استحدثت وزارة الصحة والسكان، منذ أكثر من عامين، نظاما جديدا للتنبؤ المبكر بنواقص الدواء بالإدارة المركزية للصيدلة، والتعرف على الأرصدة الموجودة، كمحاولة للسيطرة على عدم تفاقم أزمة نقص واختفاء الأدوية، واتخاذ الإجراءات اللازمة عند رصد مؤشرات النقص فى أي دواء، ولكن بدون جدوى، فحتى الآن تتزايد قائمة نواقص الأدوية يوما بعد يوم. فأبرز الأصناف المختفية من الأسواق، تباع فى السوق السوداء، بأضعاف ثمنها، ومنها« مينالاكس أقراص، كيورام 1ج، سبازمو بيرالجين، فزيومير بخاخ أطفال، أسبرين بروتكت، ديبوبروفيرا حقن، وميزوسبت حقن، إلكون كريم، فيوسي كورت كريم، نكسيم أكياس، برونكوفاكسوم أكياس، كيورام شراب ببعض التركيزات، ستيرونات نور أقراص، دايسينون قرص، كاردورا xL، بسكوبان قرص، كلاجون كبسول، بالإضافة إلى أغلبية أدوية الأورام». وأكد الدكتور محمد الشيخ، نقيب صيادلة القاهرة، أن أزمة نواقص الأدوية تتفاقم بشكل كبير، فتوفير صنف دوائي غير موجود، يقابله نقص 10 أصناف، لافتا إلى أن من بينها أدوية مهمة وحيوية يستخدمها المواطنون بشكل مستمر، منها أدوية الغدد وغيرها. وأضاف، أن عدد الأدوية المختفية وغير الموجودة فى الأسواق أكثر من 300 صنف حيوي، خاصة أن الأدوية يتم طلبها وبيعها بالاسم التجاري وليس العلمي، بسبب كتابة الأطباء لأسماء تجارية معينة، مما يجعل المريض لا يقبل أي بديل أو مثيل دوائي آخر، رغم كونه يحتوي على نفس المادة الفعالة. وأشار إلى أن الحل يكمن فى كتابة وتداول الأدوية بالاسم العلمي بدلا من التجاري، وبالتالي يمكن الاعتماد على البدائل المثائل لحل المشكلة، بالإضافة إلى تفعيل منظومة التتبع الدوائي، لمعرفة أماكن النقص أو الزيادة فى الصنف الدوائي، وبالتالي معرفة الكميات التي تنزل الأسواق والأخرى ذات الطلب وأماكن نقصها. ومن جانبه أكد الدكتور على عوف، رئيس شعبة الأدوية باتحاد الغرف التجارية، أن حديث وزيرة الصحة والسكان، عن توفير جميع المستحضرات الدوائية وعدم وجود أي نواقص، كلام غير صحيح، لوجود أدوية كثيرة غير موجودة بالصيدليات، مبينا أن الدليل هو سؤال الوزيرة أين " أدوية الغدة وحقن ميثوتريكسات للروماتويد "، كما أنه لا يجب نزول 10 عبوات فى الصيدلية، لتأكيد توافراها فى كل الصيدليات. وأشار إلى أن وزيرة الصحة تعطي عدم مصداقية للحكومة، خاصة أن من أمثلة الأدوية المختفية تماما أدوية الغدة فهي غير موجودة حتى بدائلها " الألتروكسن والكاربيمازول "غير موجودين تماما فى الأسواق. وتساءل عن "فاكسيل A " بسبب دخول التلاميذ المدارس وأنه يجب تطعيمهم من فيروس الكبد الوبائي A، والذي يبلغ سعر التطعيم 75 جنيها، ويباع فى السوق السوداء بأكثر من 1000 جنيه، قائلا : "وزيرة الصحة بتخرج تدي صورة وردية والناس بتعاني حرام عليها بقى هي وإدارة الصيدلة". واتفق معه محمود فؤاد، مدير المركز المصري للحق فى الدواء، فى أن حديث الوزيرة عن عدم وجود نواقص للأدوية غير صحيح، حيث إن قائمة نواقص الأدوية فى تزايد مستمر، ومعظمها ليس لها بديل، مثل أدوية الغدد والقلب ومنع الحمل والقطرات والمراهم ومحاليل الفطريات وأدوية فيروس بى وأمصال عديدة، مبينا أن هناك محافظات بها أدوية غير موجودة منذ عدة شهور، كما أن أدوية منع الحمل غير متوفرة بالصيدليات منذ أكثر من 8 أشهر كاملة. وناشد رئيس مجلس الوزراء، بالتأكد من حديث وزيرة الصحة، بالتحري من خلال الصيدليات، والسؤال عن "أدوية الغدة أو منع الحمل أو القطرات أو أدوية التخدير أو المراهم أو فيروس بى أو حقن أر اتش للحوامل او كيتوستريل للفشل الكلوي أو حقن الصبغة ليبيدول أو حقن سيوله الدم فاكتور 8 و 9 وغيرهما "هو هيعرف مين بيخدعه بالظبط ". وأضاف أن حقنة "أنتي أر اتش" للسيدات بعد الولادة غير موجودة فى 77 ألف صيدلية وهي بثمن 750 جنيها وموجودة فقط فى السوق السوداء بثلاثة أضعاف المبلغ، ويتم صرفها من المصل واللقاح، ويبحث عنها الجميع بالمحافظات، مضيفًا أن دواء " كيتوستريل " للفشل الكلوي فى 77 ألف صيدليه ب 550 جنيها وفى السوق السوداء بثلاثة أضعاف المبلغ.