كتبت نجوى ابراهيم: حالة من الجدل والترقب يشهدها المجتمع بعد تصريحات “مصطفى مدبولي” رئيس مجلس الوزراء ، بشأن تحويل الدعم العينى الى النقدى المشروط او التحول الى منظومة الدعم الرقمية ، وهى نفس المنظومة التى تحدث عنها د”على المصيلحى” وزير التموين والتجارة الداخلية خلال الحكومة السابقة تحت مسمى منظومة الخبز الجديدة ,وكان هدفها تحويل دعم الخبز العينى الى نقدى . ومن المقرّر أن يحصل المواطن فى المنظومة المقترحة على حصته الشهرية من دعم الخبز نقدًا كما في منظومة السلع التموينية على أن يكون للمواطن حرية الحصول على خبز أو سلع بإجمالي قيمة الدعم داخل البطاقة التموينية, ومن وجهة نظر وزير التموين والمسئولين بالوزارة أن التحول الى الدعم النقدي المشروط سوف يسهم في الحد من تسرب الدعم، ويساعد في وصوله إلى مستحقيه. ومن جانبه أوضح عطية حماد رئيس شعبة المخابز بالغرفة التجارية بالقاهرة أن المواطن سوف يحصل على قيمة مالية ثابتة كل شهر(90 جنيهًا لكل فرد) مقابل الخبز ويخصم منها المخبز قيمة الأرغفة المباعة له بشكل لحظي دون اللجوء لتسويات بين المخبز ووزارة التموين ,بالاضافة الى قيمة الدعم السلعى المخصص لكل فرد على البطاقة التموينية 50 جنيها بحد أقصى 4 أفراد ,والمواطن له الحق أن يشترى الخبز الذى يحتاجه وبالباقى سلع غذائية. وأكد “حماد”ان سعر رغيف الخبز فى المنظومة ثابت لن يتغير,فالمواطن سيدفع 5 قروش مقابل كل رغيف خبز يحصل عليه,وسوف تدفع الدولة 55 قرشا مقابل كل رغيف,لافتا الى ان حصة المواطن من الخبز لن تقل فى المنظومة الجديدة فبدلا من حصوله على 5 أرغفة يوميًا بإجمالي 150 رغيفًا شهريًا سيحصل على سعرهم نقدا ,وحول الفائدة التى ستعود على اصحاب المخابز من تطبيق المنظومة الجديدة أوضح أن الفائدة الاولى للمواطن لانه سيتم حسابه عن كل رغيف لا يصرفه ب60 قرشًا سلعًا بدلا من 10 قروش فى النظام الحالى,اما اصحاب المخابز فسوف تتيح المنظومة المقترحة قيام صاحب المخبز بخصم قيمة رغيف الخبز نقدًا من بطاقة المواطن مقابل كل رغيف يحصل عليه بشكل مباشر لينزل في رصيد صاحب المخبز يوميًا دون اللجوء للتسوية التى تتم شهريا بين المخابز ووزارة التموين.. من ناحية أخرى حذر خبراء الاقتصاد من خطورة تحويل الدعم العيني إلي نقدي لعدة أسباب منها عجز الحكومة عن السيطرة علي الأسعار في حالة تطبيق الدعم النقدي الذي سوف يزيد من أرباح التجار والمحتكرين دون تحسن ملموس لمستوي معيشة الفقراء، فضلا عن صعوبة الوصول إلي مستحقي الدعم . وانتقد د”رشاد عبده “الخبير الاقتصادى , فكرة استبدال الدعم العينى للخبز الى دعم نقدى,مشيرا الى أن وزير التموين قام بحذف مواطنين من دعم البطاقات ووضع شروط غير عادلة من يستهلك كهرباء ومن يمتلك سيارة ..بدعوى ايصال الدعم للمستحقين والناس الغلابة لم تعترض,ولكن عندما يصل الامر الى لقمة العيش ,ويصبح الفقير الغلبان غير قادر على شراء رغيف الخبز لسد جوعه وجوع اولاده فالحكومة هكذا تحرض على “ثورة جياع “لافتا أن المواطن الفقير سيأخذ الدعم النقدى ويشترى به سلعا محروم منها ويظل طوال الشهر بدون خبز .. واشارالى انه لا يجوز التحول الى الدعم النقدى فى ظل فشل الحكومة فى الرقابة على الاسواق وعدم قدرتها على التصدى لارتفاع الاسعار مشيرا الى ان التحول الى الدعم النقدى مع ارتفاع اسعار السلع والخدمات المستمر جعل المواطن فى النهاية لا يحصل على اى دعم ,واكد ان الدعم العينى يضمن للمواطن الحصول على رغيف الخبز اما فى حال تطبيق الدعم النقدى فلن يستطيع شراءه لان سعره سيصل الى جنيهين او اكثر فالرجل الغلبان كيف يستطيع شراء خبز هو واسرته ؟!مؤكدا ان ما حدث مع السلع التموينية سوف يحدث مع الخبز بمجرد اقرار مبلغ معين للمواطن بدلا من الخبز ستقوم المخابز برفع سعره. وانهى د”رشاد عبده”حديثه مؤكدا أن بقاء الدعم العينى للخبز هو الكرامة الوحيدة الباقية للمواطن. واشار “هانى الحسينى”الخبير الاقتصادى والقيادى بحزب التجمع الى انه ليس من انصار التحول الى الدعم النقدى لانه مبرر من الحكومة يهدف الى تخلى الدولة عن دورها الاجتماعى تجاه الفقراء ,فالهدف من الدعم هو احداث نوع من التوازن بين الاجور والاسعار ,والدعم النقدى لن يقوم بهذا التوازن خاصة فى مجتمعنا لان الاجور لا تتناسب نهائيا مع الاسعار ,وبالتالى فأن استمرار الدعم العينى أفضل,لاننا مجتمع كبير وحجم الاستهلاك خاصة للطبقات الشعبية كبير,اما الحديث عن أن تسرب الخبز وذهابه الى غير المستحقين فهذه الامور يمكن السيطرة عليها فى ظل وجود رقابة حقيقية بدلا من تغيير منظومة بأكملها. اما د”شريف الدمرداش”الخبير الاقتصادى فأوضح أن الدولة عاجزة عن ايجاد موارد لسد عجز الموازنة لذلك تتجه لتخفيض الدعم من أجل تقليل الانفاق ,فالدولة سوف تعطى للمواطن مبلغ ثابت شهريا وليس لها علاقة باسعار القمح اذا ارتفعت أو انخفضت ,ولن تدعم اصحاب المخابز , كما ان قيمة الدعم المخصص للفرد سوف تتآكل بمرور الوقت خاصة فى ظل ارتفاع الاسعار وبالتالى فأن الفكرة ليست فى التحول من الدعم العينى الى نقدى بقدر ما هى تقليل قيمة الدعم المنصرفة موضحا انه فى ظل الدعم العينى للخبز استمر سعره ثابتا عند 5 قروش منذ عام 1989 وحتى اليوم، رغم ارتفاع تكلفته الفعلية إلى نحو60قرشا. ولكن عند التحول الى الدعم النقدى سيرتفع سعره مثلما حدث مع السلع التموينية .