* طالبنا بالسيسي مرشحاً للرئاسة وأيدناه رئيساً والأيام أثبتت صحة مواقفنا * الحكومة نجحت في التصدي لأزمتي السيول وكورونا وفي الأوقات العصيبة نهمس في أُذن المسئول ولا نطرح مطالب * العالم بعد كورونا سيتحول من عولمة الاقتصاد إلى عالمية الاقتصاد بمشاركة الجميع * نمتلك تراثا حزبيا وطنيا وليس بيننا فاسد أو صاحب مصلحة * أحذر من أن يكون البرلمان القادم للأغلبية وليس برلمان أغلبية وأطالب بفتح حوار وطني لاستكمال بناء الدولة وتقوية مؤسساتها (..44 عاما مرت على تأسيس حزب التجمع الوطني التقدمي الوحدوي ..سنوات من النضال بدأ كرد فعل لرغبة الجماهير في تنظيم سياسي يدافع عن مصالحهم، ويقودهم في معارك من أجل التنمية والحرية والكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية، والنضال المستمر في سبيل بناء مصر الجديرة بشعبنا المصري الكادح وقواه الوطنية المناضلة، مرورا بمعارك ضد الفساد والانفتاح العشوائي، والاستغلال والتفريط في كرامة الوطن والمواطن، والتطبيع مع العدو الإسرائيلي، ثم قطع الطريق على مخطط التوريث والتمديد مطالبا بالديمقراطية وتداول السلطة، مواجها مخططات بناء الدولة الدينية الطائفية الإخوانية، والتحالف الأمريكي الإخواني التركي القطري لهدم الدولة الوطنية المصرية..سنوات من النضال معبرا عن مصالح وطموحات وأهداف الفئات والطبقات الشعبية العاملة والمنتجة، من عمال وفلاحين وحرفيين ومهنيين ومهمشين ورأسمالية وطنية منتجة في مجالات الصناعة والزراعة والخدمات وغيرها من المجالات الاقتصادية، مدافعا عن مصالح الطبقات الشعبية والوسطى والشباب والنساء وأصحاب المعاشات.سنوات يكتبها التاريخ بسطور من نور لم يعارض فيها “التجمع ” ..ما هو المناخ الذي نشأ فيه الحزب ..وما هي طبيعة المعارك التي خاضها من أجل مجتمع تتحقق فيه العدالة الإجتماعية واستقلال الوطن وسلامة أراضيه ..وكيف اكتسب كل هذه الثقة والرضا من جانب المجتمع بمكوناته الوطنية ..وما هي طبيعة تعامله من السلطة في الأزمنة المختلفة ..وماذا عن مواقفه من جماعة الإخوان منذ التأسيس وحتى ثورة 30 يونيو ..وما هو تقييمه لأداء الحكومة الحالية في ظل كافة التحديات الراهنة ..وما هي مطالبه وبرنامجه خلال الفترة المقبلة ..للإجابة على هذه التساؤلات وغيرها كان هذا الحوار مع النائب سيد عبدالعال رئيس حزب التجمع..) *التجمع ولد كبيرا وشابا..ما تفسيركم كواحد ممن عاصروا التأسيس؟ **كنت واحدا من عشرات الالوف من شباب مصر، يبحثون عن قائد، للوقوف خلفه في مواجهة سياسات الرئيس السادات التي تراجع فيها عن مشروع التنمية الكبير الذي كان يقوده الرئيس جمال عبدالناصر، والذي توقف بعد هزيمة 67 ..ومن هنا كانت فكرة تأسيس “التجمع” استجابة لاحتياج موضوعي وأرض خصبة للعمل السياسي الحقيقي والوطني، وهو ما أعطاه صفة الإستمرارية حتى الآن، كونه لم يكن رد فعل مجموعة من السياسيين قرروا تأسيس حزب، ولكن كان احتياجا شعبيا جماهيرا، وهذا ما ظهر في التأسيس لأن أغلب الكادر السياسي، الفني، المهني الذي عمل في الستينيات وحارب في السبعينيات، إنضم إلى حزب التجمع، حيث توافد الالاف من كافة المهن والوظائف،وكان عددهم 160 الف عضو في الشهور الثلاثة الاولى من التأسيس للمنبر في 10 ابريل 1976، وكانوا تعبيرا عن تكوينات إجتماعية في جسم المجتمع، فنشأ للشعب المصري حزب، وكان القائد والزعيم هو خالد محيي الدين .. رئيس الحزب يتحدث إلى منصور عبدالغني وعبدالوهاب خضر *الشباب هم كلمة السر داخل حزب التجمع منذ التأسيس، وكان لهم دور كبير في الحفاظ عليه، بعد مظاهرات يناير 1977 ..