وزيرا التعليم العالي والتنمية المحلية يشهدان احتفالية انضمام 3 مدن مصرية إلى اليونسكو    رئيس جامعة المنوفية والمحامي العام يناقشان آفاق التعاون المجتمعي    قناة السويس تشهد عبور أكبر سفينة حاويات خلال عامين    إزالة 274 حالة تعدٍ على الأراضي الزراعية خلال أسبوع    جيش الاحتلال: لن ننسحب من قطاع غزة ولن نتحرك مليمترا واحدا من سوريا    أوجولا وبلحاج يقودان تشكيل سيراميكا كليوباترا أمام أبو قير للأسمدة    رسميا.. السعودية تستضيف نهائيات دوري أبطال آسيا للنخبة مجددا    غدا.. المركز القومي للمسرح يحتفي بذكرى ميلاد صلاح جاهين    وزير الأوقاف: مشاهدات دولة التلاوة تجاوزت المليار مشاهدة على الصفحات الرسمية للوزارة    الخميس.. أبطال وصُناع «ميد تيرم» ضيوف منى الشاذلي على قناة ON    صحة الدقهلية تستلم أجهزة طبية حديثة وماكينات غسيل كلوى ب 36.5 مليون جنيه    تورم قدم مصطفى محمد يهدد مشاركته أمام جنوب أفريقيا في أمم أفريقيا 2025    فصل التيار الكهربائى عن موقع انهيار عقار من 4 طوابق فى إمبابة    للكشف على قواه العقلية.. محكمة الجنايات تُودِع قاتل شقيق زوجته بمستشفى المعمورة للطب النفسي    ضبط بؤر لتجارة المخدرات بعدة محافظات.. ومصرع 5 عناصر إجرامية بأسوان    "إكسترا نيوز": تحرك شاحنات القافلة ال 100 تمهيدا لدخولها من مصر إلى غزة    الخارجية الروسية: سيتم عقد جولة جديدة من المحادثات مع الولايات المتحدة قريبا    استطلاع رويترز: توقعات بخفض أسعار الفائدة 100 نقطة أساس في اجتماع المركزي المصري المقبل    بحضور عدد كبير من الشخصيات الفنية والثقافية.......تفاصيل احتفالية "علي أحمد باكثير.. 115 عامًا من التأثير"    مثقفون: عام 2025 عزز حضور مصر إقليميا ودوليا كقوة فاعلة    فاضل 57 يومًا.. أول أيام شهر رمضان 1447 هجريًا يُحدد فلكيًا    جيش الاحتلال الإسرائيلي يقصف عدة مناطق في قطاع غزة    ارتفاع مؤشرات البورصة بمستهل تعاملات جلسة منتصف الأسبوع    أمريكا ترفع مكافأة الترحيل الذاتي للمهاجرين إلى 3 آلاف دولار    بسبب هاتف محمول.. تجديد حبس المتهم بإضرام النيران بسيارة موظف في حدائق القبة    الأرصاد تحذر من انخفاض الحرارة.. وهذه المنطقة الأكثر برودة فى مصر    كريم محمود عبدالعزيز بين «المتر سمير» و«طلقني»... تنوع فني وحضور قوي    إحالة مديري مدرسة التربية السمعية الحالية والسابق للمحاكمة لإهمالهما في واقعة اعتداء جنسي على تلميذة من ذوي الاحتياجات الخاصة داخل المدرسة    لو لقيت فلوس في الشارع تعمل إيه؟.. أمين الفتوى يُجيب    وكيل التعليم بأسيوط يتفقد مدارس الغنايم ويشيد بتفعيل البرامج العلاجية والقرائية    وزير الثقافة يلتقي الفنان خالد الصاوي لبحث إنشاء المركز الدولي للتدريب على فنون المسرح    مرموش: نحتاج لمثل هذه العقلية في البطولات المجمعة    رئيس الوزراء يجرى حوارا مع المواطنين بمركز طب الأسرة فى قرية الفهميين    البابا تواضروس يستقبل الأنبا باخوميوس بالمقر البابوي بوادي النطرون    ارتفاع حصيلة اشتباكات حلب إلى 4 قتلى و9 جرحى    الاحتلال الإسرائيلي يواصل خرق اتفاق وقف إطلاق النار بأنحاء متفرقة من غزة    بعد قليل.. رئيس الوزراء يتفقد عدداً من مشروعات حياة كريمة بالجيزة    وزير الكهرباء يلتقي مع رئيس "نورينكو" لبحث التعاون المشترك في مجالات الاستكشاف والتعدين    بالفيديو.. رئيس مصلحة الضرائب يوضح خطوات التعامل مع الممولين عبر التسهيلات الضريبية    