نبذة مختصرة عن المرحوم والدي مصطفى سلطان في ذكراه السنوية الأولى وتاريخ حافل من النضال مصطفى سلطان ( مصطفى فتحي مصطفى سطان ) مواليد 28/8/1944 المنشية – اسكندرية قصة نضال من اجل الطبقة العاملة مقدمه : مناضل من طراز خاص من تعامل مع مصطفى سلطان عن قرب يعرف بأنه ذو طابع خاص ورقي في تعاملته حتى من يختلف معهم لا يكون عداوات على المستوى الشخصي ولكنه كان شخصية هادئة و مؤدبة للغاية ومن ثم تجده أن اختلف مع أحد خلاف فكري لا يخسر من حوله فبدأ تكوين شخصيته عندما سمع الحكايه…. والده هو فتحي مصطفى سلطان قتل عسكري انجليزي عام 1942 عندما كان ذاهباً لأخوه محمد في ايتاي البارود في القطار الذي كان ذاهب من اسكندرية لايتاي البارود. تعرف مصطفى سلطان علي حسين يوسف صديق في مدرسة عين شمس الثانوية وهو ابن عضو مجلس قيادة الثورة الصاغ يوسف صديق انذاك والذي كان من الأسباب الرئيسية في نجاح ثورة يوليو 1952 وذلك في كل شهادات اعضاء المجلس منهم خالد محي الدين في مذاكراته ( الان اتكلم ) وزكريا محي الدين وحسين الشافعي واخرين ونشأت بين مصطفى وحسين صديق صداقة برغم الفرق الاجتماعي بينهم وكانوا يذاكرون معاً ففي احد الايام ذهب مصطفى لفيلا حسين صديق والتي كانت توجد في النعام ففوجئوا بدخول يوسف صديق عليهم فسألهم ماذا تذاكرون فقال لهم "تعالوا اديكم درس في التاريخ" فبدأ يقص عليهم حكايته مع خطة الثورة وبدأ يسترسل فقال قبض على جمال عبد الناصر وعبد الحكيم عامر وقصة اعتقاله للواء حسين فريد رئيس اركان الجيش حينذاك وضربه لضابط من ضباط البوليس الحربي بطلقة في قدمه فبدأ تشكيل وجدان مصطفى سلطان في هذه اللحمه الثورية وكان لقاء مصطفى سلطان بيوسف صديق والد صديق حسين في عام 1963 وكان هذا اول لقاء بين مصطفى ويوسف صديق ثم ظلت العلاقة بينه وبين صديقه حسين الى ان التقى مصطفى سلطان بالزعيم الراحل جمال عبدالناصر والمشير عبد الحكيم عامر في منزل حسين صديق في العيد الكبير عام 1964 . تعيين مصطفى سلطان بشركة الحديد والصلب 12/7/1965 بوظيفة مختبر معامل كميائية ثم بدأ العمل بالنشاط النقابي عام 1969 بأنضمامه للجنة الثقافية والتي كانت تشرف على المجلة التي تصدرها النقابة انذاك وفي عام 1973 قد ترشح للانتخابات المناضل العمالي محمد الديب وانضم اليه مصطفى سلطان وايده ثم انضموا الاثنان معا لحزب التجمع لقرب رؤيته من الدفاع لحقوق العمال والفلاحين ثم ترشح مصطفى سلطان لانتخابات اللجنة النقابية عام 1976 وتم اسقاطه من قبل الامن ثم حدث تحالف على مستوى الجمهورية لحزب التجمع في دورة انتخابات 1979 وقد تم شطبهم من قبل المدعى العام الاشتراكي لاتهامهم بالشيوعية وعارضتهم للاديان السماوية وكان عدد المشطوبين 76 مرشح نقابي على مستوى الجمهورية خمسة مرشحين من الحديد والصلب وهم " مصطفى سلطان – محمد الديب – سيد عبدالراضي –محمد كمال عواد – محمد عبدالرحمن " وقد قام بالدفاع عنهم المحامي المناضل الكبير عبدالله الزغبي ومحامي الشعب احمد نبيل الهلالي في مرافعة من اهم المرافعات في تاريخ القضاء المصري والتي تدرس حتى الان . وقد حكمت لهم المحكمة بالعودة