كيف تم ذلك في ظل وجود القيادات التاريخية للحزب؟ **قضيت أكثر من نصف عمري في حزب التجمع، وكانت عضويتي في قصر النيل، ووقت التأسيس كنت شابا وعضوا في اللجنة المركزية لمنظمة الشباب، ومستشارا في إتحاد طلاب مصر، وتشاورت مع الزملاء في منظمة الشباب واتحاد الطلاب، وكانوا قد قرروا الانضمام للتجمع، وأسسنا اول اتحاد شباب تقدمي، وكانت هيئته التأسيسية الأولى، هي من ممثلي عضويتنا في المحافظات، وبلغت 850 عضوا، منهم من أصبح بعد ذلك أمينا للمحافظة ..دخلت الحزب في أبريل 1976 وفي اكتوبر تم تشكيل اتحاد الشباب الذي يعتبر الركيزة الاساسية لمواجهة الضربة الامنية التي وجهها السادات لحزب التجمع في عام 77، والقبض على غالبية كوادره، وفي هذه الغرفة اتخذ زعيم الحزب خالد محيي الدين قرارا باعادة تكوين لجان المحافظات بقيادة جديدة في كل القطر على غير ما توقع الامن الذي اعتقد انتهاء حزب التجمع، ووقتها خرج الزعيم خالد محيي الدين في جولة في كل محافظات مصر، وحل محل لجنة المحافظة المقبوض عليها لجنة اتحاد الشباب التقدمي، وهذه الرحلة كانت قائمة على محورين للدفاع : الدفاع عن وحدة الوطن ارضا وشعبا، في ظل دولة قوية، والدفاع عن المكتسبات الاجتماعية التي تحققت للمواطنين عبر السنوات السابقة لحكم السادات، وعرقلة مشاريع السلطة، في هذا الاتجاه سواء بيع قطاع عام او اجبار العمال على الخروج على المعاش المبكر، واتباع سياسات التصفية والخصخصة. خالد محي الدين *لديك إيمان كبير بالشباب وقدرة على تفجير طاقاتهم، وهو ما تجلى خلال قيادتك للحزب ..كيف نجحتم في تصعيد الشباب لقيادة الحزب من خلال هيئاته المختلفة ؟ **أي عضو يأتي لعضوية حزب التجمع، يعلم أنه لا توجد حوافز غير الحوافز الانسانية والاخلاقية وفكر وتوجه وطني ..وهي بالفعل حوافز نعتبرها تراثا حزبيا، متجسدا في الشخصيات الحزبية والوثائق..فتكوين حزب التجمع في الاساس منذ التأسيس بعضوية 160 الف عضو كان منهم 120 الف شاب، فكان من الطبيعي أن يحملوا الحزب على أكتافهم، وعند تأسيس إتحاد الشباب جرى تدريبه كما يحدث الآن ليس فقط على الفكر السياسي ولكن أيضا كيف يربط الأحداث مع بعضها البعض حتى يحدد خطوته القادمة على كافة المستويات..كما ان هناك قاعدة ذهبية في حزب التجمع نتعلمها ونعلمها لشبابنا هي ان كل الاعتبارات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تدفعنا للعمل والتضحية من أجل شعبنا تتضاءل وتتقلص امام الحفاظ على الوطن والدولة ..هو ليس قصيدة شعر ..لكن الحفاظ على الوطن ووحدة الشعب وسلامة حدوده وأراضيه ..