تواجه شركة النصر لصناعة الكوك مصيرا غامضا، ومخاوف من أن تلحق بجارتها شركة الحديد والصلب والتي تمت تصفيتها، وذلك عقب توقف البطاريات بالشركة نتيجة لنقص إمدادات خام الفحم اللازم للتشغيل، لعدم تواجد سيولة مالية متوفرة لاستيراد المواد الخام. أحد القيادات العمالية بالشركة أكد ل"الأهالي"، أن هناك توقفا كاملا للبطاريات عن الإنتاج بسبب عدم وجود خام الفحم اللازم للتشغيل، مرجعا السبب في ذلك لرفض وزارة البيئة من استيراد الفحم، حتى تقوم الشركة باتمام عميات التوافق بيئيا، والذي لم يتم حتى الآن "حسب قوله". وتابع، أنه منذ شهر يونيو الماضي والشركة لم تقم باستيراد خام الفحم، موضحا أنه كان هناك سيولة مالية للشراء ولكن عدم موافقة وزارة البيئة حال دون ذلك، مؤكدا أن الدراسة الخاصة بتحديد مصير الشركة، انتهت منها اللجنة منذ أكثر من شهر، وحتى الان لم يتم الإعلان عن نتائجها. وتابع، أن التوقف التام هو سيد الموقف الان، ولكن يتم عملية التسخين الداخلي للبطاريات الثلاثة بالشركة، وذلك لمنع تعطلها وخروجها نهائيا عن العمل، مؤكدا أن تكلفة هذه العملية 500 ألف جنيه في اليوم الواحد، أي حوالي 15 مليون جنيه شهريا، دون إنتاج. ومن جانبه، أكد وزير قطاع الأعمال العام هشام توفيق، أنه تم تشكيل لجنة تابعة لمجلس الوزراء، من أجل تحديد مصير الشركة، حيث سيتم رفع الدراسات لرئيس الوزراء ليتخذ القرار المناسب. جدير بالذكر أن هذا القرار هو ما تم اتخاذه أيضا قبل القيام بتصفية شركة الحديد والصلب، حيث تم تشكيل لجنة لتحديد مصيرها أيضا، وانتهت اللجنة إلى عدم جدوى تشغيل الشركة وضرورة تصفيتها لوقف نزيف الخسائر. وكان وزير قطاع الأعمال قد أعلن مؤخرا عن وجود شركتين تابعتين لقطاع الأعمال، لم تتضح الرؤية بشأنهما ومن الممكن تصفيتهما، قائلا: «لدينا شركة أو اثنين يمكن تصفيتها ومازالت لم تتضح الرؤية حتي الآن بشأنهما، مؤكدا أن قرار تصفية الشركات يأتي بعد التأكد أنها لن تحقق مكاسب ومستمرة في الخسائر». وأشار إلى أنه مكلف بإيجاد حلول جذرية للشركات التي تحقق خسائر، مشيرًا إلى أن الشركات التي تستمر في الخسائر لابد من إغلاقها. وأنشئت الشركة عام 1960 وبدأت إنتاجها عام 1964 ببطارية واحدة بعدد 50 فرنا، بطاقة إنتاجية سنوية 328 ألف طن كوك تعديني، وتم إنشاء البطارية الثانية وبدأ الإنتاج عام 1974 بعدد 50 فرنا بطاقة إنتاجية سنوية 328 ألف طن وتم إنشاء البطارية الثالثة عام 1979 بعدد 65 فرنا بطاقة إنتاجية سنوية 560 ألف طن كوك وتم انشاء البطارية الرابعة عام 1993 بعدد 65 فرنا بطاقة إنتاجية 560 ألف طن سنويا ً ليكون الطاقة الانتاجية للبطاريات الاربع 1.6 مليون طن سنوي. وكانت الشركة تبيع نحو 90 في المئة من الكوك إلى شركة الحديد والصلب التي تم تصفيتها، بينما تعتمد بنسبة عشرة في المئة فقط على التصدير، إلى أن توسعت في التصدير خلال الفترات الأخيرة.