شكشكة "الأهالى" فى عيدها الذهبى بقلم إقبال بركة لن انسي موقف جريدة الاهالي التى ساندتنى بعد أن نشرت مقالاتى عن «الحجاب» التي أثارت صدمة كبيرة. نشرت المقالات بعد ان قرأت كتاب المستشار محمد سعيد العشماوى «حقيقة الحجاب وحجية الحديث» الذى نشره ردا علي الشيخ محمد سيد طنطاوى. ولأن الموضوع يهمنى كمسلمة فقد عكفت بعدها علي قراءة كل ما وقعت عليه عيناى حول موضوع الحجاب، وخلصت إلى نتيجة كتبتها في مقالات قدمتها الى رئيس مجلس ادارة مجلة «روزاليوسف» في ذلك الوقت الاستاذ محمد عبد المنعم، فعرضهم على المستشار المرحوم سعيد العشماوى الذي تحمس كثيرا لما قرأ، وأوصى بنشرها، ثم قمت بعد ذلك بنشر المقالات في كتاب. تسببت المقالات والكتاب فى زوبعة من المعارضة، ورفعت ضدى قضيتان فكلفت نقابة الصحفيين محاميها الاستاذ سيد ابو زيد بالدفاع عنى. أما جريدة «الأهالى» فنشرت نداءا للصحفيين «تضامنوا مع اقبال بركة»، كما كتب رئيس التحرير المرحوم د. رفعت السعيد عدة مقالات لخص فيها الكتاب. لهذا أصبحت تربطنى بجريدة الأهالي علاقة «قرابة»، رغم إنى كنت، محسوبة علي الليبراليين، وطلبوا منى ان اكتب بها عمودا اسبوعيا اسميته «شكشكة»، فقد رأيت أنه أنسب اسم لفكر يسعى لإيقاظ الناس من غفوة طويلة تسببت فيها آراء الجماعات الإسلامية فهو فكر يصيب المجتمع بشلل تام قد يعيد البلاد إلى العصور الوسطى. فكر هذه الجماعات جعل البلاد «محلك سر» فلم نتقدم خطوة واحدة بل تراجعنا كثيرا عما كنا عليه قبل نشأة تلك الجماعة فى نهاية الأربعينات من القرن العشرين. سعدت كثيرا بهذه الفرصة الرائعة، أن ألتقى وجها بوجه مع صفوة المثقفين العرب من متابعى جريدة «الأهالى»، والناشرين فيها مقالاتهم. فالفكر الذى تتردد أغلب الصحف العربية عن نشره، يجد قبولا بل وتشجيعا لدى هذه الصحيفة الرائعة. المهم أن يكون واضحا ومؤسسا على حقائق لا يمكن إنكارها. قد يكون فكرا متطرفا فى التفاؤل ولكنه سابق لأوانه. وكم من الآراء المقبولة اليوم أثارت زوبعة من الرفض والتشكيك وقت إعلانها ثم أصبحت مقبولة بمرور الوقت بل ويتشبث بها الكثيرون. ومن أشهر التعليقات التي يتم تناقلها عن الكاتب الفرنسى «فولتير» «قد أختلف معك في الرأي ولكنني على استعداد أن أموت دفاعًا عن حقك فى إبداء رأيك». والمقصود هنا أن الرأى الذى قد تختلف معه اليوم قد تتحمس له فى الغد، وتدعو اليه. وهذا ما تابعته جريدتنا الغراء، إيمانا بالتطوير المستمر فى الفكر البشرى وضرورة مواكبته.. نهنىء جريدتنا الغراء بعيدها وندعو الله أن تواصل مهمتها النبيلة وتفتح صفحاتها لكل فكر جرىء ومخلص وكل قلم حر.