وعندما تمكن الاخوان من حكم مصر كان هذا التراث النضالي هو البوصلة في اتخاذ موقفنا المبكر في 24 أغسطس 2012، بالتظاهر من شباب الحزب وقياداته ضد محمد مرسي وحكم الاخوان معلنين توجهنا لاسقاطه واسقاط حكم المرشد، فنحن لم ننتخب مرسي واصدرنا 3 بيانات نطلب فيها من شعبنا بعدم التصويت له، ورغم عدم ترحيب اغلب حلفائنا من الاحزاب والشخصيات الوطنية بهذه المظاهرة التي نظمها وقادها حزب التجمع الا اننا لم نتردد وفقا لرؤيتنا الحزبية بفتح المواجهة فورا وعلى المستوى الشعبي مع جماعة الاخوان الارهابية وحلفائها وذلك حفاظا على سلامة الوطن من مشروعهم التخريبي . الرئيس السيسي *الفترة الماضية كانت صعبة على جميع الاحزاب فيما عدا التجمع الذى ما زال شامخا وصامدا متحدا خلف قياداته ..هل لديكم ما يفسر ذلك؟ **منذ التأسيس وحتى الان كانت المبادئ الاساسية التي التأم عليها كل أعضاء التجمع والتي مازالت تحكم كل عضويته حتى الآن، بما في ذلك الشباب الذين لم يشاركوا لحظة التأسيس زمنها ..1-الحفاظ على دور الدولة في الاقتصاد، ووسيلتنا لذلك تقوية قطاع الاعمال وتطويره، اقتناعا منا بأن الاقتصاديات المتخلفة لا يمكن ان تنهض وتدخل القرن الحادي والعشرين بدون دور للدولة، 2- فضح وكشف الفساد ومحاصرته في مؤسسات الدولة أو خارجها .3-الحفاظ على المكتسبات الإجتماعية للمواطنين “التعليم والصحة والسكن” .4- عدم قبول اي تسوية مع العدو الصهيوني الا بعد جلاء الاحتلال من كافة الأراضي العربية المحتلة ..هذه كانت قضايانا الاساسية ..5 التصدي للدور المتصاعد لجماعة الاخوان الارهابية، وعلى الجانب الفكري قدم التجمع صياغة عبقرية أنه أول حزب برنامجي، رغم تعدد الايديولوجيات الا ان الجميع اتفقوا على برنامج حزب التجمع، وهذه الصيغة انتجت الشخصية التجمعية، حاملة لبرنامج يترجم على الارض..حزب التجمع كان خط الدفاع الاول والقوى في مواجهة المد الديني المتطرف، الذي ظهر في زمن السادات ..برنامج حزبنا نبه مبكرا من خطر تلك الجماعات التي ليست خطرا على الحكم فقط بل الوطن بأكمله، وهو ما حدث بالفعل بمقتل السادات، وتهديد الوطن .. *مر حزب التجمع بتحديات كثيرة وتم استهدافه مرات عديدة وفي كل مرة كان يخرج قويا ومنتصرا، الا ان عام الاخوان كاد ان يتسبب في شرخ داخل الكيان التجمعي ..فما دقة ذلك ؟ **حزب التجمع كان مستهدفا بالتفكيك، واعلان انتهائه من الحياة السياسية قبل ثورة 25 يناير 2011، لكن ظهر ذلك جليا في الايام الاولى للثورة، وفي ميادين مصر عندما كان اعضاء الحزب يقفون منفردين ضد كل شعار يقلل من قيمة الدولة او جيش مصر الوطني او وحدة الشعب المصري بمسيحيه ومسلميه ..وظهرت الدعاوى من خارج حزب التجمع وتكررت لدى البعض ان حزب التجمع لم يعد يناسب المرحلة الثورية القادمة في مصر، فترتب على خروج من بعض الزملاء الذين تم خداعهم بهذه الفكرة، التي هي اخوانية المنشأ، ودعموها عبر اخرين، ينفون انفسهم يسارا وخرجوا بعد ذلك عن سياق التجمع الفكري، وجميعهم اما صوت لمحمد مرسي في الانتخابات الرئاسية او قاطع الانتخابات ..في حين ان المقاطعة كانت لصالح مرسي ..لكن حزب التجمع لم يرتبك مثلهم، وأدى هذا الارتباك الى خروجهم من حزب التجمع، ولم يرحب بهم من الجانب الاخر لانه قد تمكن من السلطة، ولا يحتاجهم ..ولكن الشعب المصري بعد 30 يونيو اراد اعادة بناء دولته وقواته المسلحة وكل فريق دخل الخندق الذي يليق به. مرسي *معنى ذلك ان التجمع يعمل الآن من داخل خندق 30 يونيو مدافعا عن الدولة الوطنية ..هل هذا صحيح ؟ **نعم ..