بالفيديو.. الحمصاني: منظومة التأمين الصحي الشامل وحياة كريمة تمسان الخدمات الأساسية للمواطنين    وائل القباني: هجوم منتخب مصر الأقوى.. والتكتيك سيتغير أمام جنوب إفريقيا    بعد وفاة الطفل يوسف| النيابة تحيل رئيس وأعضاء اتحاد السباحة للمحاكمة الجنائية العاجلة    مواقيت الصلاه اليوم الثلاثاء 23ديسمبر 2025 فى المنيا    قرار جمهوري بتشكيل مجلس إدارة البنك المركزي برئاسة حسن عبد الله    وزارة التعليم: أحقية المعلمين المحالين للمعاش وباقون في الخدمة بحافز التدريس    4 وزراء ومحافظين يشهدون احتفالية انضمام 3 مدن مصرية جديدة لشبكة اليونسكو    وزير الصحة يشهد توقيع مذكرة تفاهم مع «فياترس» لتطوير مجالات الرعاية الصحية بملف الصحة النفسية    وفاة والد الفنان أحمد عبد الحميد وتشييع جثمانه بعد صلاة العصر    بدء الصمت الانتخابي في إعادة انتخابات النواب بالدوائر ال19 الملغاة    نظر محاكمة 89 متهما بخلية هيكل الإخوان.. اليوم    خطوات التصالح في سرقة الكهرباء    الجيش الأمريكي: مقتل شخص في ضربة جديدة لقارب تهريب مخدرات    "بسبب غاز السخان" النيابة تحقق في وفاة عروسين    «المستشفيات التعليمية» تعلن نجاح معهد الرمد والسمع في الحصول على اعتماد «جهار»    أمم إفريقيا - ياسر إبراهيم: أحب اللعب بجانب عبد المجيد.. ونعرف جنوب إفريقيا جيدا    حسام حسن: حدث ما توقعته «صعبنا الأمور على أنفسنا أمام زيمبابوي»    رمضان عبدالمعز: دعوة المظلوم لا تُرد    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاثنين 22-12-2025 في محافظة قنا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الاقتصاد من الانكماش إلى الركود
نشر في الأهالي يوم 31 - 03 - 2020

انكماش نشاط القطاع الخاص غير النفطي.. وضعف الإنتاج والطلبات الجديدة والتوظيف
جودة عبدالخالق: الركود متوقع بسبب سياسات الإصلاح الاقتصادي
شرين الشواربي: من الصعب أخذ إجراءات تحمي القطاعات من الركود وقت الأزمات
عبدالرحمن عليان: عدم الاستقرار في السوق العالمي السبب
تحقيق : شيماء محسن
أظهر مؤشر مديري المشتريات (PMI)، انكماشا في نشاط القطاع الخاص غير النفطي في مصر، خلال شهر فبراير الماضي، للشهر السابع على التوالي، ومع ظهور فيروس كورونا واتخاذ الحكومة إجراءات احترازية وحظر تجوال، من المتوقع استمرار حالة الركود فى الاقتصاد، وسط توقعات د. هالة السعيد، وزيرة التخطيط انخفاض معدل النمو إلى 4.2 بالمائة فى العام الجديد، وقد يستمر الانخفاض حال استمرار تداعيات كورونا.
كانت الحكومة قد أطلقت عدة مبادرات الشهر الماضى لتنشيط الاقتصاد، وهى المبادرات التى أطلقها طارق عامر، محافظ البنك المركزي، إلا أن كورونا عطل أثر تلك المبادرات مؤقتا فى تنشيط الاقتصاد.
وقال فيل سميث، الخبير الاقتصادي الرئيسي في مجموعة IHS Markit، أن القطاع الخاص غير النفطي في مصر، ظل غارقا في الركود منذ شهر فبراير، مبينا أنه على الرغم من تحسن مؤشر مديري المشتريات من أدنى مستوى خلال 3 أعوام في يناير الماضي، إلا أن البيانات الأخيرة لا تزال تظهر ضعفا واسع النطاق عبر الإنتاج والطلبات الجديدة والتوظيف .
وأشار إلى أن أدلة الدراسة إلى وجود حلقة مفرغة من ظروف سوق العمل الضعيف، التي تؤدي إلى انخفاض المبيعات المحلية، وبالتالي مزيد من الانخفاض في عدد الموظفين، موضحا أنه من المشجع أن نرى الشركات تحاول كسر هذه الحلقة عن طريق خفض أسعار الإنتاج، كجزء من الجهود المبذولة لزيادة المبيعات.