لكشوف المرشحين وقد نجحوا بأكتساح في تحدي كبير للامن وهذه اول معركة يكسبها اليسار في شركة الحديد والصلب ثم بدأ الامن في اجهاض اليسار الذي ذاع صيته بين الاوساط العمالية وفي اول اعتقال من مباحث امن الدولة لمصطفى سلطان كان 29/3/1980 وقد تم اتهامه بقلب نظام الحكم وكان من الذين تم اعتقالهم معه في نفس القضية احمد نبيل الهلالي – محمد الديب – احمد فهيم – محمد السيد – ماجد الصاوي واخرين وتم حبسهم في سجن القلعة وتم الافراج عنه بعد 20 يوم ومحمد الديب بعد ستة اشهر . اما مواقفه في قضية التطبيع مع العدو الصهيوني فوجئ اعضاء اللجنة النقابية بأجتماع طارئ بدون جدول اعمال ثم بدأوا في مناقشة زيارة اسحاق نافون لشركة الحديد والصلب برفقة الرئيس السادات بعد توقيع اتفاقية كامب ديفيد في اول زيارة رسمية لمسئول اسرائيلي لمصر وقد قام كلاً من مصطفى سلطان ومحمد الديب بأعتراض كامل على هذه الزيارة وقد ايد رئيس النقابة سليمان ادريس بتأييد عضويين النقابة وكان سيد عبد الراضي في هذا الوقت معتقل ثم تحدث مصطفى سلطان قائلاً اذا جاء اسحاق نافون سأكون اول من يضربه بحجر وبعد خروج سيد عبد الراضي من المعتقل نشر محضر الاجتماع وتم حث العمال واثارتهم ضد هذا الموضوع فتم الغاء الزيارة تماماً والمشتركين في انجاح المعركة الثانية ضد النظام والامن في المعركة الثانية لليسار هم " مصطفى سلطان – محمد الديب – سيد عبدالراضي – سليمان ادريس وكان ذلك في نوفمبر عام 1979. والمعركة الثالثة التي اشعلت الصدام مع السلطة وامن الدولة كان ذلك في الإنتخابات الرئاسية عام 1986 بعد انتشار قواعد حزب التجمع وازدهار شعبيته وحصوله على شعبية جارفة قام اعضاء حزب التجمع بالتبين بأصدار بيان تحت عنوان "لماذا نقول لا لمبارك " وكانت هذه اول انتخابات رئاسية لحسني مبارك وتم توزيع البيان على عمال منطقة حلوان وتم اعتقال كلاً من " مصطفى سلطان – فرج محمد فرج – يوسف عبدالحليم – حامد النجار " وذلك بعد معركة وتشابك بالايدي مع الامن فعندما كان يوزع مصطفى سلطان المنشورات امام معهد الفلزات قام ضابط ام ال دولة بشيمته شتيمه بذيئه و نابيه مما اثار غضب المناضل العمالي فرج محمد فرج فقال للضابط حسين " ده راجل محترم وله مكانته في المنطقة وبين العمال فقام بسبه ايضاَ " فقام المناضل العمالي فرج محمد فرج بضربه وانهال عليه افراد الامن والمخبرين بالضرب ثم تم اعتقالهم وحبسهم بقسم التبين ثم تم ترحيلهم لسجن المزرعة بطره وعند ذهابهم للسجن عرفوا من امين شرطة من حراس السجن بأنه لم يصدر ضدهم امر اعتقال فقام كلاً من مصطفى سلطان وفرج محمد فرج ويوسف عبدالحليم ابلاغ المحامي الكبير سيد ابوزيد محامي الحزب في ذلك الوقت بأنذار وزير الداخلية ذكي بدر بعدو وجود امر اعتقال او قرار حبس من النيابة فقام بأخرجهم فوراً بعد اعتقالهم 20 يوم تقريباً .