لأول مرة منذ تأسيس حزب التجمع يؤيد مرشح ليس من قياداته وطالب بترشيح وزير الدفاع عبدالفتاح السيسي ودفع بذلك إعلاميا، وكان الحزب مباركا ومؤيدا، وهو الموقف الذي نعتبره صحيحا ..وكان البعض يعتقد ان حزب التجمع سوف ينفجر بعد بيان التأييد، لاننا رشحناه بدون مطالب، فطلعت مقولة ان حزبنا أيد السيسي على بياض ..لكن اعتبرنا ان التأييد بشرط هو نوع من الابتزاز السياسي في وقت يتعرض فيه الوطن للخطر، فهذه ليس اخلاقيات قيادات الحزب من الزعيم خالد محيي الدين ومروا بالدكتور رفعت السعيد وحتى سيد عبدالعال، لكن ايدنا الرئيس السيسي على برنامج 30 يونيو، وشعار الحلف الذي هو في نفس الوقت شعار تجمعي وهو :”وحدة الارض والشعب وتماسك الدولة وتقوية مؤسساتها” ..فنحن ليس بيننا وبين النظام الحالي اي صفقات، ولكن موضوعيا نحن والرئيس السيسي في خندق واحد من أجل حماية الوطن وتماسكه في مواجهة التحديات المعروفة. *وعلى أي أساس يؤيد ويدعم حزب التجمع السلطة الحالية ؟.. **نمتلك الجسارة فى وضوح موقفنا المساند للسلطة الحالية ورئيسها الرئيس عبدالفتاح السيسى، باعتبارها من أهم نتائج ثورة شعبنا فى 30 يونيو ضد سلطة كانت تسعى لتفكيك دولتنا المصرية فى إطار مخطط استعمارى قديم – جديد، وهذا التأييد والمساندة يقومان على أساس الوحدة والصراع، فنحن لا نؤيد فى المطلق ولا نعارض دون تقديم البديل، نساند أو نعارض السلطة وفقاً لمدى اقترابها أو ابتعادها من أهداف شعبنا . *أهداف حزب التجمع واضحة ..فما هي المعايير التى يتم على أساسها التعامل مع الحكومة الآن ؟ ** 1- دعم بنية الدولة وتقوية مؤسساتها المختلفة، مع إزالة كل العوائق أمام المشاركة الشعبية الديمقراطية فى تحقيق هذا الهدف، سواء كانت هذه العوائق ذات طابع أمنى أو قانونى أو سياسى .2- تطوير وتحديث البنية الاقتصادية المصرية فى كافة قطاعاتها الإنتاجية، مع الحفاظ على ملكية الشعب فى مؤسساته الاقتصادية وحل كافة المشكلات التى تعترض انطلاقها فى بناء اقتصاد وطنى حديث يحقق التنمية الشاملة.3- التصفية الفكرية والسياسية للتنظيمات الإرهابية، عبر عملية إرادية من التحديث للخطاب الدينى والتمكين للثقافة البديلة التى تؤكد قيم المواطنة والمساواة بين المصريين وتدعم قيم الانتماء للمجتمع والمشاركة والشفافية والمحاسبة واحترام القانون والعمل بكل أنواعه، والإبداع الفنى والمهنى … وغيرها من القيم الإنسانية التى لا تتحقق إلا عبر جهود مشتركة من الدولة والإعلام والمثقفين والفنانين . *اليسار دائما لديه بدائل ..والتجمع كبيت لليسار المصري يمتلك برنامجا وحلولا في شتى المجالات ..اذا ما حقيقة الأقاويل الحكومية بأن المعارضة ليس لها بدائل؟ **نعم التجمع هو الحزب الوحيد في مصر الى جانب برنامجه لديه سياسات بديلة مطبوعة في كل المجالات، ويتم تحديثها، بالإضافة الى رده على بيان الحكومة، والموازنة العامة، ويقدم بدائل ايضا ..في القضايا الوطنية عندما ننتقد موقفا يخص القضايا الخارجية نقول ما هو البديل، ومقترحات للمواجهة والحل..اذن هي ثقافة أصبحت معيارا للمصداقية، واغلقت الابواب امام الحكومة عندما تتهم المعارضة فقط دون تقديم البدائل..