يزداد ملف سد النهضة تعقيدا يوماً بعد يوم دون وجود أفق لحل قريب يرضي أطراف النزاع، خاصة بعد اعلان الولاياتالمتحدة ، مؤخرا وبشكل رسمى تعليق جزء من مساعداتها المالية لإثيوبيا ردا على قرار أديس أبابا البدء بملء السد قبل التوصل لاتفاق مع مصر والسودان بشأن هذا المشروع الضخم الذي تبنيه على النيل الأزرق، والتى تقدربنحو 130 مليون دولار ويراها البعض أنها لن تؤثر كثيرا على خطط إثيوبيا للانتهاء من بناء السد ، وبعد فشل الجولة الاخيرة من المفاوضات بسبب استمرار الخلافات حول العديد من النقاط القانونية والفنية بشأن النسخة الأولية المجمعة لمقترحاتها فيما يخص مفاوضات السد ، والتى لم ترق بعد إلى عرضها على هيئة مكتب الإتحاد الإفريقي برئاسة جنوب أفريقيا، الأمر الذى اضطر معه وزراء المياه إلى التوافق على قيام كل دولة منفردة بإرسال خطاب إلى رئيس جنوب افريقيا يتضمن رؤيتها للمرحلة المقبلة، خاصة فى ظل تفاقم هذه الخلافات لدرجة عدم قدرتها على صياغة مسودة بنقاط الاختلاف بينهم. عباس شراقى من جانبه ،علق دكتور " عباس شراقى" ، استاذ "، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية في جامعة القاهرة ، بأن هناك حالة من الصمت لدى الاتحاد الافريقى بعد تلقيه رؤية كل دولة على حده فى اتفاق السد بعد فشل دمج اتفاق شامل فى 28 أغسطس الماضى، مشير الى انه من المتوقع الدعوة لعقد اجتماع قمة مصغرة خلال الايام القادمة لعرض نتائج المفاوضات، موضحا أن فيضانات السودان قد ساعدت على هذا الصمت ،بالاضافة الى عدم قدرته على عرض حلول وسط. واضاف " شراقى "، انه اذا لم يحدث تحرك من الاتحاد الافريقى فيجب علينا أن نطالبه بسرعة التحرك اما بتكملة المفاوضات أو أن يكتب تقريرا الى مجلس الأمن بنتائج هذه الجولة التى استغرقت أكثر من شهرين (26 يونيو – 28 أغسطس 2020) وفشلها فى التوصل الى اتفاق يرضى جميع الأطراف، تخللها عقد جلسة لمجلس الأمن 29 يونيو 2020 لمناقشة القضية واعطائه الفرصة للاتحاد الافريقى لتكملة حل القضية، وفى النهاية فالعودة الى مجلس الأمن لمباشرة المفاوضات تحت رعايته قد يكون المطلب القادم. وفى سياق متصل، اكد " شراقى" ، ان تصريحات وزير الريّ والموارد المائية السوداني دكتور" ياسر عباس"، بأن "غزارة الأمطار في الهضبة الإثيوبية هي السبب الأساسي للفيضانات"، متوقعاً " ألا تحدث فيضانات في السودان بعد اكتمال تشييد سد النهضة الإثيوبي"، و"ان سدى الروصيرص ومروى كسرا حدة الفيضان"، وفى يونيو الماضى صرح أيضاً أن "درجة أمان سد النهضة أفضل من السدود السودانية والسد العالي"، هى تصريحات غير دقيقة ،حيث أن الأسباب الأساسية لسيول وفيضانات السودان هذا العام هى زيادة الأمطار الداخلية التى سقطت على 16 ولاية سودانية، أما أمطار اثيوبيا فهى مسئولة عن فيضان النيلين الأزرق والأبيض وجزئيا فى بعض الروافد، حيث ينبع النيل الأبيض من المنطقة الاستوائية (بحيرة فيكتوريا) التى تساهم بنسبة الثلثين عن طريق بحر الجبل، والثلث الآخر من نهر السوباط الذى ينبع من اثيوبيا الى دولة جنوب السودان ليشكلا النيل الأبيض، أما النيل الأزرق فهو ينبع من اثيوبيا ويقع عليه سد النهضة الذى لن يمنع سوى فيضان النيل الأزرق وهو يشكل نسبة بسيطة من فيضانات هذا العام، ولاعلاقة لسد النهضة بفيضانات النيل الأبيض وعطبرة والرهد والدندر وجاش ومناطق القضارف وكسلا وولايات كردوفان الثلاثة وغرب السودان بالفاشر، واذا كان سد النهضة سوف ينظم جريان النيل الأزرق فهو أيضا الخطر الأكبر فى حالة اندفاع جزء من مياهه فى وقت الفيضان، مضيفا ان معظم فيضانات وسيول السودان من أمطار داخلية على 16 ولاية، عدا النيل الأبيض والأزرق وعطبرة من اثيوبيا، ، وبناء عليه فأنها تدمر ولا تصل الى مصر من هنا التعاون المصرى السودان ضرورى للحماية والاستفادة.