بحفاوة وترحاب ..يدرس اتجاهات محمود امين العالم الفكرية والثقافية والنقدية، ولويس عوض وسلامة موسي وألفريد فرج ونعمان عاشور وفي رسالة الماجستير درس غالي شكري ورجاء النقاش وزكي نجيب مح
وتساؤلات بالجملة
كيف كان ذلك ؟ لماذا قرر وجدي زين الدين دراسة الاتجاهات الاشتراكية في الادب والفكر والثقافة والنقد
-كيف امكنه ذلك وهو رجل ينتمي الى حزب يناصب عبد الناصر العداء على مدار تاريخه ، وهذا ثابت من توجهات و كتابات صحيفة الوفد التي كان احد العناصر التي انطلقت بها الصحيفة عند تأسيسها ثم اعد دراستيه هاتين وهو رئيس لتحريرها وهو من هو في نقد التجربة وعهد عبد الناصر وكال له الهجوم الشديد ؟
هل انصفت الدراسة الثقافية والفكرية عصر عبد الناصر الذي توهجت في زمنه الآداب والفنون وازدهر المسرح والشعر والرواية والنقد بأنواعه ؟
هل بدأ الباحث بقناعات تتسق مع فكره الوفد اليميني ضد اليسار التقدمي الاشتراكي ثم غيرها؟ أم انه لم تكن لم تكن لديه قناعات تجاه هذه الدراسة منذ البداية.
* وهل دراسته للنقد الادبي في مابعد ثورة يوليو ..جعلته يطل على ماقبلها؟ وهل رصد تطورا في الادب والنقد بين الفترتين بين مابعد وماقبل ؟ وفيم تجلي الفارق؟
هل يمكن القول أن إبداع الخمسينات والستينات هو إبداع ينتمي ليوليو أم أنه ينتمي لما قبل يوليو ؟ هل هذا الابداع مدين ليوليو أم مدين لما قبلها؟
هل يمكن ان يكون رصيد أبداع الخمسينيات والستينات رصيدا للرئيس ناصر الذي اشار إلى غيبة الحريات في عصره.
خلافات مع الأساتذة ..في الأكاديمية
وفي حديثه قال الدكتور وجدي زين الدين أنه واجه قبل قبول تسجيله لنيل الدكتوراه صعوبات كثيرة ، لأنه اختار فترة معينة للدراسة (52-67)وهو ما أوحي للأساتذة الذين عقدوا سيمينارين لمناقشته ، بأن اختياره ينطوي على فكرة معينة ، بأنه يعتبر أن المشروع الناصري انتهي عام 67 ، وقال ان السيمنار شهد خلافات فكرية حادة مع الاساتذة حول هذه النقطة ،لكنه أصر على عدم تمديد سنوات الدراسة إلى العام 1970 عام رحيل الرئيس عبد الناصر ..لأن هذه الفترة ستصل إلى 18سنه تقريبًا ، وكانت نتيجة إصراره أنه غادر إلى منزله ولم يوافق واستمر عاما كاملا من دون أن يشرع في التسجيل !موضحا أنه فقد عاما اخر في طريق حصوله على الدرجة ، عندما أصرت أكاديمية الفنون على معادلة رسالته للماجستير التي حصل علي درجتها من كلية الآداب جامعة القاهرة ،فاستغرقت كل هذا الوقت.
وأشار إلى ان الاكاديمية أيضا اشترطت أن يكون بين المناقشين له أستاذا في الإعلام والصحافة مع ان الرسالة في الابداع والنقد!
واعتبر انه مدين بفضل كبير لأستاذه الراحل د.عبد المحسن طه بدر.واشار في هذا السياق إلى أنه كان فور تخرجه بتفوق عام 83 أعرب له عن رغبته في العمل بالصحافة والالتحاق بالدراسات العليا في نفس الوقت .فى إشارة إلى أنه كان يتابع أحلامه عن كثب ، معربا عن سعادته بأنه لم يخذل أحلامه ، وحققها بمسيرته الصحفية وبمشروعه الفكري .ويجدر بالذكر أنه يحاضر بجامعة القاهرة والعديد من المؤسسات العلمية والبحثية .
تنوع الأجنحة الوفدية
حديث وجدي زين الدين عن الوفد أعاد إلى الأذهان التنوع الذي كان سمة الوفد بعد عودته للحياة السياسية ، وقال :أجنحة الوفد التي كانت تثري الحزب ، مثل الطليعة الوفدية والتي قادها د. عبد المحسن حمودة وكانت بمثابة جناح يساري تقدمي في الوفد ، كما أن حديثه وضع امام رواد الملتقى مجددًا هذه الفترة المزهرة ابداعيا ، ، وذكر أنه وإن كانت سنوات التكوين عند المبدعين المشمولين بالدراسة ، سبقت قيام الثورة ، إلا أن إبداعهم ينتمي إلى ثورة يوليو وعهد عبد الناصر.