كما ان حزبنا لم يتوقف عن التصدي لكل من يستخدم الدين لتمرير هدف سياسي سواء كان من الحكم او الجماعة الارهابية او من السلفيين، ولم نعقد اي صفقات او اتفاقات طوال فترة حكم الرئيس السادات حتى حسني مبارك مع الجماعات الارهابية المتطرفة والسلفية، ولم نعقد اى صفقات مع نظام الحكم بإعتباره نظاما فاسدا ..فكان شعارنا ضد الفساد والارهاب ..كان امامنا فرص للمساومة السياسية مع بعض الانظمة والتيارات السياسية لكننا رفضنا ذلك قيادة وأعضاء .. *العديد من رجال الأعمال يحترمون حزب التجمع ويقدرون مواقفه ..كيف يحدث ذلك ؟ **هناك نوعان من رجال الأعمال ..الاول يقرأ ويتابع، ويؤمن بأهمية وجود حزب التجمع على الساحة الإقتصادية بأفكاره وتوجهاته، لاننا نحمل عنه عبء المواجهة دفاعا عن مصالحه، وتمثل ذلك في دفاعنا عن حق القطاع الخاص المصري بالإنفراد بسوقه في مواجهة كل سلع مماثلة تأتي من الخارج، بشرط أن تكون الصناعة الداخلية تستمد مكوناتها من صناعات محلية والتركيز على الصناعات التحويلية الداعمة للقطاع الخاص المصري الوطني، وبالتالي نمكن القطاع الخاص بتقويته والخروج من السوق المحلي للعالمي ..الفريق الأخر يعتمد في جني أرباحه على نشاط واردات إستهلاكية وغير انتاجية، أو إستثمار عقاري أو مضاربة في الأراضي، هذا النوع يعتقد ان اي دور للدولة انتقاص من ارباحهم، لانها انشطة غير إنتاجية ..وهنا تظهر أهمية الشركات المتبقية من القطاع العام ويتكامل معها نشاط القوات المسلحة، والبنوك المصرية الوطنية، لولا ذلك ما كان للدولة المصرية ان تواجه ازمة كورونا .. *قبل التطرق إلى أزمة كورونا ..هل يتناقض التوجه لتطوير القطاع العام مع ضرورات التوجه لتوسيع استثمارات القطاع الخاص الوطني..وكيف يمكن التوفيق فيما بينهما؟ **لا يتناقض بل يتطلب التعاون المنظم لتنمية القطاعات المنتجة والتوسع الاستثماري في شتى المجالات التقليدية والجديدة، فالتنمية الاقتصادية الراهنة وفي المستقبل تحتاج إلى جهود القطاع الخاص الاستثماري الوطني كأساس لتعظيم النمو الاقتصادي وتشغيل الطاقات والتنمية البشرية، فالتنمية الاقتصادية والاجتماعية تحتاج لتضافر جهود القطاع العام مع القطاع الخاص والقطاع التعاوني للانطلاق في عمليات التنمية الشاملة، ويتطلب هذا التوجه ضرورة بناء وتطوير مدن وقرى الوادي القديم، وزيادة الرقعة الزراعية باستصلاح الأراضي الجديدة، وتنمية الصعيد والمحافظات اقتصادياً واجتماعياً وبشرياً، في إطار التوزيع العادل للتنمية والاستثمار الصناعي والزراعي والحرفي والتعاوني، وإقامة مجتمعات عمرانية وصناعية وزراعية جديدة، والتنويع الأفقي للمحافظات، لتستوعب الزيادة السكانية وتوسيع فرص التنمية لصالح هذه المجتمعات الجديدة والمجتمع المصري كله، مع ضرورة إصدار التشريعات المانعة للاحتكار الاقتصادي في المجالات الصناعية والزراعية والخدمية، ورفض كافة أشكال التزاوج بين السلطة والمال، وتغليظ عقوبة الفساد المالي والإداري وعقوبة المتسببين في الاحتكار والتمييز الاقتصادي واستغلال النفوذ، وضرورة وضع خطة عاجلة لضمان تحقيق السيادة الغذائية، وتحقيق نسب أعلى من الاكتفاء الذاتي فى المحاصيل الإستراتيجية وعلى رأسها القمح والحبوب والأرز والقطن، والقيام بثورة حقيقية في التعليم ليكون قادراً على إنتاج الطاقات البشرية القادرة على قيادة التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وإقامة نهضة ثقافية في البلاد. * “كورونا” ..