أكد خبراء المياه، حدوث تغيير ملموس في موقف إثيوبيا التفاوضي ، حيث نجح الاجتماع الاول من الاجتماعات الاربعة المقررة بعد اجتماع واشنطن، والذى عقد على مدار يومين الاسبوع الماضى بأديس ابابا على مستوى وزراء الموارد المائية والوفود الفنية من الدول الثلاث وبمشاركة ممثلي الولاياتالمتحدة والبنك الدولي كمراقبين، فى التوصل الى اتفاق حول اغلب المسائل الخلافية فيما يخص رؤية كل دولة لقواعد ملء وتشغيل السد الاثيوبى، وذلك من خلال تبادل المناقشات بين الوفود المشاركة حول العناصر الفنية الحاكمة لعملية ملء والتشغيل والتعامل مع حالات الجفاف والجفاف الممتد وحالة إعادة الملء، إضافة إلى الآلية التنسيقية بينهم، مع التأكيد على استمرار هذه المشاورات والمناقشات الفنية خلال الاجتماع الثانى والمقرر عقده بالقاهرة يومى الثانى والثالث من ديسمبر القادم. واوضح خبراء المياه، انه رغم عدم تغييرالمواقف، إلا أن طريقة العرض والمناقشة فى هذا الاجتماع كانت مختلفة، معتبرين ان وجود البنك الدولي،خطوة إلى الأمام، فلم تبدى اثيوبيا اى تشدد في الحوار، فى ظل حضورالمراقبين الدوليين وتدوينهم لكل ما يحدث بدقة ، ما جعل الامور تبدو اكثر هدوئا . وفيما يخص ما رددته وسائل الاعلام السودانية على مدار الساعات الماضية، عن التوصل الى توافق ثلاثى حول سنوات ملء خزان سد النهضة، اكدت مصادر داخل وزارة الموارد المائية والرى المصرية، عدم صحة هذه الاخبار موضحة ان اقتراح الملء على 7 سنوات لم يتم التوافق عليه نهائيا، وما تم التوافق حوله فقط ، هو أن يكون الملء على مراحل قد تمتد وقد تقصر وليس سنوات وفق هيدرولوكية نهر النيل الأزرق، بما يجنب التأثيرات السلبية على دول المصب بقدر الإمكان، وهذا الأمر كان موجودًا منذ بداية المفاوضات، مؤكدة ان ما سيتم التعرض له خلال الاجتماع القادم ،هو طبيعة الملء فى كل مرحلة ونسبها وفق ظروف التدفقات المائية، خاصة وان المقترح المصرى لا يحتوي على عدد سنوات، ولن يكون هناك اتفاق على عدد سنوات، ولكن ستتم مناقشة الشروط والعوامل المرتبطة بالفيضان المقبل، ومنسوب البحيرة ، فى محاولة للتوصل الى اتفاق مرضى حول التشغيل وإعادة الملء حال وجود فترات جفاف، وماذا يتم حال كانت التصرفات متوسطة وإذا كانت مرتفعة، وكيف تتعاون السدود للخروج من أزمة الجفاف خلال فترات الجفاف الممتدة، وكيفية إدارة السد بشكل مشترك بين الدول الثلاث، ونفس الادارة لكل السدود على المجرى المائي، وفق القواعد المعمول بها عالمياً. من جانبه، يرى الخبير المائى، دكتور” نادر نور الدين”، ان مصر تعول على هذة الاجتماعات أهمية كبيرة من أجل الوصول إلى اتفاق عادل ومتوازن حول المسائل الفنية العالقة في تشغيل وملء السد ، موضحا ان المقترح الذى تقدمت به القاهرة جاء على أساس المبادئ والأسس التي سبق وتم التوافق عليها،حيث طالبت بتمرير ما لا يقل عن 40 مليار متر مكعب من المياه سنويا من السد، فى الوقت الذى تقترح فيه السودان تمرير 35 مليار متر مكعب في بينما اقترحت إثيوبيا تمرير 31 مليار متر مكعب من المياه سنويا. يذكر أنه تم وضع خارطة طريق فى واشنطن بعقد اربع اجتماعات للجان الفنية لإعطاء الفرصة لهذه اللجان لمواصلة اجتماعاتها اعتبارا من 15 نوفمبر الجارى في أديس أبابا، وحتى 15 يناير المقبل، بحيث يتم التوصل إلى اتفاق مرضى بين الدول الثلاث ، وإذا لم يتم التوصل إلى اتفاق حتى 15 يناير2020، سوف يتم رفع الأمر لرؤساء الدول، حسب ما نصت عليه خارطة الطريق، أو يتم طلب تدخل من وسطاء، فى ضوء البيان المشترك الذى اصدره وزير الخزانة الأمريكى ستيفن منوتشينكان، واشار فيه إلى أن الوزراء سوف يحضرون اجتماعات أخرى فى واشنطن يومي 9 ديسمبر، و13 يناير لتقييم مدى التقدم الذى حققوه في مفاوضاتهم.