ثم ضل اليسار في الحديد والصلب بتركيز قواعده حتى جاءت المعركة الكبيرة معركة اعتصام الحديد والصلب 1989 والذي لعب فيه اليسار دور كبير جداً في حث العمال على الاعتصام لتلبية مطالبهم ومن ابطال وقادة هذا الاعتصام مصطفى سلطان – سيد عبدالراضي – يوسف عبد الحليم – صلاح الانصاري – حامد خليفة – حامد النجار – صبحي الفرماوي – فرج محمد فرج – فوزي محمدين – مصطفى نايض – محمد مصطفى – هريدي محمد – عبد الرشيد هلال واخرين وان كان بعض الاسماء كانوا معتقلين ولكنهم كانوا من زرعوا الشرارة الاولى وهذا كان انتصار كبير للقوى العمالية وفي عام 1990 انتخابات النقابة التي اكتسح فيها اليسار الانتخابات والذي فاز برئاسة اللجنة النقابية مصطفى سلطان بمساعدة زملائه وكانت ضربة كبيرة للامن وللسلطة ففي عام 1991 كانت هناك مطالب للعمال بزيادة الحافز فقامت الدولة وامن الدولة بمساومة النقابة لتهدئة العمال المعتصمين مع اعضاء اللجنة النقابية يوسف عبدالحليم – حامد خليفة – سيد عبدالراضي – محمد حسن البربري – فوزي محمدين وفي محاولة لرشوة رئيس النقابة وعضو مجلس الادارة المنتخب " دكتور امام عبد الرحمن فتمت دعوتهم من قبل د/ احمد العماوي وزير القوى العاملة في حضور محمد عادل الدنف رئيس الشركة القابضة للصناعات الهندسية والمعدنية لمقابلة يوسف والي نائب رئيس مجلس الوزراء " وقال لهم الدنف انت عاوز كام يا مصطفى ولا عاوز ايه انت نعملهولك رد عليه مصطفى سلطان قاله احنا عاوزين حقوق العمال قاله الدنف في حضور العماوي ودكتور امام انت بعد النهاردة مش هاتبقى رئيس نقابة " وانتهت المقابلة بفشل التفاوض وفي اليوم التالي تم ارسال الجهاز المركزي للمحاسبات للجنة النقابية لاتهامهم بأهدار المال العام في مشروع الاجهزة الكهربائية لعمال الحديد والصلب ثم قامت النقابة العامة بوقفهم عن النشاط النقابي وتم التشهير بهم بسرقته لمليون جنيه من اموال صندوق الزمالة وذلك من خلال جرائد الحزب الوطني جريدة 15 مايو وجريدة الفجر ثم لم يثبت عليهم اي ادانه ورفعوا قضايا عديدة لعودتهم للعمل النقابي ولم يتم تنفيذ احكام القضاء وفي عام 1998 قام مصطفى سلطان بعمل نشرة اهالي التبين التي تصدر من خلال حزب التجمع لفضح ممارسات رئيس الشركة لتخسير الشركة وذلك لخصخصتها وبيعها وخروج العمال للمعاش المبكر ثم قام مصطفى سلطان هو و د/ امام عبد الرحمن بتسريب مستندات لنائبي البرلمان حينذاك " البدري فرغلي – ابوالعز الحريري لعمل استجواب في مجلس الشعب لقضية تخسير الشركة " الحديد والصلب " ثم قام رئيس الشركة د / علي حلمي بتحويل مصطفى سلطان للجنة الثلاثية لفصله من الشركة لاعتدائه بالقول على رئيس مجلس الادارة وذلك لنشره المستندات التي تدل وتبرهن عن تخسيره لشركة الحديد والصلب وذلك بتعليمات امن الدولة وعندما توسط خالد محي الدين رئيس حزب التجمع وكلم كمال الجنزوري رئيس الوزراء فتحدث لرئيس الشركة الذي كان عديلاً لزكريا عزمي رئيس ديوان رئيس الجمهورية فقال له علي حلمي " يا انا يا مصطفى سلطان في الشركة " فتم المفاوضة على اجباره على طلب نقل للشركة الاهلية للصناعات المعدنية التي كانت تحت التصفية وامضاء طلب معاش مبكر وعدم طرده من شقة السكن الاداري التي كانت تملكها الشركة وذلك موجز بسيط لتاريخ هذا الرجل " مصطفى سلطان " القائد العمالي توفي مصطفى سلطان 23/9/2020 عن عمراً ناهز 76 عاما رحمة الله على القائد العمالي ….