ما تقييمكم لأداء الدولة في مواجهة هذا الوباء العالمي ؟ مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء **في الحقيقة فإن العقل الجمعي، وأغلبية الناس كانت تتوقع فشل الحكومة في مواجهة تداعيات الفيروس نتيجة للإنتقادات والمواقف التاريخية للحكومات على إعتبار انها قليلا ما تنجح وكثيرا ما تفشل، لكن الحكومة الحالية إكتسبت ثقة الناس في تعاملها مع أزمة السيول، بسبب الوضوح في المعلومات، والشفافية في اعلانها، والمساواة على قدر الإمكان بين المواطنين في تحمل أعباء هذه الأزمة ..الإجراءات المبكرة للدولة في مجال الصحة والجانب الإجتماعي، والدعم الموجه للقطاع الخاص الصناعي والخدمي في مقابل الإستمرار في العمل وعدم الإستغناء عن العمل وخفض رواتبهم، مع إقرار حقوق سابقة مثل العلاوات الخمسة لأصحاب المعاشات، كذلك دعم العمالة غير المنتظمة، وعودة المصريين العالقين، إضافة إلى توفير السلع الغذائية ..كل ذلك أعطى الحكومة، طابعا شعبيا إفتقدته الحكومات السابقة، كما دعم ثقة الشعب فيها. *هل ساعد حزب التجمع في اجراءات التصدي للأزمة ..وما هي المطالب التي طالبتم بها ؟ **ثقافتنا ومنهجنا في حزب التجمع أنه عندما يمر الوطن بأزمة كالتي نعيشها الآن، ويكون لنا مطالب أو نصائح أو إقتراحات، نبوح بها في أذن المسؤول، وما نراه قابلا للنشر ننشره في جريدة الأهالي، وليس من اخلاقياتنا السياسية ان نقول ان الحكومة قررت كذا بسبب إقتراحنا .. *كثير من الخبراء والسياسيين حول العالم يتحدثون عن تغيرات جذرية في النظام العالمي الجديد ..ما رؤيتكم في حزب التجمع للعالم بعد كورونا ؟ **المنظومة الاقتصادية الاجتماعية العالمية قد تبين إنهيارها وضعفها، وبالتالي المعنيين بهذه المنظومة سواء كانت حكومات او شركات ضخمة مطروح عليها اعادة النظر بحثا عن انتاج جديد وبشكل مختلف، من المؤكد انه سوف يتوافر فيه بقوة البعد الإجتماعي في العلاقات الإقتصادية على المستوى الدولي، وستنعكس بالضرورة على السياسات الداخلية التي بدأتها مصر والمغايرة للتوحش الرأسمالي السابق، وربما نشهد نهاية لصراعات في المنطقة مثل سوريا واليمن وليبيا وقطر باعتبارها من مخلفات مشروع سقط أو سوف يسقط، وكان ولا يزال دور مصر مستمرا في إسقاط هذا المشروع المبني على تفتيت هذه المنطقة واعادة تشكيلها الى دويلات صغيرة، حتى يتفرغ الأمريكان لمعاركهم الكبرى مع دول شرق أسيا ..وبالتالي نحن امام تقييم جديد، ونظام جديد ينتهى معه مشروع تفتيت المنطقة العربية، وستكون مصر طرفا رئيسيا في كافة المعادلات السياسية والإقتصادية العالمية والعربية، وكذلك سنكون أمام عالم يتحول من “عولمة الإقتصاد” إلى “عالمية الإقتصاد” يشارك فيه الجميع ويستفيد منه الجميع . *مصر مقبلة على انتخابات برلمانية لتشكيل مجلس نواب جديد..هل هناك نصائح تقدمتم بها للدولة خاصة ونحن مازالنا في المرحلة الانتقالية ؟ **نعم قمنا خلال الفترة الماضية وما زلنا بتقديم نصائح ومطالب محددة وموضوعية بتمهيد المناخ لنقلة تساعدنا في تجاوز هذه المرحلة، وبالفعل رحبت الدولة بذلك من بين هذه المطالب أن تستعيد الدولة دورها في الثقافة والإعلام والإقتصاد ومحاصرة الأمية والقضاء عليها، واعلاء قيمة المعرفة والثقافة والبحث العلمي ..