تحقيق: منى السيد رغم إعلان وزارة الأوقاف، عن السيطرة الكاملة على المساجد، وغلق عدد كبير من الزوايا لعدم إقامة خطبة الجمعة فيها، وضم المساجد التي كانت يسيطر عليها السلفيون في حوزتها مرة أخرى، إلا أن المشهد الديني في محافظة مطروح يسيطر عليه السلفيون بعكس تصريحات الوزارة، وهو ما كشفته مصادر الأوقاف، متهمين الوزارة بالتقصير والإهمال تجاه الدعوة والخطاب الديني، مطالبين بضرورة تشديد الرقابة على المديريات بمختلف المحافظات، وسد العجز لإقصاءالسلفيين من الساحة الدعوية. ويسيطر السلفيون على عدد كبير من المساجد والزوايا في المحافظة، وتمتد من مدينة الحمام شرقًا حتى مدينة السلوم غربًا على الحدود المصرية الليبية، أي ما يقرب من 40٪ من مساجد المحافظة، ففي كل مدينة من المدن الثمانى وكل قرية يوجد مسجد يحمل اسم “الفتح” على غرار مسجد الفتح الإسلامي بمدينة مرسى مطروح، وهو أول المساجد التي أسسها رجال الدعوة بالمحافظة، وهو أكبر معاقل الدعوة السلفية بالمحافظة، وتم تأسيسه في السبعينيات من القرن الماضي. ويقع مسجد الفتح، بجوار شارع الإسكندرية امتداد شارع بورسعيد بجوار الثانوية بنات، أما مسجد “الفاروق” وهو من ضمن المساجد التي قامت برصدها جريدة “الأهالي”، يقع في الكيلو 4 بالقرب من الطريق الدولي مطروح إسكندرية، ومسجد “خديجة بنت خويلد” في العزبة الغربية امتداد شارع التهريب بجوار سور الأشباح، ومسجد “قباء” في الكيلو 4 بجوار الشهر العقاري، ومسجد “أهل السنة” في الكيلو خمسة، ومسجد “المرور” بجوار الإدارة العامة للمرور، ومسجد “المدينة المنورة” في غوط رباح بجوار مدرسة العميد أحمد فوزي 2، ومسجد “المصطفى” ويقع خلف حديقة النصر في عزبة كفر الشيخ، ومسجد “عبد الله” في وادي الرمل على طريق السلوم بعد بوابة الكيلو 7، ومسجد “أهل الحديث” في إدارة غرب، جميعهم خارج سيطرة الوزارة. تحدى السلفيين وكشفت مصادر مطلعة بإدارة محافظة مطروح، عن أنه رغم تعيين أئمة لعدد كبير من تلك المساجد إلا أن الدعوة السلفية أصبحت هي الأقوى في مواجهة الوزارة، لسيطرتها على عدد كبير من المساجد، خاصة في ظل غياب التفتيش والرقابة التي من المفترض أن تقوم به الأوقاف. وأضافت المصادر، التي فضلت عدم ذكر أسمها، أنه دائمًا يجري اتفاق بين السلفيين وأئمة الأوقاف، على تقسيم خطب الجمعة لتصبح جمعة للسلفيين وجمعة للأوقاف، ولم يكتف السلفيون بهذا الأمر، ولكنهم يقومون بنشر الخطب عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، “فيس بوك”، تحت مسمع مرأى الوزارة، ورغم ذلك لم تحرك الأوقاف ساكنًا. وتابعت، أن أبرز قادة الدعوة وأئمتها بمطروح، الذين يخطبون الجمعة منذ ثورة يناير وحتى الآن، الشيخ على طه غلاب، رئيس مجلس إدارة الدعوة بمطروح، والشيخ دخيل حمد خطيب وإمام مسجد الفتح بمطروح، والشيخ فرج العبد من أكبر أقطاب الدعوة وعضو مجلس الشعب السابق عن حزب النور، والشيخ نصر الصنقري، والشيخ عثمان القطعانى مسئول الدعوة بمدينة سيدي برانى وعضو مجلس الشعب السابق عن حزب النور، والشيخ محمد جويلى إمام وخطيب مسجد الفتح بمدينة الحمام، والشيخ أبو بكر الجرارى مسئول الدعوة بمدينة الضبعة، والشيخ منصور قوية العقاري مسئول الدعوة في العلمين وعضو مجلس الشعب السابق عن حزب النور، وظل الأمر مستمرًا حتى أنشاءوا هؤلاء المشايخ قنوات عبر اليوتيوب ينشرون فيها خطبة