ضعف الطلب الخارجى
ولسوء الحظ بالنسبة للشركات المحلية، فإن ظروف السوق المحلية الصعبة، تتفاقم بسبب ضعف الطلب الخارجي، مع استمرار انخفاض طلبيات التصدير بشكل حاد في فبراير، لافتا إلى أن انتشار فيروس كورونا في الصين، لا يؤثر سلبا على مبيعات التصدير فحسب بل يضعف ثقة الشركات أيضا، حيث إن استمرار تراجع نشاط القطاع الخاص ناتج عن انخفاض معدل الطلب، بعدما أشارت شركات القطاع الخاص إلى تراجع الأعمال للشهر السابع على التوالي.
وأضاف أن ضعف ظروف سوق العمل، استمر في تقويض الطلب المحلي، كما أظهرت البيانات تراجعا حادا آخر في الأعمال الجديدة الواردة من الخارج، حيث إنه انخفضت طلبات الإنتاج وقلصت الشركات غير النفطية خلال فبراير نشاط التوظيف والشراء، كما انخفضت أعداد الموظفين بأسرع معدل منذ سبتمبر 2017 في حين كان انخفاض مستويات الشراء هو الأقوى في 3 سنوات تقريبا، وانعكس انخفاض الطلب على المواد الخام ومستلزمات الإنتاج الأخرى على استقرار مواعيد تسليم الموردين، بعد تدهورها خلال الشهرين السابقين .
سياسات الإصلاح الاقتصادي
وأكد الدكتور جودة عبدالخالق، وزير التموين الأسبق وأستاذ الاقتصاد بجامعة القاهرة، أن ركود القطاع غير النفطي، كان متوقعا بسبب سياسات الإصلاح الاقتصادي، بسبب رفع الأسعار علي السلع الضرورية بنسب مرتفعة وخاصة شراء الخدمات الأساسية، فمن وجهة النظر الاقتصادية للأسرة، فإنها تحاول أن تتكيف مع ارتفاع الأسعار، بتغيير الأولويات، حيث إن الأسرة أعطت الأولوية للطعام والشراب، بجانب ارتفاع فواتير المياه والكهرباء، وكذلك النقل والمواصلات، وبالتالي تم تخفيض النفقات علي الترفيه والملابس وغيره، مما خلق موجة من التسيب في الأسعار .
وأوضح أن العديد من الصناعات الصغيرة وبعض الصناعات المتوسطة، توقفت والبعض الآخر، بدأ الاستغناء عن العمالة أو العمل لعدد ساعات أقل، بسبب العجز عن تسويق منتجاتهم، لافتا إلى أن الصناعات الحديثة وصناعة مستحضرات التجميل وغيرها والأدوات المنزلية، تأثرت بشكل كبير بسبب انكماش السوق نتيجة للإصلاح الاقتصادي، كما أن مديري المشتريات في الشركات، يؤكدون أن فرص التسويق تنخفض والطلبيات الجديدة تنخفض بشكل أكبر، لذلك تعتمد الشركات على العروض لترويج المشتريات، مؤكدا أن ما يحدث هو ناتج عن خطأ في برنامج الإصلاح الاقتصادي وسياسات التطبيقات .
وشدد أن المشكلة تكمن في أن الرئيس عبدالفتاح السيسي، أعلن أن موازنة 2020 سيتم فيها زيادة 7 أو 10% بالنسبة للعاملين سواء المخاطبين بالخدمة المدنية أو غيرهم، ولكن هذه الزيادة أقل من معدل التضخم، لأنها تؤدى إلى انخفاض الدخول الحقيقية، فمعدل التضخم حاليا لا يقل عن 20%، لافتا إلى أن المشروعات غير النفطية، يتم انكماشها، لذلك فالدولة بحاجة إلى تعديل جذري في السياسة المالية، بالإضافة إلى تغيير السياسة الاقتصادية .
وتابع أنه لتخفيف هذا التأثير على المواطنين، يجب تشجيع المنتج المحلي وخفض الأسعار، ويرجع ذلك إلى نية الحكومة في تطبيق مثل هذه المبادرة، ولكن الحكومة تعتمد في مواجهة هذه الظاهرة ” انكماش السوق “، وما يترتب عليه من ضغوط علي المشروعات الصغيرة والمتوسطة، بتخفيض إنتاج السوق، والسؤال هو كيفية تشجيع الإنتاج المحلي..وكيفية تخفيض الأسعار؟ ! .