والسؤال هنا :هل كل هذا له علاقة بالإنتخابات البرلمانية القادمة ..نعم، فالانتخابات البرلمانية القادمة يجب أن تنتج برلمانا سيدخل بمصر الى قرن جديد، فإذا لم تكن هناك على الارض قوى عاملة مدربة، ومتماسكة، وصناعات تساعد على النقلة الاقتصادية المطلوبة، وقوى سياسية مدركة اهمية المرحلة الانتقالية، ويكون هذا هو دورها في التسريع من إنجاز هذه المرحلة عن طريق البرلمان الذي يجب أن يشارك فيه الجميع ما عدا الجماعة الإرهابية ومن يعمل في فلكها ..بهذا التصور نحن نحضر للإنتخابات البرلمانية ..ومن هنا نرى دورنا في البرلمان أن أهميته تكمن في التأثير وليس في العدد..وبالتالي سوف نتوجه للإنتخابات القادمة مع كل حلفاء 30 يونيو بإعتبار ان الهدف الذي يجمعنا واحد وهو إستكمال المرحلة الإنتقالية بجميع جوانبها ..وفتح الطريق لمصر امام القرن الحادي والعشرين ..اي حزب أو قوى سياسية ترى ان البرلمان القادم يجب ان يكون برلمان الأغلبية سوف يخطأ خطأ تاريخيا، يجب ان يكون البرلمان القادم برلمانا للأغلبية وليس برلمان أغلبية، لتحقيق تلك المرحلة الإنتقالية وبناء الدولة المدنية ..وإذا سعى البعض ليكون البرلمان القادم برلمان أغلبية سوف يكون الناتج أسوأ مما كان أيام الحزب الوطني . *هل ترى ان الرئيس السيسي حسم موقف الدولة في التعامل مع الاخوان والقوى المتحالفة معها ؟ **لم يكن لدينا أي شك في مواقف الرئيس السيسي تجاه الجماعات الإرهابية وحلفائها بإعتباره واحدا من أهم قادة رموز تحالف 30 يونيه،لان هذا التحالف كان في مواجهة الإرهاب ..وعندما اعلن موقفه مؤخرا كان يرد على دعاوى تستخدم مفردات لتمرير “الجماعة” ومعمل التفريخ والفصائل السياسية الموالية للجماعة ..اما وجود بعض التيارات الدينية وحلها لانها مخالفة للقانون والدستور فهو دور الحكومة ولجنة شئون الأحزاب .. سيد عبدالعال *في نهاية هذا الحوار..هل هناك رسائل تحب أن تؤكد عليها لأعضاء الحزب او للدولة ؟ ** اقول ان حزب التجمع كان ولا يزال البيت الكبير للمثقفين والمبدعين والوطنيين، فعلي الاجيال الحالية والقادمة في الحزب، ان تحافظ على هذه السمات والصفات التي يتميز بها “التجمع” أمام الشعب، وهي ان اعضاء حزب التجمع منضبطون وغير فاسدين ومثقفين ..كما أقول أن دفاعنا عن الفقراء ليس موقفا سياسيا وإجتماعيا إنما موقف وطني بالأساس وبالتالي فأي قانون يتعارض مع حق السكن والتعليم والصحة والعمل اللائق، سوف نتصدى له وبقوة وسنحمل الحكومة نتائجها ..وإي إقتراب من المؤسسات الإقتصادية والإنتاجية العامة عن طريق البيع سوف نتصدى له، خاصة أن رؤية حزب التجمع ثبت صدقها، ووقف القطاع العام وشركاته مع الدولة في مواجهة “كورونا” صحيا وغذائيا وصناعيا ..فبنوك القطاع العام هي التي تدعم وتواجه على خلاف البنوك الخاصة التي لم تقدم شيئا لمواجهة الأزمة ..كما أقول أنه بعد أزمة كورونا وبما ان الحكومة برهنت على إدارتها الجيدة للأزمات فعليها ان تقدم مشروعها الاستباقي الى فتح حوار وطني واسع حول متطلبات المرحلة القادمة تحت شعار :”لتتوحد كل القوى الوطنية لبناء مصر والحفاظ على الدولة وتقوية مؤسساتها ” **حوار منصور عبدالغني وعبدالوهاب خضر