بعد مرورما يقارب 28عاماعلى النكبة واغتصاب فلسطين فى1948 ومحاولات اسرلة كل شئ ومحو الهوية الفلسطينية وتخللتهم حروب وكواراث وجرائم صهيونية بحق الشعب الفلسطينى ..ومنذ44عاما وبالتحديد يوم30مارس/أ ذار 1976و فى مواجهة مصادرة سلطات الاحتلال لمزيد من الاراضى العربية وبالتحديد فى منطقة الجليل الاعلى اندلعت على اثرها انتفاضة ابناءالشعب الفلسطينى فيما اطلق عليه بالخط الاخضر وبالتعبيرالادق فلسطين التاريخية وامام انتفاضة الجماهيرالعربية التي لم تتوقعها سلطات الاحتلال وعلى فعل المفاجأه تصدت سلطات الاحتلال بما تمتلكه من اليات البطش والجبروت وذلك من خلال اطلاق الرصاص الحى على الجموع الغاضبة والمتمسكة بحقوقها والمتشبثة باراضيها ليسقط الشهداء والجرحى التى تخلد يوم30مارس بيوم الارض التى هى اصل الصراع وبما يؤكد تلاحم الشعب الفلسطينى ويسقط معه الرهان على مزيد من التقسيم وتقطيع الاوصال تحت وقع اللجؤ والشتات ومحاولات الاقتلاع من وطنه ودياره. وتنتصرالهوية الفلسطينية كهوية للارض والشعب فى مواجهة سياسات الاحتلال التى تستهدف اقامة الدولةاليهودية النقية.ويكتسب يوم الارض هذا العام اكثرمن دلالة ومعنى انه الذكرى الاولى بعد ان افصحت الادارة الامريكية بقيادة ترامب عن موقفها المعادى لحقوق الشعب الفلسطينى ، والداعم ، والمنحاز لدرجة التطابق لدولة الاحتلال والاعلان عن مااطلق عليه بصفقة القرن التى اسقطها الشعب الفلسطينى بصموده بمختلف فعالياته ومؤسساته ، في القلب منها القيادة الفلسطينية وتاتى هذه الذكري فى ظل العمل بقانون قومية الدولة( يهودية الدولة )كفصل جديد فى تدشين دولة الفصل العنصرى الابارتيد. كما ياتى هذا اليوم فى احتدام الازمة السياسية لدولة الاحتلال حيث اجريت انتخابات الكنيست ثلاثة مرات خلال عام واحد ومازال عجز الاحزاب والكتل السياسية عن تشكيل حكومة فى صراع محتدم بين اليمين واليمين المتطرف اللذان يتنافسان فيما بينهما على اغتصاب المزيد من حقوق الشعب الفلسطينى ،وفي قلب المشهد السياسى المأزوم داخل دولة الاحتلال تحافظ القائمة العربية المشتركة على وحدتها وتماسكها لتحقق 15مقعدا من بين120مقعدا اجمالى مقاعد الكنيست فى ظل تصاعد العنصرية الصهيونية البغيضة وفى مواجهة التهويد ومحاولات طمس الهوية. كما ياتى علينا يوم الارض وقد مضى عامان الى انطلاق مسيرات العودة والتى توقفت لاسباب تتعلق بالمواجهة العدوانية من قبل الالة الحربية الصهيونية وايضا لاسباب موضوعية تتعلق بحالة الانقسام والوضع الانقلابى الذى تتمترس خلفه سلطة حماس فى مواجهة الشرعية النضالية الفلسطينية التى تمثلها منظمة التحرير ومؤسساتها. وياتى يوم الارض هذا العام وكل عام لنؤكد على مدى خطورة التهديد الذى تواجهه كافة البلدان العربية من استمرارتجاهل حقوق الشعب الفلسطينى وذلك من خلال عقد المعاهدات مع دولة الاحتلال على انفراد واجراءات التطبيع العلنية والسرية مع تجاهل اصل الصراع حيث تتمثل مخاطر دولة الاحتلال فى الجرائم ،والغارات التى تمارسها الالة الحربية الاسرائيلية تجاه دول الجوارالعربى لفلسطين فى العراق وسوريا ولبنان. كما ان مجيئى هذا اليوم دون احداث اى تقدم لتحقيق امال وطموحات الشعب الفلسطينى مع استمرار الدعم ، والمساندة الغربية لاسرائيل فى كافة ماتقوم به من اعمال القمع ،والقتل والاعتقال ،والهدم، والحصار،والمصادرة للوجود الفلسطينى . وتاتى الولاياتالمتحدة فى مقدمة القوى الغربية دعما ومساندة لاسرائيل على طول فترة الصراع والتى توجت مؤخرا بالاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال موحدة ،ونقل السفارة الامريكية اليها ،والاعتراف بالسيادة الاسرائيلية على الجولان العربية المحتلة واطلاق يد دولة الاحتلال لمزيد من الاستيطان والتنكر لكافة التعهدات الامريكية والدولية للحقوق الفلسطينية والاصرارالامريكى على استخدام حق الفيتو لمواجهة اى محاولة دولية لوقف الاجرام الصهيونى. يأتى يوم الارض ليؤكد على وحدة الشعب الفلسطينى فى الداخل، والشتات ،واللجؤ ،وكافة الساحات على اتساع المعمورة واسقاط محاولات استبعاد الفلسطينين واصرار سلطة الاحتلال على اتباع السياسات التى من شأنها ابادة الشعب العربى الفلسطينى حتى يتخلصوا من مطالبته بحقوقه المسلوبة واصراره على اقامة دولته وعاصمتها القدس. وتأتى ذكرى يوم الارض كأداء نضالى كفاحى لأبناء الشعب الفلسطينى والحفاظ على الرواية التاريخية الفلسطينية صاحبة الحق التاريخى والمتمسك بالارض والهوية مهما كانت التضحيات . المجد لشهداء يوم الارض ،المجد لشهداء الشعب الفلسطينى بطول مسيرته النضالية وتضحياته التى لا تنضب ولاتتوقف عبر اكثر من مئة عام.