وأشار إلى أن التجمع له تاريخ كبير في النضال لضبط الأسعار، فالحكومة تنادى بإتاحة السلع للمواطنين بأسعار منخفضة ومنع الاحتكارات، ولكن على أرض الواقع، ففي كل مجال من المجالات الاقتصادية في كل الأسواق، يوجد أباطرة لهذه الأسواق، كمجال الورق والأدوية ومستلزماتها، مشيرا إلى أن الحل يكمن في المواجهة السياسية، فلابد من إرادة سياسية، للتصدي لهؤلاء المحتكرين، فإذا وجدت الإرادة سوف تتحقق، ولكن هل الحكومة، لديها الشجاعة، للتصدي لأباطرة السوق في كل مجال من المجالات .
وطالب بضرورة تغيير قانون حماية المنافسة ومنع الملابسات الاحتكارية، لتقوية الجهاز وقدرته على مواجهة أباطرة الأسواق، فركود القطاع غير النفطي، بسبب أن معظم هذه الصناعات في نطاق القطاع الخاص والقطاع الخاص محكوم بمقتضيات السوق العرض والطلب، والسعر هو الحل الوحيد، لتوسيع السوق، ولكن كيف يتم تطبيق ذلك في ظل الالتزام مع صندوق البنك الدولي، بأن عجز الموازنة في حدود معينة ؟! .
تدهور الاقتصاد
أما الدكتورة شيرين الشواربي، أستاذ كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، فأكدت أنه من الصعب أخذ إجراءات تحمي القطاعات من الركود، لأن إجراءات حماية أرواح الناس وصحتهم بالضرورة، ومن الطبيعي التأثير السلبي علي الاقتصاد، قائلة: “لازم نختار أما نعيش أو نحصل على الدعم من الدولة، أحنا عندنا طبقة هتقدر تعدي الفترة دي بدون مشاكل كبيرة كلنا هنتأثر سلبا بدون استثناء” .
وأضافت أن التوقف عن العمل والجلوس في المنازل، يسبب ضررا كبيرا لأى اقتصاد بسبب توقف الإنتاج وضعف الإنتاجية، فالحكومة لا تستطيع تقديم الدعم للفقراء بشكل مستمر في صورة ” تكافل وكرامة “، حيث أن هذه المبادرة تغطى أكثر من 50 % من الشعب المصري، بالإضافة إلى صعوبة التوصل لكافة عمال التراحيل وعمال اليومية والموسمية، وهم أكثر من تضرروا من هذه الأزمة، قائلة: “كل واحد معاه قرش يقسمه مع أخوه الغلبان كل شخص يوصل للأشخاص في منطقته اللي يقدر عليهم” .
وأشار إلى أن الإجراءات الاقتصادية حاليا، محدودة، لأن السياسة الاقتصادية غير فعالة في مثل هذه الأزمات، ومع توقف القوة العاملة عن العمل، فالحكومة يجب أن تأخذ القرار السليم فى الوقت السليم في مثل هذه المواقف، بدون تردد أو تأخر .
معوقات
كما قال الدكتور عبدالرحمن عليان، الخبير الاقتصادي وأستاذ التجارة بجامعة عين شمس، أن شهر فبراير من كل سنة، يشهد حالة من الركود والبطء الشديد في معظم القطاعات ما عدا قطاع البترول، ولم يتم تحديد السبب حتى الآن، فحركة الشراء والبيع وحركة التجارة نفسها ” الاستيراد والتصدير ” لديها معوقات كبيرة، بسبب عدم استقرار الأسعار العالمية، وخاصة القطاعات غير النفطية” .
وأضاف أن سبب الركود في القطاع غير النفطي، يرجع إلى عدم الاستقرار في السوق العالمي وليس مصر فقط ، وبالتالي فمن المتوقع هذا الانخفاض، مبينا أن القطاع الوحيد الذي لا يتأثر بهذا الانخفاض بخلاف قطاع البترول، هو قطاع قناة السويس، فحركة التجارة في قناة السويس شبه مستقرة، بالرغم من أن حركة الصادرات والواردات قد تتوقف أو بطيئة جدا، لان جزءا كبيرا من وارداتنا من الصين، توقف تلقائيا مع ظهور الوباء ” كورونا المستجد ” بعد وقف التعامل مع الصين .
وأكد أن حركة القطاع في 7 شهور الماضية، حركة طبيعية، مع البطء الشديد منذ ديسمبر الماضي، مع ظهور الفيروس وخصوصا مع الصين وجنوب شرق أسيا، فسبب هذا الانخفاض، يرجع إلى نقص العملة، وغياب الثقافة لدى المواطنين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.