وردا على سؤال الزميل الشربيني عن تفسير الدكتور وجدي لذلك وهو الذي أشار إلى غيبة الحريات في تلك الفترة وهل من رحم المعاناة ولد الإبداع قال زين الدين أن هذا صحيح ..
وفي تفسير للكاتب الصحفي نبيل عمر قال أنه سأل الروائي الكبير فتحي غانم عن كيفية ازدهار الابداع والصحافة رغم هذا المناخ وكانت اجابته "كنا صنايعية وحرفجية وموهوبين " في إشارة إلى غياب هذه السمات في الفترة الحالية.
عشقي الصحفي سرقني من مشروعي الفكري!
الدكتور وجدي زين الدين لمعت في عينية لحظة إشراق وهو يكشف عن أنه وهو بصدد بحثه في تلك الفترة ، استطاع أن يخرج منها بثلاثة كتب قام بتأليفها ، لكني حرصت حرصا شديدا في نهاية العام 2014. على إحياء مشروعي الذي تأخر ،وأمكنني إنجاز حلمي بتحقيقة .
وقال ان رسالتيه للماجستير والدكتوراه هما موضوع واحد ،لكن احدهما في الأدب العربي الحديث من آداب القاهرة والثاني في فلسفة النقد الفني من أكاديمية الفنون..دراسة في الابداع والنقد، فقد كان الاتجاه الاشتراكى هو الاتجاه النقدى الذي غلب علي هذه الفتره ، مضيفًا باعتزاز : وأكاد ان أكون انا الباحث الوحيد الذي تناول هذه الفترة بالبحث والدراسة.
وأضاف: أبدًا لم يكن هدفي ان احمل لقب دكتور، فهذا لا يعني لي شيئاً على الإطلاق ، لكن الذي شغل اهتمامي بالمقام الأول هو هذا المشروع الثقافي ، الذي تصدي بالدراسة والبحث المستفيض لفتره زمنيه نستطيع بهدوء شديد جدا ان نطلق عليها فتره توهج ثقافي خطير جدا، رغم أمور سياسيه كثيرة أخري قد لا تتوافق أفكاري معها . هذه الفتره هي فتره مهمه فى تاريخ الثقافه المصريه خاصة و ان الرئيس عبد الناصر كانت لديه أراده سياسيه حقيقيه فى النهوض بالبلاد.
حرية الوفد أتاحت لى كل شيء
وبالنسبة لسؤال الزميل الشربيني كوني كاتب ليبرالي يدرس اتجاه النقد الاشتراكي فإنني كثيرًا ما سئلت هذا السؤال ولدى عنه اجابه واحده ، وهي ان "الوفد" يضم بين أطيافه اتجاهات سياسيه كثيره مختلفه من أقصي اليمين الي أقصي اليسار ،والوفد كان لديه جناح طليعي عرف باسم الطليعة الوفدية، ما يؤكد أن الليبرالية لا تعني أبدا الوقوف على جانب اليمين ثم "stop " توقف .. بالطبع لا ، فهناك حريه يتمتع بها الوفد، ولولاها ماكنت وانا أتحدث عن الاشتراكيه قد تقلدت منصب رئيس التحرير.
دعم عظيم ..من بيت رجل عظيم
ونوه الدكتور وجدي بالدعم الكبير الذي وجده من اسرة الكاتب الكبير صلاح عيسي رحمه الله ، والسيدة زوجته الكاتبة الكبيرة أمينة النقاش ذلك أنها أتاحت له فرصةالأطلاع والاستعانة بمكتبة بيتها ..
وقد اشادت أمينة النقاش ،وهي كاتبة وصحفية وعضو المكتب السياسي بحزب التجمع ورئيس مجلس إدارة الأهالي- برسالة وجدي لنيل الدكتوراه ، وبالجهد المبذول فيها ، وتعليقًا على مقدمة الزميل الشربيني أعربت عن قناعتها بعدم وجود فكرة العداء بين اليمين و اليسار ،وقالت أنه لايوجد مثل هذا القطع الصارم ، وأن فترة يوليو وإن كانت تتسم بغياب الحريات لكنها لم تكن تصادر على الإبداع ، فلم تسجن كاتبا او مبدعا بسبب ابداعه او رأيه ، وانما سجنوا بسبب انتمائهم الي احزاب سرية او محاولة تشكيل كيانات سياسية موازية للدولة ، وشددت على ضرورة انتهاج المنهج العلمي ونحن نحكم على عصر من العصور، بان نحكم عليه بقواعد هذا العصر وسماته ، وكان الحزب الواحد هو السائد في الانظمة الاشتراكية في تلك الفترة ..لذلك لم يكن عداء للافكار وانما خلافا مع السياسات.
