كشف مركز الإعلام الرقمي، عن تنامي أعداد حسابات داعش وأنصاره على مواقع التواصل الاجتماعي،حسب المركز، وتمكن التنظيم مجددا من توظيف أدوات الإعلام من تصوير وإخراج فني لمقاطع فيديو جديدة. وأشار المركز إلى أن هذه العودة جاءت خلال الأشهر الماضية التي رافقت أزمة جائحة كورونا، وأدت الى تأخير استجابة دعم الفيسبوك لطلبات حذف الحسابات. وأضاف حسب تقرير نشرته “روسيا اليوم”: أن “أعضاء تنظيم داعش ومن يساندونهم استغلوا الفرصة وبدأوا بإنشاء حسابات جديدة أو إعادة تفعيل حسابات قديمة، وقاموا بنشر عملياتهم الإرهابية والترويج لها عبر المنصة”. وأكد المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب أن الجماعات المتطرفة وجدت في أوروبا خلال الوباء فرصة هامة للانطلاق مجدّدا في شن حملات دعائية لحشد القواعد وتأليبهم على الحكومات، لكن بطرق مختلفة رغم أنها ليست جديدة كتوظيف الألعاب الإلكترونية لنيل أهدافها الأيديولوجية. أكد باحثون أن "منصة «الذئب المنفرد» الموالية لداعش دعت إلى استخدام أنماط جديدة منها (القتل بالسم، والدخان، والأسهم المسمومة، والصعق الكهربائي)، وتم طرح ملصقات أخرى في أعقاب مقتل البغدادي تدعو إلى استخدام (البالونات الحارقة)، واستخدام (المناطيد) لعمليات المسح بالقرب من المناطق العسكرية، وتوظيفه في عمليات النقل والاختباء والهجرة وتطوير إمكانياته عن طريق التحكم فيه عن بعد. و أشار «المركز الأوروبي» إلى أن المواقع الثلاثة هى بدائل جديدة وآمنة لتمرير "داعش" خطابات جهادية، مستفيدة من وجود ثغرات في الرقابة الفنية لبث خطابات الكراهية والحث على العنف. وكان داعش استخدم تطبيقا تاما ليعلن عبره عن مسؤوليته عن هجوم جسر لندن. وتتميز المنصة الصينية بجودة شبكتها وسهولة استخدامها، وفتح الباب أمام إنشاء مدونات يصل الأعضاء فيها إلى أكثر من (100) ألف شخص كما يصعب فك تشفيرها. كما تحولت منصة "ساوند كلاود" أيضا إلى منصة بديلة وآمنة لتنظيم “داعش” في الغرب لنشر خطاباتها المتشددة. ويقول المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب، إن الإرهاب تحول من العمليات العشوائية التى ترتكز على العنصر البشري إلى عالم السيبر الفضائي. ودلل على ذلك بعدد من العمليات الإرهابية الداعشية التي جرت في أوروبا، والتي كانت نتاج تواصل لشبكات الإرهابيين بعضهم ببعض من غير حاجة إلى لقاءات شخصية، ومن دون سابق معرفة. فعلى سبيل المثال كشفت نتائج التحقيقات التي جرت في فرنسا بعد حادثة مسرح “الباتاكلان”، إن الإرهابيين قد استخدموا في التواصل بينهم بعض الألعاب المتاحة على شبكة الإنترنت، وقد نجحوا في خداع أجهزة الأمن الفرنسية والأوروبية عبر تجنبهم استخدام طرق التواصل أو الاتصال المعروفة. واختتم المركز تقريره بما أورده على لسان «ديفيد غليبرت» الباحث المتخصص في الإرهاب الرقمي بجامعة ليستر البريطانية، والذي قال إن داعش واجه حصارا قويا بعد النشاط الكبير للفرق الأمنية بموقعي التواصل التقليديين فيسبوك وتويتر، بسبب الضغط الذي فرضته الحكومات الأوروبية والمجتمع الدولي عليهما لسد الثغرات أمام حراك المتطرفين على وسائل التواصل الاجتماعي. وأوضح أن داعش عاجز الآن، ويواجه الكثير من التحديات الميدانية والافتراضية، ما جعل فرق التنظيم الخاصة بمنصات التواصل تتجه نحو وضع شروط جديدة تتناسب مع الخطاب الإعلامي لداعش وتدعم قدراته على الإدارة والتجنيد على الإنترنت.