كتبت دينا محسن: أكد حزب التجمع أن سلاح رفض التطبيع لا يزال سلاحاً فاعلاً في يد العرب لمواجهة مخططات العدوان والغطرسة العنصرية لدولة الكيان الصهيوني، مؤكدا رفضه لخطة ترامب، التى وصفها ب « تصفية القضية الفلسطينية»، ويدعو القوى والمؤسسات العربية والإقليمية والدولية، وفي مقدمتها جامعة الدول العربية ومجلس الأمن، إلى ضرورة التمسك بالمبادرة العربية لقمة بيروت عام 2002، التى تقوم على مبدأ الأرض مقابل السلام، وقرارات الشرعية الدولية التي تدعو إلى الالتزام بحل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدسالشرقية، وإجلاء المستوطنات الإسرائيلية، وعودة اللاجئين وتحرير الجولان السوري، لتكون تلك هى التسوية المقبولة عربيا، فى مواجهة جميع المشاريع التي تسعى لتصفية القضية الفلسطينية. وأكد « التجمع» أن إقامة علاقات بين الجانب العربي وإسرائيل من دون إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدسالشرقية” لن يكون ممكنا, لذلك فإن التعامل والتطبيع بالشكل العلني والسري المنفرد والجمعى مع العدو الإسرائيلى الصهيوني، فيه خرق وتجاوز لقرارات الأممالمتحدة والقمم العربية ولموقف الزعماء العرب والشعوب العربية الثابت من عمر الصراع العربي الإسرائيلى, بأنه لا يمكن التطبيع الشامل أو إقامة علاقات مع إسرائيل إلا بعد الإقرار بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، في حقه بإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدسالشرقية وعودة اللاجئين لديارهم حسب نص المبادرة العربية للسلام. ولكن على الجانب الآخر، نجد قوي أخرى تناهض هذا الحق العروبى المقدس, فعلى سبيل المثال في ديسمبر 2017 صرّح ” يوسف زيدان” بأن “القدس لم تكن يوماً عربية” فرحبت السفارة الإسرائيلية في القاهرة مباشرة بهذا التصريح, وفي نفس العام قام وفد من جمعية “هذه هي البحرين”، يضم 24 شخصاً بزيارة إسرائيل علناً, وفى أغسطس 2017، قال نائب رئيس الوزراء، وزير الاستثمار السوداني (آنذاك) مبارك الفاضل إنه لا يمانع تطبيع العلاقات مع إسرائيل، معتبراً أن التطبيع فيه فوائد للمصالح السودانية, وفي مايو 2018 شارك فريق دراجات إماراتي مطلع الشهر في سباق “جيرو دي إيطاليا”، بمدينة القدس الفلسطينية المحتلة, ورحبت إسرائيل “بوفد الإمارات. وأعلن وزير خارجية البحرين “خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة” في مايو الماضى عبر “تويتر”، دعم بلاده لما سماه “حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها”، عقب استهداف تل أبيب ما قالت إنها عشرات المواقع العسكرية الإيرانية في سوريا، وسط ترحيب إسرائيلي بالتغريدة, واحتفلت السفارة الإسرائيلية في أحد فنادق ميدان التحرير وسط القاهرة بقيام دولتها، وهو اليوم المعروف لدى العرب والمسلمين والفلسطينيين بيوم”النكبة الفلسطينية” عام 1948 م. أما عام 2018 م فقد شهد مشاركة رسمية إسرائيلية في سباق كأس العالم للراليات الصحراوية (كروس كانتري) الذي أقيم في أبوظبي. وفي شهر فبراير من نفس العام تحدث ” نتنياهو” عن وجود تحالفات استراتيجية مع دول عربية دون أن يسميها، قائلاً في مؤتمر ميونيخ للأمن: “لم أكن أتخيل في حياتي أن تصل العلاقة مع بعض الدول العربية إلى مثل هذا التقارب”. ثم يزور رئيس اللجنة القطرية المكلفة بإعمار قطاع غزة السفير “محمد العمادي” إسرائيل ويجتمع مع وزير التعاون الإقليمي الإسرائيلي ومسئولين أمنيين بحجة مساعدة أهالي قطاع غزة, تلاها زيارة “سعد الدين إبراهيم” لجامعة تل أبيب، حيث ألقى محاضرة عن مصر والثورات العربية. ثم يشارك فريق رياضي إسرائيلي في بطولة العالم للجمباز بقطر, ويزور نتنياهو سلطنة عمان ويلتقى السلطان “قابوس بن سعيد” ، في ثاني زيارة لرئيس وزراء إسرائيلي إلى مسقط، منذ أن زارها عام 1994 الراحل إسحاق رابين, وفي مؤتمر دولي عقب الزيارة بيوم، قال وزير خارجية سلطنة عمان يوسف بن علوي، إن “الزمن أصبح مناسبا للتفكير بجدية في التخلص من المشكلات التي لا تسمح لدول المنطقة بالتطور الذي تستحقه”، وإن بلاده “تساعد على تقارب الطرفين” الإسرائيلي والفلسطيني, وقد تفاجئ الشعب السوداني الشقيق باللقاء الذي جمع رئيس وزراء العدو الصهيوني نتنياهو ورئيس مجلس السيادة السوداني “عبد الفتاح البرهان” في أوغندا. أما عن تركيا في ظل حكم “العدالة والتنمية” بلغت العلاقات التجارية مع إسرائيل التي وصفها مؤخرًا الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” “بدولة الاحتلال والإرهاب” أربعة أضعاف ما كان عليه, وبالنظر للوضع الاقتصادي بين الدولتين، نجد أن العام الماضى شهد فيه حجم التبادل التجاري بين أنقرة وتل أبيب زيادة بلغت 14 في المائة, في الوقت الذي تتواصل فيه المباحثات بين البلدين بشأن مشروع خط الغاز الطبيعي إلى تركيا, وهنالك الكثير والكثير من العلاقات العلنية والسرية بين الرجعيات العربية والإسلامية والكيان الصهيوني. يذكر أن عضو المجلس الثوري لحركة فتح والناطق باسمها “أسامه القواسمي” قال في تصريحات صحفية له أن الرئيس الفلسطينى “أبو مازن” استطاع مع القيادات العربية تثبيت الموقف في قمة عمان وكافة القمم بأن مبادرة السلام العربية واضحة، وهي تبدأ باعتراف إسرائيلي بالدولة الفلسطينية وانسحابها من الأراضي المحتلة عام 67، ويكون البند الثاني هو تطبيع العلاقات مع الدول العربية، الأمر الذي لاتريده إسرئيل بطبيعة الحال, ورغم عدم قبول السلطة بالطلب الإسرائيلي، فإن هذا الأمر لا تريده حكومة نتنياهو فهناك ضغوطات يمينية إسرائيلية على الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” من أجل أن يطالب الدول العربية بالتطبيع مع إسرائيل أولًا، مع عدم اشتراطهم تسوية القضية الفلسطينية، ثم البدء في مفاوضات السلام الفلسطينية- الإسرائيلية.