الجمعة أسبوعيًا من المساجد المذكورة، وقد أعلنت الدعوة السلفية في عام 2015 ، أن محافطة مطروح عاصمة للسلفيين. جدول المشايخ وأشارت المصادر، إلى أنه يتم عمل جدول بأسماء المشايخ والمساجد والمناطق التي يقع بها المسجد وتعلن ليلة الجمعة من كل أسبوع وتنشر بالمسجد الرئيسي وعلى الصفحة الرسمية للدعوة على مواقع التواصل، ويتحرك المشايخ بين مساجد المحافظة بحرية؛ ويصعدون المنبر ويلقون الدروس عقب صلاة العصر أو العشاء، ويعقدون المسابقات الدينية، ولم تستطع المديرية، أو الجهات التنفيذية التصدي لهم وتطبيق قانون الخطابة عليهم، والذي نص على منع صعود غير الأزهريين لمنابر المساجد الحكومية والأهلية بجميع المحافظات، وذلك بسبب العجز الشديد في الخطباء والأئمة من خريجي الأزهر بالمحافظة من ناحية، وسيطرة التيار السلفي على عقول أبناء المحافظة من ناحية أخرى. واستكمل المصدر، أن هؤلاء المشايخ والأئمة يجوبون المحافظة شرقا وغربا لإلقاء الخطب والدروس بالمساجد التى تخضع للدعوة ونهجها، ويتناوب غلاب ودخيل والعبد، صعود منبر مسجد الفتح بمطروح، وإن كان الشيخ دخيل حمد يستحوذ على النصيب الأكبر من صعود هذا المنبر، دون أية محاولات للتصدى. الألف جنيه.. وشركة البترول وأوضح المصدر، أن اللائحة الخاصة بالألف جنيه التي أقرتها الوزارة؛ وشملت المفتشين ووكلاء الوزارة والمديرين، وطالت حتى رئيس القطاع الديني، بهدف الإشراف والمتابعة، والأئمة بدل صعود المنبر، إلا أن المعنيين بالأمر استغلوا ذلك حتى اتجهوا للخطبة في شركة عجيبة للبترول التي تنسق مع الوزارة لإرسال أئمة بمقابل مادي لخطبة الجمعة، فيتجه المفتشين تاركين دورهم في التفتيش على المساجد، لإلقاء خطبة الجمعة بمقابل 500 جنيه، حتى يجمعوا بين ال 1000 جنيه و500 جنيه، مؤكدين أن المديرية تقوم بإرسال الإمام لشركة البترول حسب أهوائها. ويتجه نحو إمامين وثلاثة مفتشين كل جمعة لشركة البترول، حتى يتبين الأمر أن الذي يذهب إلى شركة البترول أئمة وليس مفتشين، وهذا مخالف لتعاليم الوزارة، ولفتوا إلى أنه لم تنته إشكالية الخطب والمساجد لهذا الحد فحسب، بل يشتكي عدد كبير من الأهالي من تضارب الأصوات لقرب المسافات بين المساجد وبعضها، إلى جانب إلقاء خطب الجمعة في الزوايا ضاربين بتصريحات الوزارة عرض الحائط. وذكرت المصادر، في حالة إرسال لجنة تفتيش من الوزارة للمحافظة، يتم تبليغ المديرية أن هناك لجنة آتية من الوزارة فيتم اتخاذ اللازم لعدم ثبوت أية مخالفات تدينهم. الاستعانة بالأهالي بينما كشفت مصادر أخري بالوزارة، أن هناك ما يقرب من 24062 عجزًا في أئمة الأوقاف على مستوى الجمهورية، فكان النصيب الأكبر لقرى الصعيد ومحافظة مطروح، خاصة بعد وصول إجمالي عدد المساجد والزوايا إلى 99971، وعدد الأئمة المعينين 46953 وعدد الأئمة المحسنين 1753، وبدون تحسين 27204، ليصل إجمالي الأئمة المعينين إلى 75910، ما يجعل الوزارة تستعين بخطباء مكافأة، ومتطوعين للخطابة من أساتذة جامعة وطلاب أزهر، لسد العجز هذا العجز الكبير، إلى جانب اعتلاء السلفيين لعدد كبير المساجد في كل المحافظات. وأضاف، أن هناك عددا كبيرا من الأهالي في القرى والمناطق النائية بسبب عجز الأئمة وصعوبة الوصول اليهم، تستعين برجال ليسوا من خريجي الأزهر ليخطب بهم الجمعة ويؤم بهم في الصلوات بمقابل مادي، بسبب افتقار تلك الأماكن للأئمة.