كتبت: نسمة تليمة تحول الطفل الذى كان يسير فى هدوء داخل جنازة والدته الأميرة ديانا وهو لا يذرف دمعة واحدة بناءا على أوامر بذلك، منذ أكثر من عشرين عاما، الى طفلا مشاغبا، يتسبب فى احراج الجميع، ويتهم والدته بعدم التفهم والخذلان. منذ ساعات وصفت الصحف البريطانية احدي اللقاءات التليفزيونية بأنها أقرب الى القنبلة النووية التي ألقاها كلا من الأمير هارى حفيد ملكة برياطانيا اليزابيث الثانية وزوجته ميجان ميركل الممثلة الأمريكية خلال احد اللقاءات مع أوبرا وينفري الذى عرض على قناة ( سي آي أس) .. تتصدر عناوين الصحف البريطانية، بعض مقتطفات اللقاء المثير والصادم على حد وصف بعض نواب برلمان البريطاني، وأنه يؤدى الى احراج الملكة وأفراد باكينجهام، كما تنشغل صحف أخري بالدفاع عن العائلة الملكية والطعن فى حديث الممثلة الأمريكية التي خرجت من القصر البريطاني منذ عام وبعض الاشهر بعد أن تنازل زوجها الأمير هاري عن المهام الملكية. بدايات تعد قصة حب هاري وميركل من القصص المعتادة داخل العائلة المالكة البريطانية الا أنها انتهت بنهاية سعيدة بالزواج هذه المرة، وفرض هاري رأيه لأول مرة، رغم فشل جده ادوارد الثاني فى ذلك واضطراره الى التنازل عن عرش بريطانيا فى والزواج من أمريكية مطلقة أحبها، ايضا خالة أبيه الأميرة مارجريت شقيقة الملكة ورفضها الزواج من أحد العاملين داخل القصر الملكي. تعد مقابلة ميجان وهي أكثر مقابلة استثنائية منذ حديث الأميرة دايانا مع مارتن مراسل بي بي سي عام 1995 حين تحدثت عن الازمات والأذى الذى لحق بها داخل العائلة المالكة البريطانية وخيانات زوجها الأمير تشارلز. جاءت المقابلة الجديدة لتضرب عرض الحائط بالكثير من الصور الفوتوغرافية والمعني الذى حرص عليه القصر الملكي أن يوصله الى الشعب والعالم عن العائلة السعيدة التي تقوم بالمهام الملكية عى اختلاف أفرادها فى هدوء وتنتشر الصور الخاصة بحضور الأميرات لبعض المناسبات والابتسامات والافيهات المتخيلة وراء تلك الصور، حيث قالت ميجان أنه خلال الأربع سنوات التي عاشتها داخل العائلة المالكة ليس كل ما يبدور يشبه الحقيقة، كما قال الأمير هاري الذى أعطي الفرصة لزوجته أن تتهم من شاءت داخل أسرته باتهامات تعد الأسوأ على الاطلاق ومنها " العنصرية"، كما اكد هاري نفسه خلال حديثه مع اوبرا وينفري أنه افتقر الدعم والتفهم من عائلته ولهذا قرر الرحيل، كما وصف هاري وفقا لصحيفة " ميل اون صنداي" البريطانية، وديلي ميل أن والده واخيه محاصران وأنه هو الأخر كان محاصرا وأنقذته زوجته. تصريحات ميجان خلال لقائها مع اوبرا وينفري جاءت بعيدة عن الملكة اليزابيث، ولم تنتقدها، واكدت انهما على اتصال دائم بها عبر تطبيق " الزووم" لكنها لوحت باشارات الى عدم قبولها داخل القصر، والى معاملة سيئة تلقتها والى تعرضها للبكاء على يد كيت ميدلتون دوقة كامبريدج وزوجة ويليام، ورغم تأكيدها انها أحضرت لها ورود وأنها " جيدة" لكنها قالت أنها أخطأت فى حقها واعتذارها كان طبيعي. كما وصفت نفسها بأنها كانت " ساذجة" حين دخلت الى العائلة المالكة البريطانية، وشعرت أنها محاصرة ولم تري جواز السفر الخاص بها او مفاتيحها ورخصة القايدة الخاصة بها، لأن كل ذلك يتم تسليمه وقالت أن الأمير هاري أنقذ حياتها حين وافق على الانتقال الى لوس أنجلوس، كما زعمت أن أحد اقارب هاري سأله الى أي مدي سيكون طفلهم " ذو بشرة بنية" وهو ما اندهشت له وينفري، وحاولت الضغط بكل الطرق خلال اللقاء للتعرف على صاحب السؤال لكن ميجان اكتفت بقول " انه ضار جدا لهم ذكر اسمه" كما اعتبر هاري الأمر محرجا ولا يريد الحديث عنه أبدا. كما أكدت ميجان أن الادراك مختلف عن الصورة الخيالية التي قد يكونها الشخص، وقالت أن طفلها الأول آرتشي تم حرمانه من لقب أمير بسبب عرقه المختلط وسألتها أوبرا هل من المهم اللقب؟ أجابت أنها ليس لديها اى ارتباط بعظمة الألقاب الرسمية ولكن الامر يتعلق بأمان ابنها وأنهت حديثها " يؤسفنى أن أصدقهم عندما قالوا أنني سأكون فى حماية". يذكر أن الزوجان يعيشان بعد قرار مغادرة بريطانيا والتنازل عن أدوارهما الملكية فى مونتيسيو كاليفورنيا، ومنذ وقت اللقاء زالكثير من الصحف تهاجم الأمير هاري وتعتبره تحول من رجل " أكشن" على حد وصفهم الى رجل ضعيف وأن ميجان تسيطر عليه، في حين طلب أحد النواب " أندريا جنكيز" تذكر حياة ملكة بريطانيا الطويلة وخدمتها للواجب وعد الالتفات الى تلك الأحاديث. مازال القصر الملكي لم يرد أو يصدر منه أى رد فعل على اللقاء الذى تابعه الملايين، وأثار الجدل خلال الساعات الماضية، والذى انهته اوبرا وينفري بالحديث عن جنس الطفل الثاني للضيفان واعلان أنها "فتاة" والتي لن يحق فى الوضع الجديد لوالديها اطلاق " اميرة " عليها وفقا للقواعد التي وضعها "جورج الخامس" .