تستقبل مع مطلع شمس كل يوم،" عربات الفول" المنتشرة بشوارع وسط البلد، زبائنها بالوجبة التقليدية الشهيرة، الفول والبيض والبطاطس والسلاطة الخضراء والباذنجان والبصل، معشوق المصريين ، " طبق الفول" الذي يعتبر "بروتين الفقراء " ، الحاضر الدائم على وجبة الإفطار، ويبدو أن عشاق تلك الوجبة على موعد مع تطور غير سار، حيث يقود ارتفاع الأسعار العالمية ثمن طبق الفول إلى الزيادة بشكل ملحوظ، ليس فقط لما تشهده أسعار الفول نفسه من ارتفاع، لكن أيضا ارتفاع أسعار المكونات الأخرى وعلى رأسها الزيت، بعد أن أقرت وزارة التموين والتجارة الداخلية سعر عبوة زيت التموين من 21 إلى 25 جنيها " على بطاقات الدعم"، وهي الزيادة الثانية هذا العام بعد الأولى في يونيو الماضي من 17 إلى 21 جنيها، بما يعني أن قيمة الزيادة هذا العام بلغت 8 جنيهات، مع توقعات بزيادات أخرى، فضلا عن زيادة أسعار الخضراوات، كالبطاطس والطماطم والباذنجان والبصل، حتى إن كثيرا من عربات الفول بدأت بالفعل في تطبيق زيادات سعرية أو التقليل من حجم الوجبات لمواجهة ارتفاع أسعار المكونات. وفى وقت الظهيرة، داخل حارة تتفرع من شارع رئيسي بحي شبرا الشعبي ، تراصت عدة مناضد طعام متواضعة على الرصيف على جانبي الشارع أمام محال تجارية مغلقة، وكانت تلك المناضد تعج بشباب يعملون في حرف مختلفة بالمنطقة، وأطفال خرجوا للتو من مدارسهم، وسيدات كبار وشابات خرجن لقضاء بعض حوائجهن، جلسوا جميعا يتناولون وجبة الإفطار والغداء في آن واحد، إلى جوار عربة متنقلة لبيع الفول والفلافل، تلك العربة التى يعمل عليها ستة أو سبعة من الشباب، اثنان منهم يعدان الأطباق باستخدام "مغرفة" ذات يد طويلة من قِدْرة كبيرة لا تظهر منها إلا فوهتها، والباقون يوزعون الأطباق وينظفون الأماكن، وعبوات البهارات والزيوت والسلطات التي تكمل الوجبات تراصت أمام الشابين اللذين لا يتوقفان عن العمل لكثرة الطلبات من الزبائن الجالسين والواقفين. وقد بدا الزبائن في تلك المنطقة، متأثرين بقرار اتخذه صاحب العربة مؤخرا ، بزيادة قيمة الوجبات بنسبة 20: 30%، خاصة وقد اعتاد هؤلاء حتى وقت قريب على أن يحصلوا على وجبة معقولة تضم طبق فول وثلاث قطع فلافل متوسطة الحجم وطبق سلطة مضافا إليه بصلة وليمونة، بنحو خمسة إلى سبعة جنيهات وتكفي لفرد واحد، بينما يطالبهم صاحب العربة الآن بنحو 10 إلى 12 جنيها مقابل الوجبة نفسها، فيما توقف البائع عن بيع الفول المخدوم بالبهارات أو من دونها في أكياس بلاستيكية للاستهلاك في المنزل بأقل من خمسة جنيهات، أما أسعار الساندوتشات فزادت من ثلاثة أو أربعة جنيهات الى خمسة وسبع جنيهات، بحسب محتويات الساندوتش ونوعية الخدمة. كثير من البسطاء، ممن اعتادوا تناول تلك الوجبة يوميا خارج المنزل لانخفاض ثمنها باتوا الآن أمام عبء جديد، فطبق الغلابة " الفول والفلافل" ،الذى كان أرخص الوجبات وجزءا لا يتجزأ من مفردات إفطار المصريين بكل طبقاتهم، شهد زيادة استثنائية في الأسابيع الأخيرة مع الزيادة الكبيرة في أسعار حبوب الفول وهي المكون الرئيس في تلك الوجبة. وبسؤال " رجب شحته" ، صاحب عربة فول، عن سبب زيادة سعر " الطلب الواحد"، قال إن الرحلة اليومية للبيع والشراء، اختلفت كثيرا، حيث تحتاج العربة فى المتوسط ما بين 10 إلى 20 كيلو فول، وقد زاد سعر الفول المستورد تدريجيا بين 15 و20%، خلال ال 3 أسابيع الماضية بالأسواق، حيث يتراوح سعر الطن بين 9 آلاف و10500 جنيه مقابل 7500 جنيه و9 آلاف جنيه، بزيادة قدرها 1500 جنيه زيادة في الطن بسوق الجملة، ويصل سعر كيلو الفول المستورد حاليا بعد الزيادة للمستهلك إلى ما بين 14 و18 جنيهًا مقابل 12 و14 جنيهًا، قبل الزيادة حسب المنطقة التي يباع بها والجودة، ويباع المخلل بالجردل، متوسط سعر الجردل المشكل 25 جنيها والسادة الذى يتكون من لفت فقط على سبيل المثال 20 جنيها. أما العيش فتحتاج العربة فى المتوسط ما بين 200 إلى 500 رغيف يوميا، وبالنسبة للعربات الكبيرة تضاعف هذه الأرقام، وقبل حوالى شهرين كان يباع المائة رغيف مقابل 16 جنيها والآن أصبح سعر المائة رغيف 30 جنيها، نظرا لارتفاع أسعار الدقيق، ويتراوح سعر الرغيف من جنيهين إلى جنيهين ونصف، والطبق من 3.5 إلى خمس جنيهات، ويتكون من الفول والسلطة وبين 3 إلى 4 أرغفة، يضاف لهم قرابة ال5 كراتين بيض عقب مصاريف التسوية يصل سعر البيضة إلى 175 قرشا وتباع باثنين جنيه واكثر. ويأتى عم "محمود"، ليكون هو الاستثناء لقاعدة الغلاء التى طالت كل شىء حاليا، هو من أشهر عربات الفول بمنطقة شبرا، ومتواجد في شارع شبرا من عام 1997، ويعمل معه ابنه وأولاد أخوه لمساعدته، مازالت اسعاره كما هى، ويبيع رغيف الفول ب 2.5، والطلب المكون من الفول والطعمية والبيض والبطاطس ب 13 جنيها.