علاقة المثقف بالسلطة
– وانتقلت أمينة النقاش من الحديث عن الأفكار الى مناقشة الرسالة فقالت : لا تنهض أمه من دون بحث علمي جيد ومدروس يصب فى قناة التقدم.. وهذا الكتاب كذلك، وهو يستلهم مادته من الصحافه ، وهي مرجع يمكن استشفاف كل مايجري في مصر منه ،كونها كما وصفها الدكتور يونان لبيب رزق "ديوان الحياة المعاصرة"
وقالت أن الكتاب يطرح قضيه هامه جدا وهي "علاقة المثقف بالسلطه "..بمعني دراسة " انعكاس الانتماء السياسي علي الأدب والفكر " .
وتقديري أن الفترة الزمنية للدراسة مهمة جداً ، ففيها تشكلت ملامح التجربه المصريه ، كما أنها كانت فترة التحرر الوطني من الاستعمار،و المنظومة الاشتراكيه قويه جدا عالميا، وألقت بظلالها علي كل التجارب السياسيه ، وكانت هى الداعم الدولى لحركات التحرر والتقدم في أسيا وأفريقيا وما الي ذلك .هكذا عندما ننظر إلى تلك الفترة نري شيوع تجربة الحزب الواحد، وتأثر قادة العالم بها، ولا ننسي أن عبد الناصر كان قارئًا ومتطورًا ، وقيادات اليسار أيضا ، فناصر وخالد محيي الدين بدآ حياتهما بأن أقسما على المصحف والسيف .. وليسا وحدهما ، فمعظم اعضاء مجلس قيادة ثورة 23 يوليو 1952 كانوا من الإخوان المسلمين، ثم انتهي المطاف بناصر ومحيي الدين إلى السير في اتجاه الحداثة والتطوير والتقدم .
_ هذا التطور قد سار مع أفكار جمال عبدالناصر لانه من كان يفكر ويقرأ ،يتصور وقد خاض معارك ضد التيارات المحافظه التي أرادت أن تلهيه عن عمله وتجعله بلا عمل والي أخر هذة المنظومة
فهو من جعل للمرأة حق التصويت والانتخاب والترشيح وحتى أن تصبح وزيرة .
و هذا التطور وجب وضعه في الصداره، ولأن هذه الخمسه عشر عاما هي ماتبلورت فيها الحقبه المصريه.
أما ملاحظاتها على كتاب الاتجاه الاشتراكي في الابداع والنقد فاستهلتها بالحديث عن علاقه المثقف بالسلطه وقالت :
علينا أن نفرق بين مثقف متعاون مع السلطه للتقدم بها ليؤثر فيها ويدفع المجتمع الي الأمام .. وآخر "طفيلي " يرغب فقط في التكسب والاستفادة ،ففي عهد إسماعيل كان التأثير عند الطهطاوي وعلي مبارك وفى عصر أحمد عرابي وجد نديم و البارودي وفى عهد سعد زغلول وجد العقاد وغيره من الكثيرين.
اما فى زمن عبدالناصر وعامر فلا أستطيع أن اجزم بأن هناك أحد رفع التجربه المصريه بجانب كاريزما عبدالناصر ووطنيته وفكره المنفتح وثقافته.
– عندما قبض ناصر علي الأبنودي وصلاح عيسي وعشرات غيرهم لم يكن السبب آنه لم يكن متفقًا مع المثقفين ، لا .. بل على العكس تماما، تم القبض عليهم لأنهم أقاموا تنظيمات سياسيه تواجه الدوله وتعارضها ولذلك وضع الشيوعيون في السجون لمعارضتهم قضيه الوحده .
إذن فالخلاف وقتها كان لتنظيمهم تلك التجمعات السريه وليس كونه يختلف مع المثقف .
وتطرقت إلى الملاحظات الأخري ومن بينها قول الدكتور وجدي أن عبدالناصر لم يكن علمانيا و لابد بالاعتراف أن مصطلح العلمانيه تم تشويهه من قبل التيار الإسلامي السياسي عمدا من أجل الاستيلاء على كل شيء والدكتور عبدالوهاب له كتاب من جزءين اسمه ( العلمانيه الشامله _ والعلمانيه الجزئيه ) وبحسب معاييره فإن عبدالناصر كان علمانيا..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.